محلياتمنوعات

المتحف الوطني يعرض بعض من مقتنيات السلطان قابوس بن سعيد (طيب الله ثراه)

مسقط – العربي

يعرض المتحف الوطني حالياً في قاعة عظمة الإسلام سيف منحني الحد (شمشير) وخنجر الحسوة اللذين يُنسبان إلى الإمام سيف بن سلطان اليعربي الأول (قيد الأرض)، وهما من المقتنيات السلطانية للسلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور (طيب الله ثراه) التي حظي بها المتحف الوطني لتكون متاحة لعموم الزوار. 

ويتميز نصل هذا السيف المصنوع من الفولاذ الدمشقي، بأكثر التصاميم الزخرفية تعقيدًا والتي تُعرف باسم “الأربعون خطوة”، ويظهر توقيع صانع السيف في خرطوش ذهبي يتوسط النصل “عمل أسد الله 186″، وهو من صنع أسد الله الأصفهاني، أحد أشهر صائغي السيوف في العالم الإسلامي خلال القرن (11ه/17م)، إضافة إلى عبارة “ملكية الشيخ سيف” أسفل منها، ونقش عبارة “شاه عباس سنة 5”. أما المقبض المصنوع من العاج والمطعم بالذهب، فهو بنمط المقابض العربية. يُثبت نقش الملكية على النصل بأن السيف لم يكن غنيمة حرب، وإنما تم تكليف الصانع بعمله، ومن المرجح أنه قُدم كهدية إلى سيف بن سلطان اليعربي من بلاط الإمبراطورية الصفوية، التي رأت فيه إمامًا مستقبليًا لعُمان.

أما خنجر الحسوة فهو مصنوع من قرن وحيد القرن، والحديد، والخشب، والجلد، والفضة ويعود لفترة حكم دولة أئمة اليعاربة ما بين(04-1123هـ/1692-1711م).

                                                                                                                              

الجدير بالذكر، أن الإمام سيف بن سلطان اليعربي الأول، رابع أئمة اليعاربة (حكم الفترة ما بين: 04-1123هـ/1692-1711م)، ولقب بقيد الأرض لأنه تمكن من الحفاظ على الدولة وأملاكها في الداخل والخارج، ونشر العدل والاستقرار بين الناس.

أتخذ الإمام من قلعة الرستاق مقرًا لحكمه، حيث أضاف إليها برج الريح، وبلغت البحرية العُمانية درجة كبيرة من التطور في عهده، حيث ارتكزت سياسة الإمام الخارجية على تجديد الصراع ضد البرتغاليين ليمتد إلى سواحل إيران والهند وشرق إفريقيا، حيث هاجم الأسطول البحري العُماني ممباسا، أهم معاقل البرتغاليين في شرق إفريقيا، وفرض حصارًا على قلعة يسوع في العام (1110ه/1698م) واستمر مدة (33) شهرًا قبل السيطرة عليها، فيما بات يُعرف باسم معركة ممباسا. وبسقوطها توسع النفوذ العُماني حتى وصل إلى بمبا وكلوة وزنجبار.

وفي الشأن الداخلي، عُني الإمام بتطوير النشاط الزراعي، وذلك بحفر أفلاج جديدة وصيانة بعض الأفلاج القديمة، كما توسع في زراعة المحاصيل كالقمح والشعير وقصب السكر، وغرس أشجار النخيل والفاكهة، وإدخال أصناف جديدة من النباتات مثل: الورس والزعفران والقهوة، بالإضافة إلى الاهتمام بتربية النحل. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى