سجل العالم الدكتور عمر ياغي اسمه في سجل التاريخ العلمي بفوزه بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2025، تقديرًا لإسهاماته الريادية في تأسيس علم الكيمياء الشبكية (Reticular Chemistry)، وتطويره للهياكل العضوية المعدنية (MOFs) التي أحدثت تحولًا جذريًا في مجالات تنقية الهواء والماء وتخزين الغازات والطاقة.
وُلد ياغي عام 1965 في عمّان لعائلة فلسطينية استقرت في الأردن، ونما شغفه بالعلوم منذ طفولته. درس الكيمياء في الجامعة الأميركية في بيروت، ثم نال درجة الدكتوراه من جامعة إلينوي الأميركية، ليبدأ مسيرته الأكاديمية في جامعات أريزونا وميشيغان وكاليفورنيا – بيركلي، حيث قاد أبحاثًا أسست لمجال علمي جديد في الكيمياء التطبيقية.
وفي عام 2021، صدر أمر ملكي بمنحه الجنسية السعودية ضمن برنامج استقطاب الكفاءات المتميزة، تقديرًا لإسهاماته العلمية البارزة في مجال الابتكار والبحث العلمي، ليصبح أحد العلماء السعوديين المؤثرين على الساحة العالمية.
يُعد الدكتور ياغي المؤسس الفعلي للكيمياء الشبكية، وهي فرع علمي يقوم على بناء هياكل جزيئية ثلاثية الأبعاد عبر روابط قوية ومنتظمة تتيح تخزين الغازات والسوائل داخلها. ومن أبرز إنجازاته تطوير الهياكل العضوية المعدنية (MOFs) والهياكل العضوية التساهمية (COFs)، وهي مواد قادرة على التقاط ثاني أكسيد الكربون واستخلاص الماء من الهواء الجاف، ما يجعلها من الحلول الواعدة لمواجهة التحديات البيئية والمناخية العالمية.
وقبل تتويجه بجائزة نوبل، حصد ياغي عشرات الجوائز العالمية من أبرزها جائزة ولف في الكيمياء وجائزة الملك فيصل العالمية، كما يُعد من أكثر العلماء استشهادًا بأبحاثهم عالميًا بأكثر من 250 ألف استشهاد علمي.
ويشغل حاليًا منصب أستاذ الكيمياء ومدير معهد العلوم العالمية بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، كما أسس مختبرًا بحثيًا متقدمًا بالتعاون مع مختبر لورانس بيركلي الوطني، وشارك في مشاريع بحثية مشتركة مع مؤسسات سعودية لتطوير حلول مستدامة للمياه والطاقة.
ومنحت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم جائزة نوبل للكيمياء لعام 2025 لكل من عمر ياغي (السعودية) وسوسومو كيتاغاوا (اليابان) وريتشارد روبسون (أستراليا)، تقديرًا لإسهامهم في تطوير الهياكل المسامية القادرة على حبس الجزيئات وتخزينها، وهو إنجاز يفتح آفاقًا جديدة في مجالات الطاقة والبيئة والطب.
ويمثل هذا التتويج تتويجًا لمسيرة علمية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، نقل خلالها الدكتور ياغي الكيمياء من المختبر إلى خدمة الإنسان والبيئة، وأسهم في تعزيز مكانة المملكة في الابتكار العلمي العالمي، تجسيدًا لرؤية السعودية 2030 في الاستثمار في العقول والمعرفة وبناء اقتصاد قائم على الابتكار.
