أدبيات

من أروع القصائد في حب سلطنة عمان بقلم الشاعر العراقي : وسام العاني بعنوان “ومشى إليك العاشقون”

قلبٌ يطوفُ … طَوافُهُ إنشادُ

وصَلاتُهُ في العاشقينَ سُهادُ

آتٍ وما أحدٌ سواهُ يقودُه

ففصيلةُ الشعراءِ لا تنقادُ

عن ألفِ (كعبٍ) راودتْهُ حروفُهُ

سيطوف ما بانت هناك (سعادُ)

هوَ من بلادِ الحزنِ شدَّ رحالَه

وأتى لتغسلَ حزنَه الأعيادُ

ولدٌ تخيّلكِ البلادَ فضَمّها

ولطالما يتخيلُ الأولادُ

ألقى بريدَ الماءِ نورسُ (مسقطٍ)

فاهتاج من ذكرى الفراتِ فؤادُ

ورأى بـ (مطرحَ) للـ(رصافةِ) توأمًا

فكأن (مطرحَ) أمُّها (بغدادُ)

ما كنتُ يوماً شاعراً متفرداً

لكن يراود عشقيَ الإفرادُ

 كلُّ المعاجمِ، إن ذُكرتِ، شحيحةٌ

والمفرداتُ نصيبُها الإجهادُ

فالبعدُ في ضوءِ الحقيقةِ فارقٌ

وعلى المرايا تُظلمُ الأبعادُ

أنا والقصيدةُ، يا عُمانُ، غزالةٌ

تعدو ويعدو خلفَها الصيّادُ

وندورُ في فلكِ الجمالِ يشدُّنا

شغَفُ اللقاءِ ووجهُكِ الميعادُ

متى ما الْتقينا فالبياضُ مدادُنا

هذي (عمانُ) فلا يليقُ سَوادُ

وطنٌ يضجُّ بطيّبيهِ، نفوسُهم

مثلَ الكواكبِ نورُها وقّادُ

من سامقِ الأرواحِ يسطع ضوؤهم

فتضيئُ فرطَ شعاعِه الأجسادُ

يتسابقون إلى المكارمِ طبعُهم

بذر النقاءَ بجذرِه الأجدادُ

والآن جيلاً بعد جيلٍ يحمل

الإرثَ العظيمَ إلى العُلا أحفادُ

فخرُ العُمانيينَ أن عُمانَهم

ما شابهتْها في البلادِ بلادُ

 الراسخينَ على الهُويةِ كلما

عصرٌ يدورُ عن الهُويةِ ذادوا

لعُمانَ والأسماءُ توصف أهلَها

إسمٌ تخطُّ حروفَهُ الأمجادُ

وعلى مآذنها الحَمامُ صلاتُه

سعيٌ وما خان الحَمامَ حِيادُ

يا أمةً في السّلْمِ مدّتْ من جسورِ

الحبِّ ما لا تحمل الأوتادُ

ناديتِ بين الناسِ: ما جاعت ذئابُ

الحربِ إلا والطفولةُ زادُ

وستتعبُ الأرقامُ من عدِّ الضَحايا

الغائبينَ وتخجل الأعدادُ

وسيخجل التاريخُ من صفحاتِه

مما سيكتب فوقها الجلادُ

وصرختِ ملءَ الصوتِ كيف لقيمةِ

الإنسانِ تعلو والحروبُ مزادُ؟

يا نجمةً، كان الطريقُ مُكبّلاً

حتى أضأتِ فزالت الأصفادُ

ومشى إليكِ العاشقونَ قلوبُهم

عطشى وأنهارُ السلامِ مُرادُ

وصلوا وللأبوابِ طبعُ سحابةٍ

تهمي وجلدُ الواصلينَ رمادُ

فاخضرّت الأيامُ في أجسادِهم

وعلى الحياةِ تزاحمت أجسادُ

أعطيتِ حتى قيلَ: هل أبقتْ؟

وردُّكِ: بالعطاءِ بقيّتي تزدادُ

يا درّةَ الأزمانِ حسبُكِ رفعةً

أن السلامَ على يديكِ يُعادُ

لوّحتِ للأوطانِ وهْيَ جريحةٌ

فنَمتْ هناك على الجروحِ بلادُ

دامَ السلامُ بما زرعت من المحبةِ

يا عُمانُ ودامت الأعيادُ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى