مقالات

“لماذا نخجل مما نملك؟!” بقلم: بدرية حمد السيابية

كلٌّ منا له تعابير وأحاسيس ينفرد بها أو بمعنى آخر يحتفظ بها لنفسه، ولا يصرح ما بداخله، فتتراكم المشاعر ويصبح في دوامة مغلقة لا يستطيع التخلص منها ويستسلم للصمت، ويخفي الجانب الجميل في “الخجل” وخوفه من انتقاد الآخرين له من سلوك أو تعبير يصدر منه والخوف من الاستهزاء من كلامه أو تصرفه، وكثيرة هي الأمثلة في حياتنا اليومية لتلك المشاعر التي نعيشها وتتعايش معنا رفيقة لدربنا، من الصعب جداً أن تكتم ما بداخلك من أحاسيس والاعتراف بها والدفاع عن أمر ما فتختبئ وراء خجلك وعدم الثقة في نفسك.

تجد مع البعض موهبة مميزة يتميز بها وبسبب خجله وخوفه وتفكيره السلبي يتراجع للوراء ويختبئ في زوايا الصمت المظلم، ولا يستطيع الخروج من قوقعته المحيطة به.

فإذا أنت مقتنع بكل ما لديك من مواهب أكرمك الله بها، فاستغل كل دقيقة وثانية لتصقل هذه الموهبة وإظهار الجانب المشرق والجميل في ذاتك ونفسك أولاً ثم للآخرين، اجعل لنفسك زاوية خاصة لتحكي عن إبداعاتك عن سلوكياتك عن حواراتك عن حُبك وجودك في الحياة فلم يُخلق هذا الكون صدفة بل هناك مدبرٌ لكل شيء.

عليك التأمل في كل ما وُجِد بهذا الكون لتكمل لوحتك المبدعة بألوان زاهية تختارها بعد عناية وجهد مثمر لتقطف ثماراً، لتفرح بنتائجك الإيجابية المحفزة، ولا تخجل من نفسك فأنت حقاً مبدع ومميز، هناك فئة منا تخجل من نفسها وكأنهم منبوذون فوق هذه الدنيا، ولا يعلمون ما يخبئ الله لهم من أقدار جميلة؛ ومثال ذلك: من يخجل من منظره أو شكله! لماذا تخجل من شكلك؟ الله سبحانه وتعالى هو من خلقك فصورك وجعلك بأحسن صورة، يقول تعالى في كتابه العزيز: “لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ” (التين:4)، تعتبر هذه الآية بحراً من الدلالات، والمعاني التي لا يُعرف لها أولٌ من آخر.

ولا يقتصر الخجل لدى البعض في الشكل فقط وإنما من أشيائه الخاصة، فيما يملكه! فهناك أشخاص يمتلكون “سيارات” موديل قديم، ويخجل من قيادة هذه السيارة أمام الناس، لكنها بالمقابل تفي بالغرض وتقضي أمورك المهمه؛ فلِمَ التباهي؟ أنت تملك المادة التي بين يديك حسب إمكانياتك المادية ولا تشد انتباه الآخرين لك حسب ما تميل إليه نفوسهم، فما أجمل التواضع في تلك المواقف والأهم من ذلك القناعة “القناعة كنز لا يفنى”؛ فتجد هناك من تتراكم عليه الديون ليسد ذاك الفراغ الداخلي والتنافسي بين الآخرين ويعمل المستحيل لامتلاكه!! من وجهة نظري ليس هذا بالتصرف الجيد “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها”.

وكذلك من اختبره الله من إعاقة جسدية لفقد أحد أعضاء جسده في حادث ما أو عند ولادته فتجده لا يظهر كثيراً خجلاً من مظهره ومن نظرات الناس المستفزة له، تأكد جيداً أنك أنت من تحدد قيمة نفسك وتسير أمام الناس مفتخراً بطيبة قلبك وأسلوبك الراقي، أوقظ الشخصية الجميلة من داخلك وتقدم خطوة نحو تحقيق كل طموح ستفتخر به، لنعطي لأنفسنا فرص الانطلاق، لنفرد بجناحينا نحو التفكير الإيجابي، مبتعدين عمَّا يزعج أنفسنا ولتعلم جيداً أنَّ رضا الناس غاية لا تدرك، فكن حكيمَ نفسك ولا تخجل من ذاتك ونفسك، أنت بإرادتك تستطيع أن تبهر العالم بما تملكه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى