أدبيات

“نبتة الهندباء” بقلم : الشهباء يوسف الشيزاوية

كانت صغيرة جداً حين وقعَ قلبها بعشقِ اللون الأبيض.. و تعلقت عينيها  بقافلة الطبيعة الغنّاء..
تمنت لو أنها تكون زهرة اقحوان  بيضاء تَترنم مع حفيف الحياة
و لم تُدرك بأنها خُلقت بروحِ  نبتة الهندباء (زهيرات الأمل)   ..
تقمصت ملامحها الموحية بالنقاء والسرور.. و امتلكت روحها المبددة لغمامِ الهموم..
ولكنها سرعان ماتجتاحها نفحة هواء باردة لاتلبث أن تنتهي! ..
ترحل كالحُلم ..تُهاجر زهيراتها الحريرية البيضاء مع وجهة الريح تاركة في قلب صاحبها الذي نفحها بهجةً  .. غارقاً بجمال عبقِ انتشارها في الوسط.. 
ومتحسراً   تارةً على اخفائها بعد عُمر الثواني..
تختفي وتهاجر حين يُنفخ في جحرها بكُل قوة ..
حين لا يكتفي صاحبها بحسنها كما هي..
ترحل كالغفوة اليسيرة لتحط أشلائها المتفرقة في وسط مَنبت آخر مناسب تنبتُ فيه من جديد..
وتولد روحها المثخنة بالأمل ولادة ثانية..
لأنها مع كُل ولادة تُعطي لا تأخذ.. تُحيّ لا تقتل ..
تُحبُ  لا تُؤذي ..
لذلك أتخذت من البساتين المُثمرة  .. مهجع الطيور الحرة و ياقة النبتات المُزهرة موطناً لها..
هنالك فقط حيث تعُم السكينة ويتنفس السلام ..حيث يتخافت قدوم البشر رويداً رويداً..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى