مقالات

“تنويع مصادر المادة الاعلامية للجمهور” بقلم حسام الطائي

تندرج العديد من المواد الاعلامية التي تستخدمها القنوات التلفزيونية تحت مسمى “مادة ترفيهية للجمهور” مثل المسلسلات و الافلام و الوثائقيات و المسابقات وغيرها من مواد تعرض للجمهور، ورغم تنوع مصادر صناعة هذه المواد حول دول العالم لكن اكثر القنوات العربية تعتمد على مصدر واحد منها وهذه الحالة يجب الوقوف عليها وتحليلها.

مصدر واحد للمواد الترفيهية

يمكن ملاحظة ان اكثر القنوات العربية تعتمد على مصدر واحد للمواد الترفيهية و هنا ساحدد “الافلام و المسلسلات غير العربية” التي تعرضها القنوات العربية نسبة كبيرة منها ان لم يكن اغلبها “امريكية” هوليودية، وهناك نسبة تكاد لا تحسب من الافلام و المسلسلات غير الامريكية، ورغم ان بعض القنوات تعرض افلام هندية و صينية و مسلسلات تركية الا ان الغالب دائما هو الانتاج الامريكية بشكل خاص و الغربي بشكل ضئيل جدا.

ومن خلال تجربة و جمع اراء و ظهور منصات عرض الافلام والمسلسلات مثل نتفليكس وغيرها والتي تقوم بعرض اكثر الافلام والمسلسلات مشاهدة على المنصة، جميع هذه العوامل اظهر ان لدى الدول الغربية والشرقية الاوروبية و الاسيوية انتاج “للمسلسلات و الافلام” يظاهي بافكاره و انتاجه ماتنتجه هوليوود او الانتاج الامريكي بشكل عام، فلماذا اذا تعتمد القنوات العربية على الافلام الامريكية حصرا بشكل كبير جدا، علما ان برامج المسابقات و الوثائقيات وغيرها اكثرها امريكية.

الانتاج الفني لدول اخرى

شخصيا شاهدت عدد من الافلام الروسية و الالمانية والفرنسية و الكورية و الصينية و المسلسلات الاسبانية و الكورية وغيرها وقد تفاجات بافكارها المتميزة و الغريبة المشوقة جدا، بل ان طريقة تصوير الفلم وسرد الاحداث تختلف جذريا عن ما تعودنا عليه كمشاهدين لطريق السرد والهوليوودية للافلام و المسلسلات.

كما ان هذه المواد “المسلسلات و الافلام” تستعرض عادات و تقاليد وحضارة الدول الاخرى ولغتها وهي بحد ذاتها نوع جديد من الثقافة و المعرفة.

بالاضافة الى ان تنويع الذوق الفني للمشاهد هو جزء مهم من عمل القنوات التلفزيونية، فعرض نوع واحد من المسلسلات و الافلام و المسابقات و الوثائقيات هو حصر للذوق العام والفكر والاطلاع.

انتاجات جميلة واسعار اجمل

شركات الانتاج الفني العملاقة و العالمية تبيع اعمالها باسعار مرتفعة و هذا امر معروف نظرا للطلب الكبير على ماتنتجه، وان كانت المواد المنتجة من “الافلام و المسلسلات” ليست بالمستوى المطلوب او ان افكارها مكررة او حتى دون المتوقع بشكل عام لكن مع وضع اسم الشركة العالمية علهيا يكون سعر المادة الاعلامية مرتفع “فاسم شركة الانتاج له سعر ايضا”، كما هو حال الشركات العالمية لانتاج الملابس عن وضع شعار او اسم الشركة يكون له سعر اضافي، بالمقابل الشركات الاخرى غير الامريكية من اوروبا او اسيا وهي اصغر حجما لكن لديها قصص واساليب تصوير جديدة ومبتكرة غير مكررة و اسعار موادها الاعلامية منخفضة، وانخفاض التكلفة امر مهم في عالم الاعلام لان القنوات تبحث دائما عن شراء مواد اعلامية اكثر باسعار اقل لتغطي ساعات البث لديها، لذلك قد يكون شراء فلم هوليوودي واحد بسعر فلمين اوروبيين او ٣ افلام صينية او ٤ هندية، وجميعها من المستوى المتميز لكن انخفاض تكاليف التمثيل و الانتاج في هذه الدول يخفض تكاليف انتاج المسلسلات و الافلام.

الشاشة تحب التنوع

من الاساليب الاعلامية لشد انتباه الجمهور و جعله يستمر بمشاهدة نفس القناة هو “تنوع محتوى العرض” وخاصة الافلام و المسلسلات، والتنوع لا يعني مادة واحدة او اثنين تعرض لمدة قصيرة “شهر او شهرين خلال السنة” من بين ٢٠ مادة اخرى “من مصدر واحد” تعرض لسنوات طويلة، التنوع ان يكون هناك توازن في اوقات عرض هذه المواد و المدد الزمنية لعرضها حيث تتساوى “المسلسلات و الافلام” المطلوب عرضها في القناة من ناحية “مصدر العمل من اي دولة – المدة الزمنية لهذه المادة – عدد مرات عرضها خلال السنة – اوقات عرض هذه المادة على الجمهور وهو امر مهم جدا لتحقيق توازن عرض المواد” وهناك تفاصيل اضافية تجريها القناة للحفاظ على توازن عرض المواد الاعلامية للجمهور.

التبعية الثقافية من خلال الاعلام

ان واحدة من اساليب صناعة التبعية الثقافية للجمهور الى ثقافة او دولة او مجتمع اخر هو استمرارية عرض ماينتجه الاخرون الى الجمهور المحلي لسنوات طويلة دون ادخال مواد اعلامية اخرى، بالتالي تتم صناعة ذوق وفكر و توجه من نوع واحد بل ان التبعية الثقافية تتوسع الى تبعية تكنولوجية وتبعية فكرية وتبعية استهلاكية وغيرها وجميعها تبدا من اهم وسيلة تاثير وهي الاعلام بشكل عام و التلفزيون بشكل خاص.

الخلاصة

ان عرض مواد اعلامية “مسلسلات – افلام – مسابقات – وثائقيات – غيرها” من المواد المنتجة من دول اوروبا و اسيا او اي دول اخرى يسهم في “تنويع الذوق و الفكر و جذب الجمهور وتعلقه بالشاشة – توفير تكاليف مالية – عدم صناعة تبعية ثقافية فكرية استهلاكية تكنولوجية – عرض افكار وتقنيات جديدة للانتاج الفني” بالتالي ايجابية تنوع المواد الاعلامية و ضرورة اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه امر ضروري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى