خبراء: 150 مليون طفل في الشوارع جراء الصراعات و الكوارث و11 مليون فتاة لا يذهبن للمدارس إثر كورونا
دبي – العربي
على مدار ثلاثة أيام متواصلة، استضاف إكسبو 2020 دبي مجموعة من الحلقات النقاشية المثمرة تحت عنوان “مستقبل التعليم للجميع… تكنولوجيا التعليم والمساواة في التعلم”، والتي ناقشت مجموعة متنوعة من الموضوعات أبرزها “تعليم البنات”، و”منتدى المعرفة والتعلم للأعمال”، و”مهارات المستقبل وخلق فرص شاملة للفتيات الأفريقيات”، وذلك بحضور نخبة من السياسيين وأصحاب القرار والخبراء وأساتذة الجامعات وممثلي المنظمات الدولية والمهتمين بقضايا تعليم الفتيات والأطفال من مختلف دول العالم.
أكد المشاركون في الحلقات النقاشية على أهمية المساواة في التعليم بين الذكور والإناث، وتذليل كافة العقبات التي تقف أمام تعليم البنات و تسهيل حصولهن على حقهن في التعليم في مختلف المراحل الدراسية و الجامعية، بوصفهن حجر الأساس في تشكيل الأجيال المستقبلية وتنشئتها. وطالبوا الأجهزة المعنية و الحكومات بضرورة الإسراع في وضع سياسات تشريعية تشجع على تعليم البنات، بما يضمن لهن فرصا متكافئة مع الذكور.
وأشار الخبراء إلى أن جائحة كورونا تسببت في تسرب أعداد كبيرة من الطالبات من المدارس في دول نامية كثيرة، الأمر الذي تسبب في عدم إكمالهن مسيرتهن التعليمية، وإجبارهن على الزواج في سن مبكرة.
وشددوا على الحاجة إلى إحداث تغييرات ثقافية في بعض المجتمعات، لا سيما النامية منها، لتغيير الصورة السلبية السائدة عن تعليم البنات، وتوعية الأسر بحقوق الفتيات المشروعة في الحصول على فرص تعليمية متكافئة مقارنة بالذكور.
وأشار الخبراء إلى أن ما يقدر بنحو 150 مليون طفل ويافع في أنحاء العالم ينشؤون في ظروف قاسية من جراء الصراعات، والكوارث الطبيعية، والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية، لافتين إلى سهولة أن يقع هؤلاء الأطفال فريسة سهلة للجريمة والتطرف.
قال معالي جاكايا كيكويتي، الرئيس السابق لجمهورية تنزانيا، رئيس مجلس إدارة غلوبال:”ثمة عوامل عدة أثرت سلبا في تعليم البنات، لا سيما في المجتمعات النامية، منها عل سبيل المثال بُعد المدارس، بما يجعل أولياء الأمور يتخوفون من خروجهن بمفردهن، وثقافة بعض الأسر المستمدة من العادات و التقاليد المجتمعية، بالإضافة إلى ضعف المرافق التعليمية والصحية المخصصة للبنات.”
ومن جانبه قال الدكتور كويوك أبو الكويوك، وكيل وزارة التعليم بدولة جنوب السودان: “يجب أن يكون تعليم البنات مجانيا وإلزاميا، كما تجب مساعدتهن في الحصول على الرعاية الصحية الكافية”.
وأضاف:” اتخذت دولة جنوب السودان خطوات جادة بشأن هذه المعضلة، وبفضل السياسات التشريعية التي وضعتها بخصوص تعليم البنات، تمكنت خلال السنوات القليلة الماضية من تحقيق نجاحات كبرى في هذا السياق. حيث وصل عدد الإناث العاملات في الوظائف الحكومية إلى ما نسبته 35 في المئة، وأصبح ربع مجلس النواب من النساء أيضا”.
وقالت الدكتورة كومبو بولي باري، مديرة قطاع التربية في الإيسيسكو: “يجب أن يكون لدينا برامج محددة ومعروفة لتعليم الفتيات. فمنذ إعلان ميثاق حقوق الإنسان عام 1948 والجميع له الحق في الحياة والحصول على فرص كافية على صعيد التعليم و الصحة و غيرهما”.
وأضافت: “حسب الاحصائيات، لدينا ما يزيد على 11 مليون فتاة في العالم لا يذهبن إلى المدرسة بسبب جائحة كورونا… لذا علينا سن القوانين ووضع التشريعات المناسبة لتخطي مثل هذا التحدي”.
ومن جانبها، قالت إيمي محمود، سفيرة النوايا الحسنة لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين: “على الحكومات تغيير المفاهيم الثقافية العالقة حتى الآن لدى عدد كبير من الأسر في عالمنا، والتي لا تسمح للفتيات بأخذ حقهن في التعليم”، مشيرة إلى أن نجاح النساء عموما نجاح للعالم ولا يسلب الرجل نجاحه أو حقا من حقوقه.
الدكتور محمد فارسي، مستشار ثقافي أول بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، قال: “تنطلق كافة المجتمعات في العالم من مسلّمات قيمية و تاريخية في ما يتعلق بتعليم الفتيات. وإذا حاولنا تغيير هذه المسلّمات دون وجود تواصل حضاري وثقافي وديني، فإننا سنصطدم بلا شك مع هذه المجتمعات وسنصل إلى طريق مسدودة، لا سيما أن هذه المجتمعات ستشعر بوجود تهديد حقيقي لثقافتها المحلية وقيمها التي توارثتها على مدار السنين”.
بدوره، قال سعادة الدكتور ياو أوسي أدوتوم، وزير التعليم في غانا، إن قارة أفريقيا تعاني من عدم توفر التقنيات التعليمية في المدارس، وهذه المشكلة تؤرق الجميع، وتؤثر بالسلب على المخرجات التعليمية للذكور والإناث.
وفي السياق ذاته، استعرضت مجموعة من الناشاطات التجارب التي مررن بها في بلادهن بسبب الحروب والصراعات، وأثرها على تعليم الفتيات. حيث تحدثت الناشطة أنوغيتا سيفاسكاران، من سريلانكا، عن تجربتها المريرة مع الحرب الأهلية في بلادها، التي دفعتها والمئات من زميلاتها إلى ترك المدرسة.