رياضةمقالات

“الشباب.. فريق الرعب” بقلم: د. طلال بن سليمان الحربي – الرياض

يلومني البعض حين أتحدث عن الهلال دون تبيان نقاط ضعفه أو مهاجمته كما يرغبون، ولكن حقيقة الأمر ليس له علاقة بالميول أبدًا، ولا هي محاولات فك أو تخفيف أو زيادة جرعات الضغط هنا أو هناك، إنما هو تحليل اجتهادي لا أكثر ولا أقل، الهلال فعليًا وعلى الورق فريق يخلو من نقاط الضعف الكبيرة، ومنذ عودة الدوري بعد توقف كورونا، ونحن نقول إن الخلل في الهلال، إن الفريق يلعب دون حافز، وأن المدير الفني السابق لم يعد لديه ما يقدمه من مزيد من المناورات أو التكتيك أو القدرة على الحسم، لكنه من الناحية الفنية فريق قوي يمتلك أسماء قوية وفعالة وقادرة على تحقيق النتائج الإيجابية، بعكس بعض الفرق الأخرى التي يكون لديها مشكلات في خط الدفاع أو الهجوم أو عدم انضباط اللاعبين، وعلى العموم رحل رازفان مع كل الشكر له على ما قدمه للهلال بكل تأكيد، خاصة شكر كبير جدًا من فريق ضمك. وأتى عهد روجيرو ميكالي، الذي قد يكون عهدا مؤقتًا، أو طويل النفس وفقًا لما يحدث في المراحل القادمة من عمر الدوري.

والأمر بالنسبة للهلال لا خيارات متبقية إلا خيار الفوز بكل شيء، شخصيًا أعتقد أن روجيرو أمامه عمل كبير وجهد عالٍ مطلوب منه، حتى يستطيع ترويض هذا الوحش الذي أصيب بفيروس، وبما أننا نتحدث عن الوحوش، فحتمًا سيكون الحديث عن الشباب، فريق الرعب كما أسميته، مباراته مع النصر ليست محصورة بالنتيجة العريضة التي حققها، ولكنها أثبتت أن هذا الفريق قوي جدًا، وأنه يلعب بأريحية وتماسك وترابط، وأنه قادر على تغيير مسار المباراة في أي لحظة، ويمتلك رؤية فنية ومجموعة متناسقة من اللاعبين في كل الخطوط، في مباراة النصر أثبت الشباب أنه ليس فقط منافسًا على اللقب بحكم تصدره للدوري، وإنما قدم شهادة اعتماده مبكرًا بطلاً لدوري محمد بن سلمان.

لِنعُد إلى النصر وخسارته أمام الشباب، واضح جدًا أن النصر يلعب بأسلوب واحد، وأن هذا الأسلوب عندما تتمكن من معالجته فإن النصر يصبح فريقًا أقل من عادي على أرض الملعب، مع تأكيد صريح أن هنالك خللاً في المنظومة الدفاعية، وأن فقدان التركيز بين لاعبي الوسط وتنقلهم الكثير بين المواقع يربك الفريق ككل، مما يجعله يقع تحت ضربة الحظ في أن يسجل أكثر مما يتلقى أهدافًا في مرماه، وعلى العموم فإن النصر عاد من سباته، ويحتاج الفريق أيضًا إلى تغيير في اللاعبين، فبعضهم انتهت صلاحيته ولم يعد يستطع أن يقدم المزيد أو الجديد، وللأمانة هذا أمر يجيده النصر في تنفيذ مناورات العودة، لهذا أقول النصر ما زال لديه كلمة يقولها.

الأهلي، يوم مر يوم حلو، لا يمكن المراهنة على أي مباراة للأهلي، لا تعلم ما المزاجية التي يلعبون بها، أحيانًا يقدم مستويات تبهرك، وأحيانًا تجده فاقدًا للهوية، لذلك أقول وبما أن الأهلي وصيف المتصدر الآن، فإن أمله الفعلي البقاء ضمن المراكز الثلاث الأولى، ولا أعتقد أن الأهلي لديه القدرة الحقيقية على الدخول على المنافسة اللصيقة بالمتصدر أيا كان، وأقول أيًا كان لأن الشباب وإن كان الأوفر حظًا إلا أن هنالك فريقين متحفزين وبقوة لنزع الصدارة منه، الهلال أحدهما، أما الآخر فهو الاتحاد.

الاتحاد الفريق الأكثر لعبًا بواقعية، وهو الأكثر ثباتًا على مستوى النتائج والأداء بعد فريق الشباب، لذلك فهو أيضًا مثل الهلال إن حقق العلامات الكاملة سيجد نفسه في مثلث الصدارة مع الشباب والأهلي أو الهلال، لا شيء مستحيل في عالم المستديرة، هذا هو لسان حال الاتحاديين، ويكفي علمًا وصل للجميع، أنك حين تواجه الاتحاد فعليك الحذر والحذر كل الحذر، لأن الاتحاد في أي لحظة سيعود ليكون المفترس الأصفر المخطط بالأسود، كل البوادر تقول إن لحظة الانفجار قريبة جدًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى