قائد الأمن السوري يعلن اتخاذ إجراءات لاحتواء أزمة “مخيّم الفرنسيين”

أعلن قائد الأمن الداخلي في محافظة إدلب العميد غسان باكير، اليوم الأربعاء، أن قوات الأمن باشرت باتخاذ إجراءات عاجلة وحازمة لحماية المدنيين في مخيّم “الفرنسيين” بالفردان في ريف إدلب، مؤكداً أن زعيم الجماعة المتمردة في المخيم رفض تسليم نفسه، وأنه يستخدم المدنيين كدروع بشرية.
وقال باكير لوكالة شفق نيوز، إن “قيادة الأمن الداخلي باشرت باتخاذ إجراءات عاجلة وحازمة لحماية المدنيين وضمان سلامتهم، استجابةً لشكاوى أهالي المخيم بشأن الانتهاكات الجسيمة التي تعرّضوا لها، وآخرها خطف فتاة من والدتها على يد مجموعة مسلحة خارجة عن القانون بقيادة المدعو عمر ديابي”.
وأوضح باكير، أن الإجراءات “شملت توجيه قوى الأمن الداخلي إلى المخيم، تطويقه بالكامل، تثبيت نقاط مراقبة على أطرافه، ونشر فرق لتأمين المداخل والمخارج”.
كما سعت قيادة الأمن الداخلي إلى التفاوض مع “المتزعّم” لتسليم نفسه طوعاً للجهات المختصة، إلا أنه رفض وفقاً لباكير، وتحصّن داخل المخيم، ومنع المدنيين من الخروج، وشرع بإطلاق النار واستفزاز عناصر الأمن وترويع الأهالي، ما يؤكد أنه “يستخدم المدنيين كدروع بشرية”، وتقع على عاتقه كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن أي تهديد لسلامتهم.
وأكد العميد باكير أن “قيادة الأمن الداخلي تؤكّد أن حماية المدنيين وتطبيق القانون هما الأولويتان الأساسيتان، وستواصل بحزم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والأمنية اللازمة لضمان إنفاذ القانون”.
وكانت السلطات الأمنية السورية، أعلنت في وقت سابق اليوم الثلاثاء، أنها نفذت عملية خاصة في “مخيم الفرنسيين” شمالي محافظة إدلب، بعد ورود معلومات عن احتجاز فتاة وشقيقتها داخل المخيم من قبل أحد العناصر المتنفذة.
ونقلت وسائل إعلام سورية عن مصادر أمنية، أن “العملية جرت بناءً على طلب والدة الفتاة المختطفة التي ناشدت الجهات الأمنية التدخل لإنقاذ ابنتيها، مشيرة إلى أن الهدف من التدخل كان استعادة الفتاة المحتجزة وضبط العناصر التي تدير المخيم خارج إطار سلطة الدولة”.
وشهدت مدينة حارم في ريف إدلب الشمالي أمس الثلاثاء، اشتباكات عنيفة داخل ما يُعرف بـ”مخيم الفرنسيين”، بين قوات الأمن الداخلي السوري ومجموعة من المقاتلين الأجانب الفرنسيين بقيادة المدعو عمر أومسين، أمير جماعة “الغرباء” للمهاجرين الفرنسيين، وهو فصيل مستقل لا يتبع لأي جهة عسكرية حالياً.
وتشير المعلومات إلى أن المدعو أومسين، أحد أبرز المتنفذين داخل المخيم، علم بمحاولة إحدى السيدات استخراج جواز سفر لمغادرة سوريا، فاستدعاها وصادر هاتفها الشخصي، لكنها تمكنت من الفرار نحو قوات الأمن الداخلي طلباً للحماية.
وفي المقابل، احتجز أومسين ابنتها وشقيقتها داخل المخيم، ووردت أنباء عن تعرض شقيقتها للتعذيب والجلد ضمن ما وصفه بـ”عقوبة تأديبية”.