مقالات

“حسن الاختيار لا جمال الوعود” بقلم: أحمد حلبي

أيام قلائل وتعلن وزارة الحج والعمرة القائمة النهائية لأسماء المرشحين لانتخابات مجالس إدارات شركات أرباب الطوائف (المطوفون ، الوكلاء ، الادلاء ، الزمازمة )  ، ومعها يبدأ المرشحون حملاتهم الدعائية بالاتصال بالناخبين، لكسب أكبر عدد من الأصوات التي تمّكنهم من الوصول إلى مقعد مجلس الإدارة وهو حق مشروع لهم ، وفي كل اتصال سنسمع أجمل الكلمات وأبلغ العبارات مقرونة بالحديث عن خطط وبرامج سيسعى المرشح لتنفيذها حال وصوله لمجلس الإدارة، وما إن تضع الانتخابات أوزارها وتعلن الأسماء، ويصل من يصل، ويغيب من يغيب، حتى تغيب الكلمات وتنتهي الخطط.

ويرى بعض المتخصصين في مجال الانتخابات، أن هناك صفات ينبغي أن تتوفر لدى المرشح، ومنها أن يكون قادرًا على  تمثيلنا خبية وفق أسس موضوعية، وأن يعمل على تحقيق متطلباتهم، والارتقاء بالخدمات المقدمة، وينبغي الاطلاع على السيرةالذاتية للمرشح، فهي تمثل نبذة عن الأعمال والمهام التي تولاها، وتبرز مدى قدرته على العمل، ويرى هؤلاء المتخصصون أن عضوية مجلس الإدارة لا تحتاج إلى حامل شهادات علمية عليا بل لخبرة عملية جيدة، وأن ينظر الناخب للوعود التي يطلقها المرشح، وهل تتناسب مع صلاحياته في حال فوزه، ومعرفة نزاهة المرشح، فليس مظهره الخارجي أو عمله السابق مقياسًا لنزاهته.

وفي انتخابات مجالس إدارات شركات الطوافة، أرى من وجهة نظري أنه ينبغي أن يُنظر للأعمال التي سبق للمرشح أن تولاها من قبل بمجلس إدارة المؤسسة، سواءً  كان رئيسًا للمجلس، أو نائبًا، أو عضوًا بمجلس الإدارة سابقًا أو حاليًا، ومدى إلتزامه بالمهام الموّكلة إليه، وقدرته على التعامل معها، وهل جاء لعضوية المجلس بالانتخاب أم بالتعيين؟ وهل استمر في كامل الدورة الانتخابية أم استقال؟ وإن استمر فماذا قدم؟ وأين هي أعماله؟ وكيف كان تعامله مع مساهمي المؤسسة؟ وإن استقال فلماذا استقال ؟

إذ ليس من المعقول أن يأتي مرشح باحث عن منصب، أو آخر تحُوْل ظروفه العملية من الاستمرار، وينبغي  متابعة أداء المرشح أثناء حملته الانتخابية، من خلال حواراته ونقاشاته وطريقة عرضه لبرنامجه، فإن  لم يفلح في هذه فكيف يمكنه أن يفلح في إدارة لجنة أو قطاع داخل منشأة.

وينبغي على الناخب أن يبتعد عن مجاملة الأقارب من المرشحين، وأن يكون حاسمًا في اختياره للمرشح، وألا ينساق خلف الشعارات الرنانة، المحملة بعبارات ” القوي الأمين ” ، و ” صوتك أمانة ” ، وغيرها من الشعارات التي حفظت  منذ زمن ولم تقدم عملاً  جيدًا .  

وإن جاء من يضع شعار جديد يحمل عبارة  ” لنحافظ على الماضي،  ونبني للمستقبل ” ، فهذا يذكرني بأغنية عمرو دياب ” مابلاش نتكلم في الماضي ” التي كتب كلماتها  مجدي النجار ولحنها حجاج عبد الرحمن، أو قد يأتي من يضع شعارًا يقول فيه ” لنبحر سويًا في زورق واحد “، وما أخشاه أن يترك المرشح الناخبين في عرض البحر بعد وصوله للمرفأ.

لذلك ينبغي أن يكون التصويت للأصلح من بين المرشحين، حتى تسير العجلة بشكل سليم وصحيح، وأن يكون الناخب أكثر وعيًا وقدرة على حسن اختيار من يمثله، واختيار الأفضل بعيدًا عن القرابة والصداقة، وأن تصل للشخص المناسب الذي يستطيع دفع عجلة الإصلاح والتطوير، وليس من كان أكاديميًا، مرتديًا ثوبًا أنيقًا فضفاضًا، فشركات الطوافة ليست بحاجة لبريستيج خاص خلال المرحلة القادمة، بقدر ماهي بحاجة إلى من يعمل بجد واجتهاد، ويسعى لتنويع مصادر الدخل، والحفاظ على حقوق المساهمين فعلاً لا قولاً، والإحساس بمعاناتهم خاصة في هذه المرحلة  الصعبة، وينبغي على أي مرشح رفع شعار ” العمل بجد وإخلاص ” حتى تصل السفينه للمرفأ، ومن يكن هدف منصبه للإعتراض على قرارات مجلس الإدارة، ليظهر بالمُحافظ على الحقوق، دون تقديم أي عمل جيد، أو رؤية تطويرية فلا فائدة منه، لأن أناقة المظهر لا تصنع عملاً ،  ولا تراعى مصالح ولا تعالج مشاكل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى