مقالات

“النظرة التطبيقية برؤية سعودية” اعداد الباحثة: مناهل سليمان حسن هوساوي

إن تتبع مراحل وتتطور نظرية المنهج عبر التاريخ؛ ماهي إلا عمليات تسعى إلى تطوير المنهج ورسم منهجية وأهداف وتوجيهات وإرشادات، وخططه التي تتبلور حول ماهي المنهج ونظرياته وأهميتها في العملية التعليمية والتربوية خاصةً فيما يتعلق بالطالب والمعلم والمنهج، والبيئة التعليمية والأنشطة الصفية والاصفيه وبرزت في ذلك النظرية البوليتكينيكية، وهي النظرية التي تهدف إلى تربية الفرد على نفع مجتمعه بالأعمال المهنية واليدوية قائم عليه أساسيات، وقد ظهر ذلك جليًا في العملية التعليمية وخارجها، وكيف تتطور الأمر في عصرنا الحالي تزامنًا مع الرؤية السعودية.


تعتبر النظرية التطبيقية من النظريات العملية القائمة على الإنتاج العملي للفرد، حيث يكون فردًا منتجًا نافعًا للمجتمع عبر ربط المعرفة النظرية والمعرفة العملية التطبيقية، الذي يؤدي إلى اكساب الفرد مهارات العمل المنتج عبر التطبيق ما تعلمه نظرياً داخل البيئة المدرسية، ومن ثم التطبيق العملي لها في المجتمع لخدمته وتقدمه ورفعته.


ومن هذا المنطلق، في التربية من أهم عوامل تقدم المجتمعات وتطورها، تسعى لإعداد الأفراد اعدادًا متكاملاً، ويعتبر المنهج بمفهومه الحديث خطة مكتوبة ومعتمدة تمثل جميع الخبرات التربوية التي تقدمها المدرسة لطلابها سواءً كانت داخل المدرسة أو خارجها، وذلك بالأنشطة الصفية وللاصفيه والاهتمام بالمنهج وتطويره الذي حظي بكثير من العناية والاهتمام في المملكة العربية السعودية؛ وذلك لأهمية الدور الذي يقوم به في تشكيل شخصية الناشئة في جميع جوانب النمو المختلفة العقلية والجسمية والنفسية والاجتماعية.


فالنظرية التطبيقية تقوم على ربط العمل بالعقل وربط العمل باليد ويتضح ذلك في المناهج التي طرحتها المملكة العربية السعودية التي تشجع على اكتساب المعرفة عبر العمل، وتركز على العمل الجماعي والمشروعات الجماعية والمسئوليات التضامنية بأنواعها وأشكالها المختلفة، في مناهجها وطرائق التدريس الحديثة التي فعلتها بالمناهج الحديثة المطروحة، كطريقة المناقشة، والطريقة الاستقصائية التي “تعتمد على مواجهة الطالب لعدد من المشكلات التي تتيح له فرصة التفكير المستقل والتدريب على المهارات المتكاملة لعملية الاستقصاء” التي ترتبط بطريقة حل المشكلات في محاولة لحل مشكلة حيث يقوم المتعلم بالبحث عنها في الكتب والمعاجم محاولاً لإيجاد حل ،وطرحت وزارة التربية والتعليم مقرراً كامل يسمى التفكير الناقد وحل المشكلات، و كذلك مادة التفكير الإبداعي ،والمهارات الحياتية والأسرية التي تنمي عملية التواصل والتفاعل الاجتماعي والمشاركة الإنسانية لتقوية روابط العلاقات داخل المجتمع الواحد.


إن مناهجنا السعودية قد ركزت على ان تجعل الفرد نافعًا لنفسه ووطنه فأسست الدولة عدة مراكز ومعاهد توجه ميول بعضاً من المتعلمين الذين تناسب ميولهم ورغابتهم وتحقق لديهم روح العمل والمبادرة، والإنتاجية التي تدفع وتحرك عملية التنمية الاقتصادية في الدولة، فدعمت الفكرة التطبيقية من أجل النفع للمجتمع تحت مظلة الشريعة الإسلامية ومن منطلق رؤيتها ٢٠٣٠ في التعليم التي تمثلت في النظرية البوليتكينيكية وهو تحقيق التوافق بين مخرجات التعليم وبين احتياجات سوق العمل، ومحاولة وجود تكافؤ بين الخرجين ومتطلبات سوق العمل، وزيادة الجودة وإعداد خريجين مؤهلين للعمل، بالإضافة لتطوير العام لكافة المراحل التعليمية وإرشادهم الى الوظائف والمهن التي تناسبهم وتوافق رغباتهم كما أن وزارة التربية والتعليم طرحت هذا العام برنامج المقررات التي تنوعت مساراته في المراحل الثانوية، التي تحدد للطالب بيئة العمل محدداً مهنته التي تتوافق مع إمكانيته واحتياجاته.


المتمعن في مناهجنا ما هو إلا انعكاس لحاضرنا وصورة مشرقة لمستقبلنا، التي استقت من ينبوع مصادرها الأولية القرآن الكريم والسنة المطهرة، التي خطت حياة الأنسان بكل جوانبها خاصاً فيما بتعلق بالجانب التعليمي، ومدى أهميته منذ بزوغ فجر الرسالة، التي حددت ملامحه ومناهجه وطرقه وأهدافه، مبنياً على نظريات اعتمدت على أسسها وقواعدها في بناء منهج متكامل ومرن، قابل للتغير وتعديل وزيادة، وملائم لكل تطور يحدث في مجتمعها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى