كل أربعاء مع فاضل المزروعي

راجع حساباتك “مستر برانكو” !

تجري الأمور أحيانا وفق ما تشتهيها وأحيانا عكس ذلك تماما ، وهذا ما حصل عند منتخبنا الوطني الذي تجاوز المحطة الأولى من قطار التصفيات بعرض غير مقنع رغم مواجهته لأضعف فرق المجموعة وعلى أرضنا، لكن العذر الذي سيق للأحمر ورجاله أن المباراة هي الأولى وأن النقاط هي الأهم ، لكن ماجرى في بتشيك عاصمة قرغيزستان غير مقبول إطلاقا لا بسبب الخسارة فحسب ،بل بالأداء الذي عزز عدم الثقة للجماهير التي تفاجأت من العرض الباهت للمنتخب في مسقط ، ليتكرر ذلك بعد أقل من خمسة أيام وبخسارة جمدت رصيد الأحمر عند ثلاث نقاط وأتاحت لمنتخب ماليزيا التحليق منفردا بست نقاط في سيناريو لم يتوقعه أكبر المتشائمين.

عقب صافرة الحكم الإيراني الذي أدار اللقاء، ضجت مواقع التواصل الإجتماعي لمحبي الأحمر وجماهيره ،حزينة ومستاءة على الأداء والنتيجة التي نعلم بأنها جزء من اللعبة ،لكن في حال ذاتها تقول خسرنا مِن مَن ومع مَن,لأن الجماهير كانت تدرك بعد أن أجريت القرعة وأعلنت المجموعة بأنها سهلة وفي متناول اليد، كما صب الإعلام والجماهير جام غضبهم على المدرب الذي لم ينجح في وضع الرسم التكتيكي والأسماء المناسبة للفريق المنافس الذي سبق وأن إلتقاه في مايو الماضي والذي من المفترض أن يكون الجهاز الفني قد درسه وراقبه من خلال اللقاء السابق مع ماليزيا وتعرف على نقاط قوته وضعفه وبالتالي وضع الأسماء والخطة المناسبة ، لكن للأسف تفاجأ الجميع بالزج بنفس أسماء المباراة الماضية مع غياب قسري لأمجد الحارثي وتعديل طفيف بدخول الغساني من البداية بدلا من المالكي ، كما تمسك المدرب بنفس أسلوب اللعب ٩٠ دقيقة، وهو بناء اللعب من الخلف ثم التوجه إلى الأطراف تارة من اليمين وأخرى من اليسار لتنتهي الهجمات بتسديدات عرضية بلا عنوان وبعيدة عن الرؤوس ، ولم تجد نفعا .

جانب آخر يجب أن لا نغفله وهو الجانب النفسي والمعنوي قبل المباراة والذي نستنتجه من تصريح المدرب عندما وصف بأن المباراة صعبة والفريق القرغيزي قوي ومتطور، الأمر الذي أثر على معنويات الفريق رغم أن الحقيقة أننا أقوى وأفضل من الفريق المنافس على مستوى الأسماء والأداء الجماعي والخبرة والتصنيف.

لذا يطالب الجميع برانكو بأن يعيد حساباته إذا ما أراد أن يحقق حلمنا بالصعود لكأس العالم بأمريكا ، لأن التصفيات الآسيوية الحالية مهما تعثرنا خلالها فسنجتازها سواء على رأس المجموعة أو بالمركز الثاني.

على المدرب أن يعيد حساباته في الأسماء التي تراجع مستواها ولم تعد بنفس المستوى الذي عرفه بها عند أول قدومه في بداية يناير ٢٠٢٠ ، كما عليه أن يمنح الفرصة للوجوه الجديدة وللعناصر التي تستحق أن تمليء الفراغات التي تركها المصابون والذين سيغيبون لفترة طويلة،
والمكابرة على نفس الأسماء لن تأخذنا بعيدا.

على الجهاز الفني أن يستشعر بأن المهمة المقبلة مهمة وصعبة جدا والتحضير لها يجب أن يكون بوتيرة أعلى بالبحث عن مباريات وبمستوى عال ، فغياب المعسكرات والمباريات الودية عن الفترة الماضية ظهر جليا بعد تجربتين رسميتين ومع فرق تقلنا مستوى، فما بالك بالمرحلة الثالثة التي يستواجد بها كبار القوم.

علينا أن نستفيد من التوقف الطويل في ترميم المنتخب وأن لا نعتمد على كأس آسيا بداية العام القادم كمحطة إعداد للتصفيات التي ستستأنف في مارس من العام المقبل بلقاء ماليزيا في مسقط.

ثقتنا كبيرة في رجال الأحمر ، والعودة إلى المسار الصحيح وأن يضعوا نصب عينهم الهدف الأسمى وهو بلوغ المونديال ،وطبعا سيتحقق ذلك بالعمل والإخلاص والتضحية، لا بالتمني ولا بالتصريحات الرنانة!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى