مقالات

“لاتهدر نِعَّم الله” بقلم: بدرية حمد السيابية

يقول الله تعالى  في محكم كتابه العزيز : {وَهُوَ الَّذِيْ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُوْنَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوْا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِيْ ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُوْنَ} (سورة الأنعام أية 99).

سبحان الله ما أعظم النعم التي لا تُعد ولا تحصى، ومن نعم الله على الإنسان هو “الماء” فهو شريان الحياة للإنسان والحيوان والنبات، وكثيرة هي استعمالات الماء في حياتنا اليومية ومن واجبنا المحافظة على هذه النعمة وحفظها من الزوال وذلك بالشكر لله أولاً، وثانيًا عدم الإسراف والتبذير فيها، ولكن للأسف الشديد ومن المُلاحظ انتشرت ظاهرة رمي قنينات الماء بمختلف أحجامها  الصغيرة والمتوسطة والكبيرة ويوجد في داخلها كمية ماء فتجد كميات مرمية في الطرقات، وأمام المحلات، وبداخل المركبات، تجد قنينة ماء ظلت أيام طويلة منسية في مكان ما ولم يستفد من هذا الماء أحد.

الماء الصالح للشرب لم يصل إلينا هكذا؛ بل خصصت الدولة أموالاً طائلة في إنشاء محطات لتصفية المياه قبل وصولها إلينا سالمة من كل الشوائب والميكروبات وغيرها من المسببات الضارة للجسم، ويوجد خمس مراحل لتصفية وتنقية المياه وهي كالآتي :-

– التخلص من الملوثات الكبيرة: حيث يتمّ ذلك بتمرير المياه قبل دخولها إلى محطة معالجة المياه عبر شاشة مخصصة لحجز الملوثات الكبيرة من الأخشاب أو الأحجار وغيرها.

– مرحلة التجلط: يتمّ في هذه المرحلة إضافة بعض المواد الكيميائية التي تلتصق بالشوائب والكتل والأجسام الصغيرة فيها لتجذبها لقاع الخزان.

– الترسيب: هي المرحلة التي يتمّ فيها ترك المياه تستريح في خزانٍ ما لترسيب كلّ الكتل والأشياء غير المرغوبة في المياه حتّى يتمّ إزالتها والتخلص منها لاحقًاض.

– التصفية: حيث يتمّ في هذه المرحلة تمرير المياه في طبقات من الحصى والرمل بهدف تصفية الجزيئات المتبقية في المياه.

– التطهير: حيث يتمّ فيه إدخال الماء لخزان مغلق ووضع مواد كيميائية مطهرة أخرى بهدف قتل الكائنات الحية أو أيّ بكتيريا موجودة بهدف تطهيرها لتوزيعها في الشبكات لاحقًا.

مما يؤسَّف له أنّ البعض غير مبالي في أهمية الماء وكثيرة هي المواقف التي تثبت ذلك!! فمن يشتري قنينة ماء من المحل يشرب النصف والباقي يُرمى هكذا بدون تفكير، وناهيك أيضًا من تصرفات بعض الأولاد الصغار فتجد من يلعب بالماء دون رقيب ولا حسيب -من الأفضل لك- إذا أخذت حاجتك من الماء واكتفيت منه و بقى منه يستحب أو من الممكن أن يسكب الماء المتبقي على الأشجار سواءً كنت في منزلك أو مكان عام، أو من الممكن وضعه في إناء ليشرب منه الطير أو حيوان مار في ذلك الوقت.

عليه نتمنى أيضًا من الجهات المعنية بعمل ورش ومحاضرات مكثفة لهذا الجانب المهم، فنحن ولله الحمد نعيش على أرض العطاء والخير، ولا يجب علينا الإستهانة بأي أمر كان حتى لا تزول النعم عنا لا سمح الله، لنتعاون ونتكاتف للقضاء عن بعض السلبيات التي تصدر من البعض لنشر الوعي بين أفراد المجتمع والمحافظة على كل قطرة ماء حتى يُكتب لنا الأجر بإذن الله تعالى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى