كل أربعاء مع فاضل المزروعي

المدارس الكروية..جهد مهدر

إنتشرت في السنوات العشر الأخيرة ماتسمى أكاديميات كرة القدم ، أو مدارس كرة القدم ، وإنتشرت بالتوازي مع ملاعب العشب الإصطناعي ( الترتان) وأصبحت كل محافظات وولايات السلطنة تملك أكثر من أكاديمية ، وفي محافظة مسقط وحدها توجد أكثر من عشر أكاديميات تعمل بعضها على مدار الأسبوع وبعضها من يومين إلى ثلاثة أيام.

السمة السائدة على هذه الأكاديميات أو المدارس أنها ربحية بحتة تعمل برسوم شهرية متفاوتة يدفعها ذوو اللاعب .

المدارس الكروية حظيت بإقبال كبير من قبل الناشئة الذين لم يجدوا سبيلا للوصول إلى الاندية لإشباع رغباتهم بممارسة كرة القدم فلجأوا إليها وإقتنع أولاياء الأمور بذلك ، بعد أن شاهدوا بيئة آمنة لما تحظى به الأكاديميات من تنظيم إداري وعمل فني يمتاز بعضها بإشراف نجوم سابقة لمنتخباتنا الوطنية ولاعبين قدامى من الأندية ، كما تحرص الأكاديميات على التميز من خلال أطقم اللاعبين وحتى أجهزتها الفنية ،ما يعطي إنطباعا إيجابيا لدي ولي الأمر .
رغم المحاولة لوجود لوائح منظمة لهذه الأكاديميات تحمي حقها من التنشئة وتعمل في إطار قانوني منظم ، إلا أن اللوائح لم تظهر لتبدأ العمل مع هذه الأكاديميات التي تنتشر في جميع أرجاء السلطنة ،ولم تجد ملاذا قانونيا تحتكم إليه في بعض الأمور التي كما ذكرنا سابقا حق التنشئة.
فاللاعب يبدأ مع الأكاديمية بسن مبكر جدا ويستمر لسنوات ، وبعد إجادته ووصوله إلى السن الذي يحق له اللعب في الأندية والمشاركة في دوري الفئات العمرية، يغادر الأكاديمية دون حتى إشعار ويستفيد النادي منه دون عناء او جهد أو حتى تكلفة ، مايثير حفيظة الأكاديميات التي يضيع حقها لغياب لوائح تحمل بنود قانونية تحفظ حقها وتستند عليها بحق المطالبة المالية أو التعويض .

من جانب آخر تهدر جهود الأكاديميات أو المدارس الكروية هباء كما يهدر ماء السيول في العراء دون الإستفادة منه.

فالأعداد الكبيرة التي تنتسب إلى الأكاديميات ينتهي بها المطاف إلى العودة للمنزل ، فلا عيون تراقب من خلال كشافين كرويين ولا فنيين يتابعون مخرجاتها ،لأن أبسط وسائل مراقبة اللاعب هي المنافسات الكروية ، إذا لا توجد أي بطولة رسمية للأكاديميات الكروية يتم من خلالها إنتقاء المجيدين لتشكيل نواة فريق كرة قدم بالنادي أو مشروع منتخب للبراعم ، وما تقام هي عبارة عن تجمعات قصيرة بمسمى بطولات لمدة لا تتعدى يومين أو ثلاث.
نأمل أن تنشأ لجنة بإتحاد كرة القدم أو رابطة مستقلة من أكاديميات الكرة بالسلطنة يوضع لها نظام أساسي بلوائح ومواد منظمة لها، وأن تقوم بتنظيم بطولات وملتقيات دورية، وأن يتخطى من خلالها حدود المحلية إلى الدولية بإختيار الفرق المميزة أو تشكيل فريق من أميز اللاعبين والسفر بهم للعب مباريات دولية مع أقرانهم في الدول فلعل أعين( السيارة) تلتقط أحدهم ، وتفتح له باب الرزق وطريق الإحتراف في الخارج .

الأكاديميات أو مدارس كرة القدم تحتاج الكثير من العمل والإهتمام فهي أحد المناجم الحقيقية لخام أصلي من الموهوبين ، ولدى الجميع يقين قاطع بأن عمان ولادة للمواهب في مختلف المجالات.

تجربة نادي السيب يجب أن يلتفت لها ، فإنشاء أكاديمية كروية بإشراف النادي وعلى ملاعبه فكرة رائدة، رغم أنها لا تختلف عن الأكاديميات الأخرى بالنسبة للرسوم ، لكن الإيجابي أن الأكاديمية لها مكاسب عدة للطرفين النادي واللاعب.

فالنادي لديه فرصة إكتشاف المواهب منذ بدايتها ويملك الفرصة في ضمها لفرق النادي بمختلف فئاتها ، كما أن اللاعب يجد طريقا مختصرا للوصول إلى النادي إذا ما تفوق وأجاد وتميز ، فلا داعي لأن ينتظر وقوع عين الكشافين بالصدفة عليه أو أن يفقد فرصة الإنضمام إلى النادي فتضيع موهبته .
هذه التجربة على الأندية أن تتبناها فهي تمول نفسها بنفسها ، فقط على النادي توفير بعض الدعم التنظيمي وحتى الفني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى