مقالات

” نقاطِع فنُقاطَع ” بقلم : إسحاق الحارثي

كلنا مع دعم المنتج المحلي وتثبيت هويته وتعزيز انتشاره ليصبح منتجاً رائجاً ينافس باقي العلامات التجارية العالمية وهذا ما ثبت ومانشاهده اليوم من انتشار واسع لمختلف السلع والمنتجات المحلية العمانية ووصولها للأسواق العالمية بفضل جودة صناعتها وتطبيقها لكافة الاشتراطات والمقاييس والمعايير الدولية إضافة لتغطيتها للسوق المحلي وهذا يمثل فخر لكل مواطن عماني أن يستهلك منتجات صنعت في بلاده وفي المقام الأول إن صح التعبير مسؤولية تقع على عاتق كل مواطن عماني ولاءً لدعم المنتج المحلي للاسهام في تعزيز هذا القطاع دعماً للاقتصاد العماني ولن أسهب كثيرا في هذا الجانب الذي يعرفه ويعيه الجميع.

وأنا أتجول  في إحدى المراكز التجارية بالسلطنة بحثاً عن سلعة لا تدعم الكيان الصهيوني الغاصب أو الشركات الداعمة له وتطبيقاً للمقاطعة وآثارها الاقتصادية على تلك الشركات وفي أقل ما يقال عنه دعما للقضية الفلسطينية ولإخواننا الفلسطينيين واقتداءً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم.

وقع نظري على علامة تجارية عمانية تنافس إحدى الشركات العالمية الكبرى في مجال المشروبات والعصائر والسوائل المائية التي يَروج انتشارها سيما في شهر رمضان المبارك حتى ذهب البعض بتسمية هذا المنتج (مشروب رمضان) إذ  تتنافس شركات عديدة في طرح منتجاتها والترويج لهذا النوع من المنتجات نظراً لكثرة الطلب عليها وشريطة تواجدها على مائدة الإفطار أو مائدة العشاء لتضيف ذكرى الناس الطيبين من ارتبط هذا المنتج بأيامهم الجميلة، ما شدني وأنا أبحث عن بدائل المقاطعة هو ارتفاع أسعار البدائل وهي من الإنتاج المحلي الذي لا نشكك في جودة صناعته وفي كفاءته وفي قدرته للمنافسة في السوق الخارجية حيث لدينا ما يزيد عن الآلاف من المنتجات والسلع المحلية التي تصدر لأكثر من ١٣٠ دولة حول العالم وهذا لم يأتِ من فراغ بل هناك جهد كبير وعمل مضن تقوم به وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار على مدار الخمسين عاماً الماضية، بعد مقارنة تلك السلعة المحلية بسلعة منافسة ذات علامة تجارية عالمية مشهورة تبين بأن هناك فرقاً كبيراً في السعر بالمقارنة مع بقية الأسعار التي يقاطعها البعض ويكاد يصل ذلك الارتفاع بنسبة مابين٢٥% إلى٥٠%  تقريباً.

هنا يتضح لنا بأن بعض الشركات استغلت تلك المقاطعة لتحقق مآربها بل أتتها هذه المقاطعة على طبق من ذهب ويجب عليها الاستفادة منها متناسية أنها تستغل حاجة الناس في شراء مثل هذه المنتجات وما تقوم به هو أشبه للعقاب مطبقة مقولة *نقاطِع بكسر الطاء فنُقْطَع بفتح الطاء* من خلال ارتفاع قيمة هذه السلع والمنتجات المحلية.

إن ممارسة مثل تلك السلوكيات من شأنها أن تؤثر على سمعة ومكانة تلك الشركات وهنا لا نريد أن ندخل في قضية قاطعوا المنتج المحلي فلا وحاشى لله لن نصل لهذه المرحلة فنحن مثلما أسلفت مع المنتج المحلي وتثبيت هويته وتعزيز انتشاره داخلياً وخارجياً ولكن في الجانب الآخر لن نسمح باستخفاف عقولنا واستغلال بعض القضايا الإنسانية على حسابنا وهنا سؤالي للمعنيين بهذا الجانب هل يجوز  استغلال هذه الظروف وهل هناك من يراقب عملية تحديد الأسعار سيما وأن الجهات الرقابية على الأسواق لديها كافة قوائم الأسعار ما قبل ومابعد المقاطعة ورمضان المبارك.

كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم جميعاً الصيام والقيام وصالح الأعمال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى