الناتو يعلق على هجوم أوكرانيا ومخاطر “انتصار بوتين”
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ للرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، الثلاثاء، إن أوكرانيا المدعومة من الغرب “تحرز تقدماً” في هجومها لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.
وقال ستولتنبرغ خلال لقائه مع بايدن إن “الأوكرانيين يحرزون تقدماً”.
وقدم ستولتنبرغ الذي يزور واشنطن قبل قمة الحلف التي ستعقد في يوليو (تموز) في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، لمحة عن نظرة الكتلة العسكرية الغربية القوية إلى محاولة أوكرانيا قلب الطاولة على روسيا.
وتحدث الأوكرانيون بتفاؤل عن هجومهم المضاد الذي أعدوا له لفترة طويلة على جبهتي الشرق والجنوب لإخراج القوات الروسية من البلاد بأكملها، ولكن ستولتنبرغ يرى في العملية وسيلة لتعزيز الموقع التفاوضي، وقال “بقدر ما يتمكن الأوكرانيون من تحرير أراض، يتعزز موقعهم على طاولة المفاوضات”.
ورحب بايدن بستولتنبرغ الذي يفترض أن يغادر منصبه مع انتهاء ولايته في أكتوبر (تشرين الأول)، مؤكداً أن رد فعل الناتو على الغزو الروسي لأوكرانيا جعل الحلف أقوى.
وقال بايدن “عززنا الجناح الشرقي للحلف الأطلسي وأكدنا بوضوح أننا سندافع عن كل شبر من أراضي الناتو. أقول ذلك مرة أخرى: التزام الولايات المتحدة بالمادة الخامسة (من ميثاق) الحلف متين جدا”، في إشارة إلى تعهد أعضاء الحلف الدفاع عن بعضهم البعض.
وأضاف بايدن “في قمتنا في ليتوانيا الشهر المقبل سنبني على هذا الزخم”.
مساعدات جديدة
وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن حزمة جديدة من المساعدات بالذخيرة والأسلحة الثقيلة بقيمة 325 مليون دولار لزيادة الإمدادات لأوكرانيا مع بدء هجومها الكبير.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الحزمة تمد أوكرانيا “بقدرات أساسية لمساعدة جهودها لاستعادة أراضيها السيادية، ودعم مدافعيها الجويين وهم يحمون بشجاعة جنود أوكرانيا والمدنيين والبنية التحتية الحيوية”.
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا المجاورة في فبراير (شباط) 2022، واستولى بسرعة على مناطق واسعة من الأراضي لكنه واجه مقاومة شرسة ومتنامية.
وكان ستولتنبرغ صرح قبل ذلك لشبكة “سي إن إن” إن الوقت ما زال “مبكراً” للهجوم الذي وصفه بأنه “صعب”.
ورأى ستولتنبرغ أن الأوكرانيين “يمتلكون الحق في تحرير أرضهم”. لكنه أدرج القرار الغربي بدعم أوكرانيا في إطار استراتيجية أوسع للحفاظ على الاستقرار في جميع أنحاء العالم.
وقال “لم يكن الغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا هجوما على أوكرانيا فحسب، بل كان أيضا هجوما على قيمنا الأساسية وعلى الأحرار في كل مكان”.
وأضاف “لذلك، يجب ألا ينتصر الرئيس بوتين في هذه الحرب، لأن ذلك لن يكون مأساة للأوكرانيين وحدهم، بل سيجعل العالم اكثر خطورة”.
وتابع أن انتصاراً لبوتين “سيوجه رسالة إلى القادة المستبدين في جميع أنحاء العالم بما في ذلك في الصين، مفادها أنهم عندما يستخدمون القوة العسكرية فإنهم يحصلون على ما يريدون”.
خليفة ستولتنبرغ
وفي إشارة إلى السياسة المتعلقة بخليفته على رأس الحلف، قال ستولتنبرغ لشبكة “سي إن إن” إنه “واثق تماماً من أنهم سيجدون خليفة ممتازاً”.
وأضاف أن “تركيزي الآن هو قيادة هذا الحلف حتى انتهاء ولايتي لأننا في خضم حرب في أوروبا”.
ورداً على سؤال عن احتمال أن يطلب بايدن من ستولتنبرغ البقاء على رأس الحلف لفترة أطول، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير “نعتقد أن الأمين العام قام بعمل رائع”. ولكنها أضافت أن الرئيس “لم يتخذ أي قرار بعد” بشأن من سيدعم لتولي هذا الدور.