مقالات

الخير جاي بقلم : إسحاق الحارثي

إن التفاؤل بالخير سمة من سمات التطلع للحياة الجميلة ومن باب النظر لأمل العيش الإيجابي،  تفاءلوا بالخير تجدوه وقدموا النظرة التفاؤلية لمستقبل الحياة اليومية المتقلبة مهما كانت الظروف، هذا هو الواقع الذي يفترض أن نعيشه وأن يكون نصب أعيننا بل هي فرضية حتمية إذا ما أردنا أن نكون سعداء، حيث تشير أغلب الدراسات إذا ما صحت تلك الدراسات “أن المتفائلين هم أفضل الناس صحة” والله العالم.

بالعودة قليلاً لعنوان المقال *” الخير جاي*” وهل ينطوي هذا الأمر ضمن باب التفاؤل والسعادة والصحة أم أن هذه العبارة أو الكلمة أو المقولة أصبحت كلمة مطاطية تحمل جانباً من الليونة والمرونة وجانباً من الخشونة والرعونة، إذ أصبحت تتردد كثيراً لدى شريحة كبيرة من المجتمع ويحلو لدى البعض استخدامها في مواضع ومواقف عدة بل يتسابق عليها البعض للحصول على سبق من خلال النشر الحصري مستخدماً هذه العبارة وبثها للمجتمع وهي بمثابة حقنة مخدرة تسري في شرايين المجتمع، وتسمى مثل تلك الأساليب في مصطلح الرياضة *“تخدير*” أو الهدوء الذي يسبق العاصفة التي يتم فيها تخدير فريق ما قبل المباراة وفرش طريق الفوز له بالورود وهو في الأساس عكس ذلك تماماً، كذا الحال لمن ينتظر الخير ولم يسمع له حس ولا يشم له رائحة.

اليوم نسمع ونتابع تصريحات كثيرة تصدر من هنا ومن هناك فيما يخص الوعود التي تحمل عبارات ومعاني تفاؤلية وهي عبارة *” الخيرجاي*” دون التطرق إلى ماهية هذا الخير القادم حتى أصبحت هذه العبارة تمثل صفة التشاؤم لدى البعض بل يذهب البعض إلى عدم الاكتراث حينما يسمع هذه الكلمة لكثرة سماعها ويكاد يكون بشكل يومي.

بدون شك لا أحد منا لا يتمنى قدوم الخير بشتى أنواعه فكلمة الخير تحمل من المعاني الكثيرة ومن الآمال العريضة التي يبنى عليها واقع يعزز من النظرة التفاؤلية الإيجابية متى ما جاء الخير على أرض الواقع وعم الجميع بعيداً عن التنظير في إساءة استخدام هذه العبارة واستخفاف عقول الناس بهذه الكلمة، فعلينا الحرص من اليوم فصاعداً إذا ما أردنا أن نعد الآخرين بأي خير قادم علينا أن نفند هذا الأمر بوضوح وعلينا توضيح كل ما يتعلق بهذا الخير القادم دون أن نترك المتلقي في حيرة أو في شك عن مصداقية هذا الخير.

ومن باب مراعاة نفسيات الآخرين علينا أن لا نترك علامات استفهام عن هذا الخير القادم الذي يتمناه وينتظره الجميع بل كلما كان الوضوح في تحديد هذا الخير القادم كلما زرعنا الثقة في أنفسنا وفي ما نقدمه بل في نظرة الآخرين إلى طرحنا وثقتهم بنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى