مقالات

“موهبة: حاضرة للإبداع والتقييم” بقلم: د. طلال بن سليمان الحربي

لا شك أن مؤسسة الملك عبد العزيز للموهبة والابداع، تعتبر اليوم من أهم المنصات على مستوى العالم التي تُعنى بتوفير المناخ العام لبروز ونمو وتطوير المواهب في كافة المجالات، اكتشاف الموهبة أمر رائع جدًا، ولعل في كثير من الأحيان تجد الموهبة تقدم نفسها تلقائيًا، لكن المهمة الأصعب هي كيفية صقل هذه الموهبة وتنميتها وتسخيرها لخدمة الوطن والإنسانية بشكل عام، وهذا ما برزت فيه المؤسسة من خلال كافة أنشطتها ومبادراتها وبرامجها، بل وساهمت في صناعة مجتمع إنساني عالمي متواصل دائمًا من ذوي الموهبة في كل المجالات، وأهم ما يميز هذه المؤسسة أنها تتلقى الدعم المباشر من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين، ومن سيدي ولي العهد يحفظهم الله، خاصة وأن سيدي محمد بن سلمان مُفجر الطاقة السعودية ومُحيي قوتها الفكرية، وسموه أكثر من يركز دائمًا على أن الدول العظمى هي الدول التي تنمو وتتطور فيها المواهب.

العام الماضي أقامت المؤسسة المؤتمر العالمي للإبداع والموهبة، وكان مؤتمرًا متوافقًا مع متطلبات وشروط جائحة كورونا، ولأن كورونا فرضت على العالم كله ظروفًا وأجواءً جديدة كليًا، فإنه يلزم أن يتم تقييم ما تم خلال فترة الجائحة، وما هو دور الإبداع والموهبة في مواجهة هذه الجائحة وأي جائحة أخرى قد تحدث لا سمح الله، حيث شاركت المؤسسة تجربتها في استمرار برامجها الإثرائية الصيفية الأكاديمية والبحثية والعالمية خلال جائحة كورونا مع الخبراء والمهتمين المشاركين في مؤتمر المجلس العالمي للأطفال الموهوبين وذوي القدرات الفائقة “بالولايات المتحدة الأمريكية”، وكان عنوان هذه المشاركة تطوير مستقبل تعليم الموهوبين افتراضيًا،  وسجل حضور ومشاركة ما يقارب الـ  55 دولة.

وأهم ما خلصت إليه هذه المشاركة هو كيفية نجاح موهبة في جعل أزمة كورونا فرصة إبداعية لتحقيق النجاح، واستغلال ظروف كورونا لتسخير التكنولوجيا لتطوير وتنمية أعمالها واستدامة برامجها، كذلك كيفية العمل على إطلاق مشروع التحول الرقمي e-mawhiba الهادف لاستثمار الجائحة وتحويلها لفرصة وقفزة نوعية نحو المستقبل.

لا شك أنه ما زلنا في الأوقات الأولية والمراحل الابتدائية لإجراء عملية تقييم شامل لكل ما ارتبط ونتج أو اختفى في عهد كورونا، ولكن مؤسسة الملك عبد العزيز وبرنامج موهبة لا بد وأن يكون سابقًا متقدمًا بخطى ثابتة نحو وضع تصور عام لأهم الإيجابيات التي نتجت عن الجائحة، والبحث عن المواهب التي وجدت إبان الجائحة حول كل ما يتعلق بهذه الجائحة، سواءً من اكتشاف علاج أو برامج توعية واستراتيجيات للتعامل مع الأوبئة والوقاية والأمن الصحي.

موهبة برنامج متكامل، ويكفي أن نعرف أن هنالك ما يقارب العشرون مبادرة وبرنامجًا توفرها وتقدمها موهبة لطلبتها ممن تم اكتشاف بذور الموهبة فيهم، حيث يمر هؤلاء الطلبة بمناهج ومسابقات تُعنى بتحقيق مختلف التجارب العلمية بأساليب شيقة ومحفزة، ووفق منظومة ومناهج عالمية، يتم من خلالها تأهيل مواهبهم وتنميتها وصقلها وجعلها قابلة للإنتاجية والتحقق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى