“المرأة لا تُخطىء في رجل أحبته” بقلم: أميمة عبدالعزيز زاهد
قالت: كم من المرات أخبرتك يا سيدي بأن إظهار الحقيقة في كل الأحوال حتى لو كانت مُرَّة أفضل من خداعي فلا عذاب يَقتل صاحبه كالشك، فكم حاولت أن أتصدى لهذه الشكوك ورفضت أعماقي أن تصّورك بالصورة التي رسمتها لي ظنوني وكنت ألوم نفسي وأوبخها فقد تكون كلها هواجس مصدرها المتاعب والظروف التي نمر بها ولا دليل عليها وكان علي أن أتريث ولكن المسألة عندما تتجاوز حدود الظن تصبح حقيقة والمواجهة تتطلب قدرة عالية من اللياقة النفسية وكنت أؤجلها لأشحذ نفسي وأدرب أحاسيسي على الصمود في حال لوحدثت مفاجأة لم أكن أتوقعها وحانت اللحظة التي فرضت نفسها وفكَكّت الحصار عن كلماتي وبُحت لك بكل ما يُثقل تفكيري ..
في البداية تعمدت أن يكون الحوار بصورة غير مباشرة سألتك لماذا بعُدتَ عني؟ ولماذا تغيرت وتبدل حالك؟ ولم تعد تبادلني المشاعر والأحاسيس والأفكار والأحلام كما السابق فأنت منذ فترة تعيش معي فاقد الإحساس كيف ذلك وأنت من علمني الحب فلماذا تخليت عني وتركتني وأنا مازلت بجانبك أتخبط في دروب الحياة، وواجهتك بالعديد من الأدلة وفوجئت أنت من معرفتي لكل تلك الأحداث وكيف سكتُ عنها طوال تلك المدة واستقبلت تساؤلاتي بذهول وترقب وكأنك لا تدري ما يدور من حولك أو كأنك فقدت القدرة على التركيز، وسيطر القلق عليك بعد حواري ولم يصدر منك أي ردة فعل وقررت بعدها أن أدخل في صُلب الموضوع وحددت لك اليوم والتاريخ واللحظة التاريخية التي تحول نهر عطاءك وبدأ يصب في مجرىً آخر، لحظتها بدأت تتعلل بشتى المعاذير وتُكابر وتُنكر ونسيت بأن المرأة لا تُخطىء في رجل أحبته ويمكنها أن تميز نبرة صوته لو تغيرت وتعرفه من خطواته ولون شعره حتى لو مسح الزمن لونه، لماذا كذبت علي ولم تُوفي بوعدك فأنا ما أحببتك إلا لصراحتك وصدقك وقوتك التي كنت أستمد منها قواي لتدفعني للعطاء، لماذا؟ فأنت وبكل قسوة بعد أن كنا عقل وروح وفكر واحد لا يتجزأ قمت قهرًا بتجزئتنا وفصلنا! إن كل ما كان يربطني بك اقتناعك بي واقتناعي بك وإحساسي بك وإحساسك بي وكم واجهنا ونحن معًا المصاعب والمشكلات وكم كنا أملاً واحدًا، أعذرني فقلبي تأبى نبضاته أن تئن أمامك والألم يعصرني، فأسبابي أكبر مني فكيف لي أن أتحكم في أحاسيسي وأنا أرى سعادتي تُغتصب مني فأنا أريدك لنفسي ولن أقبل من أحد أن يشاركني فيك، وتأكد بأن كياني لن يستجيب لدعوتك الزائفة بالبقاء معك لأنك لم تلتزم بأدنى قواعد العطاء والحب والصدق والإخلاص والوفاء.