احتفلت وزارة الصحة ووزارة الثقافة والرياضة والشباب افتراضيا (عن بعد) باليوم العماني للنشاط البدني الذي يصادف يوم الثاني من أكتوبر من كل عام ، والذي يقام للعام الثاني على التوالي تحت مسمى الحملة الصحية تبدأ بخطوة “شاركنا اليوم واجعلها عادة كل يوم ” .
شارك في الاحتفالية عدد من المسؤولين بوزارة الصحة ووزارة الثقافة والرياضة والشباب ومن منظمة الصحة العالمية ، ومن مختلف أفراد المجتمع من الرياضين المواطنين والمقيمين في السلطنة .
وبالمناسبة نظمت بعض الفعاليات عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ، والبرامج المتخصصة التي تتيح انتشار واسع للتعريف بهذا اليوم ، وتوعية أفراد المجتمع بأهميته في ظل الظروف الحالية بسبب تفشي فيروس كورونا ـ كوفيد 19 .
فقرات الاحتفالية بدأت بكلمة لممثلة مكتب منظمة الصحة العالمية بالسلطنة الدكتورة / لمياء محمود ــ ، بعدها قدمت كلمة مسجلة لخليفة العيسائي ــ مدير عام الشؤون الرياضية بوزارة الثقاقة والرياضة والشباب – تحدث فيها عن أهمية النشاط البدني ، ثم قدمت عروض لتمارين رياضية للمدرب عبدالله الفارسي .
كذلك قدم عبدالله الشكيلي فقرة عن المشي الجبلي ، تلتها فقرة عن رياضة الدراجات الهوائية ليعرب السيفي ، بعدها تم تقديم عرض الكارتية للمدرب ابراهيم الهشامي ، وفقرة عن ذوي الاحتياجات الخاصة والنشاط البدني قدمها المدرب حمد الراشدي ، لتتواصل بعدها فقرات الاحتفال باليوم العماني للنشاط البدني من خلال تقديم فقرة عن البيئة الداعمة للنشاط البدني للدكتور زاهر العنقودي.
كما القت الدكتورة هدى بنت خلفان السيابية ــ مديرة دائرة المبادرات المجتمعية الصحية بالمديرية العامة للرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة – كلمة بهذه المناسبة ، ثم قدم هيثم الوهيبي عرض تزلج ، كذلك قدم محمد النظيري ( من محافظة شمال الشرقية ) شرحا عن العودة للملاعب ، بعدها كانت هناك فقرة عن الالعاب الشعبية قدمها جابر الشبيبي من وزارة الثقافة والرياضة والشباب ، وفقرة عن رياضة قوارب الكاياك قدمتها أميرة من محافظة جنوب الشرقية ، واختتمت فعاليات وفقرات اليوم العماني للنشاط البدني بتقديم عروض لمهارات وفنون كرة القدم لمحمد النوفلي .
وحول الاحتفالية باليوم العماني للنشاط البدني قالت الدكتورة هدى بنت خلفان السيابية ـ مديرة دائرة المبادرات المجتمعية الصحية بالمديرية العامة للرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة – بأن الفوائد الصحية الناجمة عن الممارسة المنتظمة للنشاط البدني تتعدد لتشمل صحة أجهزة عديدة في جسم الانسان ، كالقلب والدورة الدموية، والرئتين والجهاز التنفسي، والجهاز العصبي، والعضلات والمفاصل والعظام، بالإضافة للصحة النفسية. وللحد من حدوث الوفيات والمراضة الناجمة من الأمراض غير المعدية ،
واضافت : إن زيادة مستويات النشاط البدني عند أفراد المجتمع تترافق مع مجموعة واسعة من الفوائد غير الصحية كالحد من الازدحام المروري والتلوث الضوضائي ، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتوطد العلاقات الاجتماعية ، والتي تساهم بلا شك في الحد من السلوكيات والخطورة في المجتمع لتساهم بالتالي في في زيادة الإنتاج وتحسين نوعية الحياة .
واشارت مديرة دائرة المبادرات المجتمعية الصحية بوزارة الصحة الى أن الخمول البدني يعد عامل الخطر الرئيسي الرابع للوفاة المبكرة على الصعيد العالمي ، كما يعدأحد عوامل الخطر الرئيسية الأربع المسؤولة عن الزيادة المُقلِقة في حجم الأمراض غير المعدية، وأن تلك العوامل الأربعة هي ( تعاطي التبغ والخمول البدني والنظم الغذائية غير السليمة وتعاطي الكحول) مسؤولة اليوم عن أكثر من 60 % من الوفيات في العالم.، ونسبة كبيرة من هذه الوفيات وفيات مبكرة، تحدث في الفترة الأكثر إنتاجية من حياة الأفراد، وتؤدي إلى معاناة بشرية هائلة ليس هذا فحسب، بل وتُعيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية لاسيَّما في البلدان النامية.
وتشير التقديرات إلى أن 31 % تقريباً من السكان في العالم لا يمارسون نشاطاً بدنياً كافياً يقيهم من هذه المشكلات الصحية الخطيرة، وتتحقق لهم بموجبه فوائد حماية الصحة التي من الممكن أن تكفلها ممارسة نشاط معتدل. وفي سلطنة عمان تبلغ نسبة الخمول البدني في سلطنة حوالي38.6 % حسب احصائيات المسح الصحي الوطني للأمراض غير المعدية لعام 2017 .
وأضافت: من هنا أدركت اللجنة الوطنية للأمراض المزمنة غير المعدية أهمية صياغة سياسة وطنية متعددة القطاعات ، يمكن أن تكون إطاراً لتنسيق العمل على عدة محاور أبرزها : مواجهة ارتفاع معدل تلك الأمراض والسيطرة عليها، وكذلك التخفيف من عوامل الخطورة المسببة لها ، والتي يأتي في مقدمتها الخمول البدني،الأمر الذي حدا باللجنة الوطنية إلى اقتراح تبني يوم عماني للاحتفال بالنشاط البدني يحتفل به سنوياً في الثاني من أكتوبر من كل عام ، ليترافق مع غالبية دول العالم الاحتفال بنفس الشهر من أشهر السنة.
الاحتفال باليوم العماني للنشاط البدني في ظل جائحة كورونا
يعيش العالم بأسره هذه الأيام حالة من الصراع لمواجهة كوفيد 19 الذي تسبب به فايروس كورونا كوفيد 19 لذلك فالنشاط البدني على الأرجح ليس من الأولويات ، حيث أن الجميع يكافح لحماية أنفسهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم خلال هذه الجائحة.
لكن ينبغي أن نعطي النشاط البدني بعض الإهتمام ، فبالاضافة إلى العديد من الفوائد الجسدية والنفسية والبيئية والاجتماعية التي تتحقق بممارسة النشاط البدني ، يمكن للنشاط البدني أن يكون أداة قيمة للسيطرة على العدوى والحفاظ على الصحة العامة من خلال الحقائق التالية.
إن ممارسة النشاط البدني من الممكن أن تقلل من شدة العدوى بكوفيد 19 بسبب نشاط العضلات الذي ينتج عنه مركبات تؤدي الى تحسِّن أداء الجهاز المناعي وتقلل الالتهاب ، وبالتالي تقلل من فرص دخول المصابين إلى المستشفيات، والحاجة إلى استخدام أجهزة التنفس الصناعي، الأمر الذي من شأنه أن يخفف من العبء على أنظمة الرعاية الصحية الشديدة خلال فترة هذا الوباء. عليه فإن النشاط البدني يساعد في الوقاية من الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية والسكري بمضاعفاته المختلفة، وبعض أنواع السرطانات وعلاجها، وبات من المعروف أنَّ المصابين بتلك الأمراض هم أكثر عرضةً من غيرهم لخطر الإصابة بكوفيد 19.
كما أن النشاط البدني يلعب دورا جيدا في التخفيف من التوتر المستمر والضغوطات، وتجنب اعتلال الصحة النفسية ، كذلك يساعد على استعادة توازن الكورتيزول الأمر الذي يفيد في زيادة المناعة ومواجهة الالتهاب خصوصاً لدى كبار السن.
وحسب توجيهات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن فيروس كورونا (كوفيد19) وفي ظل محدودية السماح لممارسة بعض الأنشطة الأنشطة والفعاليات الإفتراضية ، فقد تم تفعيل وسم #اليوم_العُما ني للنشاط_البد ني ، ودعوة الجميع للمشاركة وارسال المقاطع الخاصة بهم ، كذلك تم تصميم رسائل خاصة باليوم ونشرها في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ، بالاضافة الى اقامة الندوة الافتراضية حول النشاط البدني وعلاقته بكوفيد 19 يوم الثلاثاء القادم من العاشرة صباحاً ، وستكون مفتوحة للجمهور وفق المحاور التالية: أن النشاط البدني يعتبر أداة قيمة للسيطرة على العدوى والحفاظ على الصحة العامة ، وحقائق علمية حول كيف يمكن لممارسة النشاط البدني أن تساعد في التخفيف من عواقب وباء الفيروس التاجي ، أنماط حياة طلبة جامعة السلطان قابوس خلال فترة خليك بالبيت ومستوى النشاط البدني ونوعيته والمعوقات التي تحد من ممارسته لدى طلاب الجامعات والكليات العمانيين الدارسين في السلطنة ،وتعزيز الصحة النفسية خلال ممارسة الرياضة وسط فترة جائحة كورونا كوفيد19.