أدبيات

“أعراض الناس” بقلم : بشرى هلال الغيلانية

كبرنا على أن شيئان لا يُحاسب عليهما الله يوم القيامة قبل عباده هما أعراض الناس وأموال الناس لأنها حقوق عباد ويجب أن يقتص ذي العزة حق هؤلاء أولاً بعدها يتم محاسبة الشخص على ما بينه وبين الله !

أعراض الناس ليست محل نقاش وهي فعلٌ ذميم ورب العزة لا يرضاه ولكن الناس مستمرون في طعن شرف هذا وهتك عرض ذاك دون مبالاة أو تفكير بعواقبه ..
ربما لأن الناس اعتادوا على الحديث عن الناس وأعراضهم حتى نسوا حرمته عند الله وربما لم يستوعبوا حجم الذنب الذي يقترفوه!
البعض يخاف من شرب الخمور وأكل الحرام ولكن أعراض الناس ليست في قائمة المحرمات لديهم أو لا يخافونها كما يخافون الخمور!!
التربية الصحيحة يجب أن توضح أن الإثنين جرمٌ وذنبٌ عظيم وكلاهما بنفس مستوى التحريم فإن خفت من أكل لحم الخنزير فخف من أكل لحوم البشر أيضاً!
قال تعالى:”أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه.”

على الرغم من أن اختصاصي ليس دينياً ومواضيعي كذلك ولكن انتشار هذا الموضوع بصورة كبيرة سواءً في أوساطنا الاجتماعية أو في مواقع التواصل الاجتماعية يجعلنا نعيد التفكير في مسألة أحاديثنا وعن ماهيتها .. فقد كثُرت الغيبة والنميمة واستباحة أعراض الناس باسم “السوالف” وكأن الناس وأعراضهم موضع حديث أو نقاش..

تناسى البشر أن في التحريم مصلحة ومنفعة ولا يجب تجاوز المحرمات وتحليلها بحسب أهواء أصحابها فالحلال بيّن والحرام بيّن ومن أراد استباحة أعراض الناس تحت أي مسمى فقد جنى على نفسه!

وتذكر دائماً أن ما بينك وبين الله تستطيع التوبة منه بركعة ودمعة في جوف الليل أو صدقة لمحتاج أو غيرها من العبادات لله ولكن ما بينك وبين الناس لا يستطيع غفرانه سوى من آذيته فكُف لسانك عن أعراض الآخرين تضمن آخرتك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى