مقالات

“رئاسة أمن الدولة : حين يكون مستقبل الوطن شاغلهم” بقلم: د. طلال بن سليمان الحربي

ما كُنا وزلنا نفاخر فيه أمام العالم كله، إننا ولله الحمد في دولة تحكم بشرع الله سبحانه وتعالى، وتحكم بالضمير الإنساني الحي، وإنها دولة تعامل الجميع على مسافة واحدة من الحقوق والواجبات،” ولا تزر وازرة وزر أخرى”، المنتمي لوطنه يعيش فيها بكل أمن وأمان وسلام، ومن باع ضميره وخان العهد وأخطأ في حق وطنه، فهؤلاء لهم عقاب وجزاء وفق ما يقرره القضاء، ولكنهم أولاً من أبناء الوطن، ولهم أهلهم وأبنائهم وعوائلهم، وبالتالي ورغم كل ما قاموا به أو عملوا عليه من انحراف في الفكر أو العقيدة أو الولاء، إلا أنه يبقى لهم حقوقهم الإنسانية التي تحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على توفيرها لهم.

في زيارة إلى رئاسة أمن الدولة، واطلاع على السجون ومراكز التأهيل فيها، هذه المراكز تحوي على كل سُبل وأدوات التعامل الراقي المحترم المراعي لكل الظروف الإنسانية والصحية والعبادة، فيها من الأنشطة الاجتماعية والفنية والرياضية، لقاء النزلاء مع أزواجهم وأهلهم وأبنائهم، الرعاية الأسرية والنفسية، نعم هم أخطأوا بحق وطنهم وأهلهم، لكن وطنهم لن يتخلى عنهم، وسيبقى ورائهم أمًا لحمايتهم من شرور أنفسهم وخداع الآخرين لهم، أو حتى يعودوا للصواب والحق وينصرفوا عن الجهل والانحراف.

في معرض هذه الزيارة إلتقيت بالعديد من الضباط المسؤولين، وضباط الصف والأفراد، الذين على مستوى عالٍ جدًا من الاحترافية والمهنية، وتم تأهيلهم عمليًا وعلميًا ونفسيًا بكيفية التعامل مع هكذا نوعية من نزلاء هذه المراكز والسجون، وإنهم يتقربون من النزلاء على أنهم إخوانهم في الدين والوطن والعروبة، ليشعروهم أن لا أحد يعاديهم لذاتهم، ولا أحد يحاربهم، وأنه كل ما في الأمر من أخطأ فليتحمل وزر خطأه، ومن تاب وعدل ورجع عن خطأه، فوطنه ينتظره، والوطن للجميع للعمل والعيش الكريم المستقر بأمن وسلام.

لا شك أن ما تقوم به رئاسة أمن الدولة من مجهودات جبّارة لحماية الوطن ومقدراته ومنجزاته، وما تنفذه من برامج متميزة تعمل على معالجة الأخطاء ومنع حدوثها، وتمنح الفرص لكل مخطئ بالعودة عن خطأه، وتقدم رسالة أننا كلنا في هذا الوطن في مركب واحد بإذن الله تعالى وتوفيقه بقيادة حكيمة رشيدة تذهب بنا إلى بر الأمان وإلى مستقبل زاهر كله نجاح ورفاهية وسلام، رئاسة أمن الدولة بكل كوادرها وهرميتها من أعلى منصب فيها يعملون وفق رؤية وطنية إستراتيجية مبينة على التلاحم وعدم الاقصاء ومنح الفرصة تلو الفرصة، لأن المخطئ والضال فكريًا، له أولاده وأهلهم السعوديين، وهم أيضًا لهم حق أن تبذل دولتهم كل جهودها لعودة أبنائهم لهم بالتعافي من كل فكر ضال ومنحرف وفعل خاطئ.

تحية لكم يا رجالات أمن الدولة، وكلنا معكم في نفس الخندق حماة للوطن ولهذا الكيان ولهذه الدولة العتيدة القوية بمشيئة الله عز وجل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى