رياضةمقالات

“رالي دكار السعودية : الاحتراف والإنجازات” بقلم : د. طلال بن سليمان الحربي 

لا شك وبدون أية تقديم أو تمهيد أن تثبيت جولة من رالي داكار الشهير في المملكة العربية السعودية سنويًا يعتبر إنجازًا وحدثًا رياضيًا غير مسبوق، وكثير هي الدول التي سبقتنا في هذا الموضوع سواء بمشاركات لمرة واحدة بالاستضافة أو تثبيت الاستضافة سنويًا، ولكن ما يميز الأمر لدينا أنه لم يأتي من وجهة نظر أحادية متعلق بالطبيعة الرياضية نفسها، بل هي منظومة عمل متكاملة في العديد من الإتجاهات المنبثقة من رؤية المملكة 2030، والتي كلها تصب في خانة المصلحة العامة للوطن، ولهذا فإن استضافة رالي داكار سنويًا أتت بملف متعدد الأهداف، رياضيًا، سياحيًا، ترفيهيًا، وكذلك الأمر استثماريًا.
سمو عبد العزيز بن تركي الفيصل كتلة من الحماس والعمل الدؤوب، هو إضافة لكل المميزات كونه من مدرسة والده تركي الفيصل فيلسوف الوطن العاشق لكل الوطن، وهو احد فرسان عبدالعزيز المؤسس جزاه الله عنا كل خير، فهو كذلك الأمر من أهم ثمار رؤية المملكة 2030 وفارسها سيدي ولي العهد محمد بن سلمان، وهذا كله وغيره من وجهة النظر الحكيمة لولي الأمر خادم الحرمين الشريفين حفظهم الله، فسيدي سلمان هو الرؤية بحد ذاتها، وهو خير من يعلم أن لكل زمن رجاله، ولكل مستقبل فرسانه، ولكل مسيرة اتزانها بمن يقدر على حمل أمانتها وتحقيق أهدافها.
ما ننتظر الآن بعد تحقيق هذه الإنجاز المتميز بتواجد رالي داكار ضيفا سنويًا على أرض المملكة، أن نبدأ بعملية الاستثمار السليم لهذا الحدث الرياضي التاريخي العالمي، التنوع في المسارات إن أمكن، البُنى التحتية المرافق للمسارات، توفير الفرص الاستثمارية الخدمية والإنتاجية، كل هذه الأمور لا بد وأن تبدأ وزارة التخطيط العمل عليها، وفتح المجال أمام القطاع الاستثماري المحلي أو الأجنبي لتقديم مقترحاتهم، إذ أن الأمر ليس مجرد مسابقة رياضية، بل هي بوابة تفتح من ورائها العديد من الأبواب، وصندوق عمل مستمر ننهل منه المزيد من رفد الاقتصاد الوطني وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب السعودي.
نحتاج إلى تنفيذ عدد من الندوات ووضع أسس وضوابط تضمن الانطلاقة السليمة لعملية الاستثمار، ولا بد ان يكون عبد العزيز بن تركي الفيصل في المقدمة ليس فقط لكون الإنجاز تم على يديه، بل أيضًا لأنه يستطيع أن يغلف العمل الاستثماري بطابع الاستثمار الرياضي، وهذا سينعكس مستقبلاً على المزيد من التنوع الاستثماري الرياضي، والتشجيع لدخوله وخوض غماره، كذلك فان سموه ومن موقع في وزارة الرياضة يستطيع ان يدفع بمسيرة الرياضة السعودية الشاملة، وإلغاء احتكار بعض أنواع الرياضة وسيطرتها على المشهد الرياضي السعودي، وما زلت أتمنى أن أرى كل السلة السعودية تتطور وتنمو وتتقدم، وحُلمي يقترب من تحقيقه بأن نشاهد بطولة العالم لكرة السلة، أو احدى جولات بطولة الدوري الأمريكي للمحترفين في السلة.
لا شيء مستحيل في عالم محمد بن سلمان ورجاله، ولا شيء مستحيل مع الطموح والرغبة والإمكانيات، وشكرًا لكل من ساهم ويساهم في إنجاح كل حدث وتحقيق كل طموح وتميز وريادة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى