كل أربعاء مع فاضل المزروعي

كبر الحلم !

في نوفمبر المقبل يبدأ محمل آمال الجمهور العماني العاشق لكرة القدم الإبحار ، إلى رحلة ليست بقصيرة لكنها ليست طويلة في ذات الوقت ، وصعبة لكنها ليست مستحيلة، رحلة كبر فيها حلمنا الذي طال إنتظاره والذي إقتربنا من تحقيقه خلال السنوات الماضية ، لكن عصفت الرياح بآمالنا وأحلامنا قبيل نهاية المشوار في الرحلات السابقة .

يدخل المنتخب الوطني رحلة التنافس في تصفيات كأس العالم القادمة والمقرر إقامتها في أمريكا وكندا والمكسيك عام ٢٠٢٦ ، وهي رحلة محفوفة بالمصاعب كما في الرحلات السابقة لكن الفرصة أكبر عنها من التصفيات السابقة بعد أن رفع الاتحاد الدولي عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم المقبلة ٤٨ منتخبا للمرة الأولى، ورفع مقاعد المنافسة على القارة الآسيوية إلى ٨ مقاعد ونصف بزيادة أربعة مقاعد عن السابق ، لذلك بات الحلم قريبا عطفا على التصنيف الآسيوي للمنتخب وهو التاسع آسيويا ووضع المنتخب ضمن التصنيف الأول للقارة .

باحت القرعة بأسرارها وجاء المنتخب الوطني ضمن المجموعة الرابعة التي تضم إلى جانبه كل من قرغيزستان وماليزيا والفائز من الصين تايبيه وتيمور الشرقية وهي مجموعة سهلة نظريا، ويتقدم المنتخب على منتخبات المجموعة في التصنيف العالمي وحتى الآسيوي.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد أجرى تعديلات على نظام التصفيات قبيل المونديال المقبل بتحديد 8 مقاعد ونصف المقعد لمنتخبات قارة آسيا.
وتستهل المنتخبات التي يقع تصنيفها تحت الـ (18) آسيوياً من خلال الدور الأول في التصفيات المشتركة، وتخوض هذه المنتخبات مباراتي ذهاب وإياب، والـتسعة منتخبات المتأهلة تنضم إلى الـ( 27) منتخباً الأعلى تصنيفاً ليصبح العدد (36) منتخباً،سيتم توزيعها على( 9 )مجموعات تلعب ذهاباً وإياباً، فيتأهل الأول والثاني منها إلى الدور الثالث من التصفيات وتعلن تواجدها في نهايات كأس آسيا بالسعودية 2027.

وفي الدور الثالث من تصفيات كأس العالم توزع المنتخبات الـ (18) على ثلاث مجموعات سيتأهل الأول والثاني منها مباشرة إلى كأس العالم ، وعددها(6) منتخبات).

أما الدور الرابع والأخير من تصفيات كأس العالم فيضم ستة منتخبات التي احتلت المركز الثالث والرابع في مجموعات الدور الثالث ستقسم إلى مجموعتين من ثلاثة فرق تلعب دوري من دور واحد يصعد الأول من كل مجموعة إلى كأس العالم مباشرة, ثم يلتقي الثواني لخطف بطاقة الملحق .

بداية المشوار سيكون يوم ١٦ نوفمبر المقبل ضد الصين تايبيه أو تيمور الشرقية على أرضنا وبين جمهورنا وذلك يشكل أفضلية لكسب أول ثلاث نقاط تشكل دافعا معنويا للفريق ، بينما تختتم مباريات الدور الثاني يوم ١١ يونيو من العام المقبل أمام قرغيزستان في مسقط .
ويأتي الجدول في مصلحة منتخبنا لتقديم إنطلاقة قوية هنا ، ثم حسم الأمور وإنهاء مشوار الدور الثاني وإعلان الصعود إلى نهائيات آسيا للمرة الخامسة من هنا أيضا .
يبقى عدم التفريط في المباريات مهما كانت سهولتها لأنها تخدم المنتخب في التصنيف الدولي الذي يعد أحد الأسلحة الناجعة قبل بدء المرحلة الهامة والحاسمة لكأس العالم.

فبين التفاؤل والتشاؤم وبين الأمل واليأس تعيش الجماهير العمانية الحالمة في التواجد بكأس العالم ، فتفاؤلها مربوط بالنظام الجديد الذي يمنح الفرصة لخطف إحدى البطاقات الثمان أو من خلال النصف( الملحق)، والتشاؤم يأتي بسبب ضعف إعداد المنتخب ، فخارطة الطريق للتصفيات ضعيف عطفا على عمل المنتخبات الأخرى التي تعد العدة للمنافسة الشرسة .
فرغم التصريحات التي أطلقها برانكو بقوله أن حلم ملامسة الصعود لكأس العالم بات أقرب من أي وقت مضى إلا أن الواقع يشعرنا بعدم الإطمئنان.
نحتاج إلى عمل وإلى حظ وأمل لنتواجد بمشيئة الله في المونديال للمرة الأولى ، وسنردد مع المدرب بأن الحلم كبر وملامسة الصعود باتت أكبر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى