السودان.. معارك مستعرة تقلق دول الجوار
وكالات – العربي
تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، السبت، في وقت عاد فيه طرفا النزاع إلى مدينة جدة لاستئناف المفاوضات لوقف الحرب التي دخلت شهرها الرابع.
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر قولها إن “وفد القوات المسلحة السودانية عاد الى جدة لاستئناف المفاوضات” مع قوات الدعم السريع، فيما لم تعلق الأخيرة على الأمر.
وقال الجيش السوداني إن قواته نفذت هجمات ناجحة عدة بمناطق المهندسين وحمد النيل بالعاصمة الخرطوم.
ومنذ 15 أبريل (نيسان)، يعاني السودانيون من حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وخلفت هذه الحرب آلاف القتلى والجرحى، مع خروج أكثر من 80% من المستشفيات عن الخدمة بسبب القصف أو بسبب نقص المواد الطبية، بحسب تصريحات للأمم المتحدة.
وقال ريك برينان، المسؤول في منظمة الصحة العالمية ريك برينان، إن النظام الصحي في السودان يعاني في الأصل “قصوراً كبيراً”، وبعد الحرب بات “يواجه تحديات هائلة ما يجعل الأمر بالنسبة لشعب السودان مسألة حياة أو موت”.
ودفعت الحرب أيضاً أكثر من 1.7 مليون سوداني إلى مغادرة بيوتهم في العاصمة، في حين يخشى ملايين مغادرة منازلهم خوفا من أن تصيبهم رصاصات طائشة جراء القتال.
وتقول الأمم المتحدة، إن نحو 750 ألف سوداني لجأوا إلى دول مجاورة هرباً من الرصاص.
وقال المسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيار دوربس، الجمعة أنه في دولة جنوب السودان، أدى إغلاق الحدود إلى “إفراغ العديد من محلات السوبر ماركت” وإلى تدهور الوضع الانساني الهش أصلاً.
وأضاف أنه منذ بداية الحرب “وصل الى جنوب السودان 160 ألف شخص ما بين لاجئين ومواطنين عائدين من السودان حيث كانوا يقيمون”.
تهديد لدول الجوار
وحول تداعيات الحرب المستمرة على الجوار، يقول المحلل السياسي الأردني، عامر ملحم لـ 24: “جيران السودان يسعون منذ بداية الأزمة إلى إيجاد حل، بعيداً عن الاشتباكات العسكرية خوفاً من اتساع نطاقها.
ويرى ملحم أن “ليبيا ومصر وجنوب السودان وتشاد وإثيوبيا وإريتيريا وأفريقيا الوسطى تواجه أزمات داخلية وتحديات اقتصادية تجعلها تخشى ولادة أزمة جديدة”.
وقال: “هذه الدول تخشى من تشابك القضايا الإقليمية مثل أمن البحر الأحمر، الذي يعد شرياناً أساسياً في التجارة الدولية، إضافة إلى قضايا أخرى مثل سد النهضة”.
وبحسب المحلل السياسي أنه على الرغم من أن الصراع الذي يعيشه السودان مشابه لحالات أخرى في الشرق الأوسط وإفريقيا، إلا أنه له خصائص مختلفة بسبب وجود صراع قبلي يصعب الوصول إلى سلام دائم.
وذكر ملحم أن “حرب السودان تشكل تهديداً أمنياً واضحاً لدول مجاورة تلتحم مع الصراعات الموجودة في أقاليم السودان التي تعاني نزاعات سابقة”.
ولفت إلى المخاوف التي لطالما هددت تشاد بسبب الحروب القبلية في إقليم دارفور، إضافة إلى وجود مخاوف من استنفار مجموعات مسلحة ذات طبيعة إثنية نيابة عن الجيش وقوات الدعم السريع، ما يهدد الدولة المجاورة في ظل انتشار السلاح بشكل كبير.
شأن داخلي
يؤكد المحلل السياسي الأردني “ضرورة إيجاد تنسيق مشترك بين قمة دول الجوار التي عقدت أخيراً في القاهرة ومفاوضات جدة، لمحاولة إيجاد حل يقبل به طرفي النزاع ويعيد الأمن إلى السودان”.
ويرى ملحم في حديثه لـ 24 أن ظ”المطلوب الآن إيجاد توافق لتعريف قوات الدعم السريع، أي أنها قوات متمردة أم جزء من الجيش والحكومة، والوصول إلى وقف لإطلاق النار والانتهاكات، والتأكيد على أن الأزمة شأن داخلي للسودان”.
ويعتقد المحلل السياسي الأردني أن “انشغال العالم في الحرب الدائرة بـ أوكرانيا، أسهم في إطالة أمد النزاع الذي كان يمكن أن ينتهي بعد أسابيع قليلة، لو تم إطلاق عملية سياسية يشارك فيها السودانيون.