أدبيات

“كومة خزعبلات قبل الإسلام” بقلم: آلاء راشد المعمري

_قبل عهدِ مُحمدِ_، في آناء الليل العتيم، طفلاً يغفى يرى حلمًا يبعثر أسطرًا، يصحى على الحلم المشبوه،الحلم العتيق، ذات الوشاح العتيد، أحلام طفل خرافية على وجه الحديث، حقيقية على أرض الواقع.

سُويعات المنام، ما الذي حدث؟! ماذا يرى رعبًا؟! أو ما الذي يُسّطره عقله البريء؟! كومة خزعبلات ناريةٍ فاتكةً لبراءة العُمر، مُجهضة حقوق الطفولة، كل من لا يعرفه يظن أنها أحلام محبوكة من وهج الخيال، لكنها مرسومةً من خوفٍ و عثرات، ما بال قلبه الصغير يجهش باكيًا! ما خطبك أيها الغلام سَوِيّ قلبي؟! أسامرك أيها النجم في كبد السماء، وأجاريك بالحديث لتبوح بما يضمه فؤادك ويخفيه ضعفك، بالله قل لي…

انفجر الفتى باكيًا، “وكأنه أضحى قتيلاً في الفُلات مجندلا”، قائلاً: ما حالي ومال حال طفلٍ يتيم الأبوين لا مأوى يضُمه ولا شتات عقلٍ ينتهي!! فالعمرُ رقمٌ والمشاعر جُلها تُخفى إلا على الواحد الأحدِ، العالمُ بما يُخفى في الصدورِ.

ما بال قومي جُاهّلاً! أزهقو رويحَ الفكر بعقيم فِعالهم، ألم نَكُ يوماً قومًا أوفياء؟!لما نسمع عن حال اليتيم ونحن مكبولين الأيادي مكفوفين النظر.

يتيم ويتيم اصبعتان تشير الى ذكره في القرآن والسنه، حيث يقول الله تعالى في محكم آياته:“يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ“  [سورة البقره] . حيث  تشير عظمته جل جلاله إلى أن اليتيم  لا عيب فيه وهو أخً  للمسلم، فحاشاه ربي أن يفرق بين عباده المؤمنون، كذلك من شدة حرص الإسلام على حفظه وحفظ حقوقه، فقد ورد ذكره في مختلف آيات القرآن الكريم منها:(البقره، النساء، الأنعام، الأنفال، الإسراء، الكهف، الحشر، الإنسان، الفجر، البلد، الضحى والماعون).

وناشد الإسلام بلسانِ مُحمدٍ  ”من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وفرَّق بين أصبعيه السبابة والوسطى”.

فاللهم بواسع فضله وكريم عطائه وعظيم سُلطانه أن لا يجور الزمان على بني أمتي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى