الصحة

الصحة تعزز استراتيجية الوقاية بالبحوث والدراسات

مسقط – العربي

اتجهت المؤسسات الصحية في السلطنة مؤخراً إلى تنفيذ إستراتيجية الوقاية ، والتي تأتي كخطوة احترازية لتعزيز الصحة العامة لضمان حياة صحية مستقرة للجميع، حيث يهدف مشروع “وقاية” إلى تسليط الضوء على المشكلات الصحية المستحدثة والمتكررة في المجتمع؛ وهو توجه حديث للمشاريع الصحية يعنى باجراء بحوث ومسوح استطلاعية تدرس من خلالها المشاكل الصحية للتعرف على المشكلة وعلى اسبابها والتدخلات المناسبة لها.

وقالت الدكتورة نوال بنت علي الراشدية مدير دائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية بوزارة الصحة إن مفهوم تعزيز الصحة جاء شاملا لجميع الجوانب الصحية لحياة الفرد وعائلته ومجتمعه ككل كما جاء معززًا للشراكة المجتمعية بين جميع القطاعات للتعاون في حل جميع المشكلات الصحية، وقد جاءت فكرة أفضل مشروع معزز للصحة تأكيدًا على هذا المفهوم حيث سيلامس أهم القضايا الصحية لكل مؤسسة وما يتبعها وستكون التدخلات من وإلى المجتمع نفسه.

وأضافت الراشدية أن المجتمع العماني يعتبر مجتمعا ناميا متنوعا تختلف طبيعة أفراده ومشاكلهم باختلاف مناطقهم مما يتوجب على كل مؤسسة صحية الوقوف على هذه المشكلات بما يتناسب مع المجتمع التابع له حيث يبدأ مشروع “وقاية “باختيار المشكلة الصحية المراد معالجتها أو التدخل فيها من خلال الطرق العلمية.

وتابعت : أنه من خلال دراسة المؤشرات في المؤسسة الصحية واستطلاع رأي العاملين الصحيين في المؤسسة أو المجتمع التابع لها وعمل بعض الدراسات والاستنتاجات التي تساعد على تحديد المشكلة الصحية ؛ يتم تحديد الفئة المستهدفة والمشاركين وتحديد المهام لكل مشارك ووضع المؤشرات التي ستقاس بها التدخلات والفترة الزمنية المحددة للتدخل.

ووضحت الدكتورة نوال الراشدية: أنه بعد تحديد المشكلة الصحية تأتي كتابة نص الرؤية ويكون الهدف منها كتابة الأهداف التي يرغب أصحاب المؤسسة الصحية بتحقيقها والوصول إليها عند حل هذه المشكلة بشكل عام سواء كان ذلك على المدى القصير أو البعيد

وأكدت أنه يجب على المؤسسة الصحية وضع مؤشرات قياس قبلية بعد اختيار المشكلة لإستخدامها في قياس الأثر الإيجابي للتدخل فيما بعد أو استخدام المؤشرات الموجودة مسبقا لدى المؤسسة للمقارنة بين النتائج .

وتابعت الراشدية: أن تحديد وتحليل السبب الجذري يعتبر أولى خطوات الإجراء التصحيحي وقد يشتمل الإجراء التصحيحي الواحد على أكثر من سبب جذري كما أن السبب الجذري الواحد قد يتسبب في عمل أكثر من اجراء تصحيحي لذلك عند اجراء التدخلات فإنها تبدأ من أسفل المخطط الجذري حيث يجب اقتراح الحلول المناسبة لأصغر الأسباب الجذرية وبالتالي يتم اصلاح السبب الرئيسي ومنه اصلاح المشكلة الصحية العامة.

وأشارت أنه يتم تحديد نوعية أو أداة التدخل المناسبة التعبئة والشراكة المجتمعية (توعية داخل المؤسسة الصحية، إقامة الندوات التوعوية في المجتمع، تفعيل اللجان الصحية, القرى الصحية , القطاع الخاص و مؤسسات المجتمع المدني على سبيل المثال لا الحصر

وبينت مدير دائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية أنه لابد من متابعة دورية يتم من خلالها قياس خط سير العمل بناء على ما تم تنفيذه من خلال المؤشرات ومدى النجاح الذي حققته التدخلات المقترحة وماهي الصعوبات التي واجهت تنفيذ الخطة وكيفية التغلب عليها وما إذا كانت الخطة بحاجة الى تغيير للمسار بما يتناسب مع ما استنتج من تقارير المتابعة. و يجب أن تكون المتابعة على فترات زمنية متساوية وأكثر من مرة.

واختتمت الدكتورة نوال حديثها : في نهاية المشروع لابد من التقييم عن طريق التغذية الراجعة بالنتيجة المرجوة أو الدروس المستفادة من المشروع سواءا كانت سلبية أو ايجابية مما يسهل وضع الخطط المستقبلية ويعطي أفاقا اخرى للتدخلات المختلفة للقضايا الصحية الأخرى.
وكانت وزارة الصحة قد دشنت مشروع استراتيجية تعزيز الصحة “وقاية” بالتعاون مع مجلس الصحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في وقت سابق من شهر إبريل الجاري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى