مقالات

“تأملات تربوية في سورة الفرقان” اعداد: عائشة عبدالله أحمد أكرم الدين – باحثة دكتوراة في الأصول الإسلامية للتربية

ضمن متطلبات الدراسة في مرحلة الماجستير وبإشراف أ.د. آمال محمد حسن عتيبة عضو هيئة التدريس قسم الأصول الإسلامية للتربية/ جامعة أم القرى


أقدم هذا الملخص :
يعتبر القرآن الكريم أول مصدر من مصادر التربية الإسلامية التي استندت في توجيهاتها إليه، فتضمنت منهجاً تربويا متكاملا فيه لكل ما يصلح للفرد وينظم شؤونه، تحمل سور القرآن توجيهات ومبادئ عظيمة ومن هذه السور العظيمة سورة الفرقان إحدى سور التي اعتنت بالجانب التربوي، وهي تمثل منهجا شاملا للحفاظ على كيان الأسرة المسلمة وتربيتها على ضوء القرآن الكريم، والتي يمكن للمربين الاستفادة منها، وتوجيه أبنائهم على المنهج الرباني العظيم، ولا يمكن الاستفادة من المحتوى التربوي الواردة في السورة إلا بدراسة تأملية وتربوية، من جوانبها مختلفة، ففي الجانب العقدي، فإنّ آيات في سورة الفرقان مقررة لحقيقة التوحيد ووجوب إفراد عز وجل بالعبادة يظهر في ذلك في فصل الآية الكريمة الشافي بين مقام الألوهية الذي يتمثل في إنزال لله تعالى الفرقان، وبين مكان العبودية، الذي يمثل في محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم- الذي أنزل عليه الفرقان، كذلك من الجوانب التي تناولت سورة الفرقان الجانب الفكري فقد ميزّ الله- سبحانه وتعالى- الإنسان بالعقل، فهو منحة إلهية امتن بها عليه، ودعاه إلى النظر والتأمل، وسخر له ما في الكون لمنفعته وتمكينه من دوره الذي خلقه من أجله؛ فليحسن الإنسان استخدام العقل، ويوظفه في مساره الصحيح؛ لإيصال النفع إلى هذه الأمة، وليحزر العقل من الجمود والخرافات؛ حتى ينطلق نحو الابتكار والإبداع والإسهام في عمارة الأرض وبنائها، أما في الجانب الأخلاقي؛ لقد ختمت السورة الفرقان بذكر أوصاف عباد الرحمن، ووصفهم بخصال تتعلق بتعاملهم مع أنفسهم، وتعاملهم مع غيرهم من الناس ومعاملتهم لربهم جل جلاله، فعباد الرحمن هم المثل الحية الواقعية للفئة التي أراد الإسلام تكوينها بمنهجه التربوي الخاص، ومن هنا تظهر حاجة المربين إلى كشف المبادئ والكنوز التي احتوها سور القرآن عامة، وسورة الفرقان خاصة، على اعتبار أن سورة الفرقان من السور الغنية بالمبادئ التربوية التي تدعو إلى التأمل والتدبر في جوانبها التربوية المختلفة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى