هل ننتج مسلسلات الحداثة و الخيال العلمي ؟ بقلم : حسام الطائي
يزخر العالم العربي بمسلسلات الدراما التي تستعرض العادات الاجتماعية و القيم الاخلاقية وبعض مشكلات المجتمع ومعالجتها، او انها تاريخية تصور حدث تاريخي مهم او سيرة لشخصية مؤثرة، كما لهذه المسلسلات دور في التثقيف والترفية والتسلية والربح المادي من خلال الإعلانات أو بيعها إلى دولة أخرى، استمر الإنتاج العربي يدور في محور الدراما ولم يدخل إلى محور مهم جدا وهو “مسلسلات الحداثة والخيال العلمي”.
شركات الإنتاج الغربية اتجهت منذ زمن بالاضافة الى انتاج الدراما لمسلسلات “الحداثة والخيال العلمي” حيث لا ينافسهم احد بشكل كبير، والقصص و السيناريوهات جديدة دائما وليست مكررة، بالإضافة إلى غرابتها من حيث الازياء واشكال الممثلين والأجهزة المستخدمة وغيرها الكثير والتي لا تخطر على فكر المشاهد.
نوعان من المسلسلات تنتج منذ زمن لهما مميزات عن مسلسلات الدراما
اولا: مسلسلات الحداثة وتتميز بانها تستعرض
احدث التقنيات المستخدمة لدى الشركات او مؤسسات الدولة وان كانت خيالية.
القدرة على التفكير خارج الصندوق وبشكل مختلف لقضايا مستقبلية.
قدرة اصحاب الشركات او المؤسسات او المجتمع في التغيير و التطوير لمعالجة المواقف او المشكلات من خلال عرض قضايا حديثة او غريبة.
دعاية غير مباشرة للدولة حول امكانيات شعبها وحكومتها.
ثانيا: مسلسلات الخيال العلمي تتميز في
فتح افاق فكرية جديدة لدى المشاهد والاجيال الصغيرة.
دراما من نوع جديد خارج المالوف.
تفتح افاق اختراعات جديدة، فكثير من اختراعاتنا الحالية مشتقة من افلام ومسلسلات الخيال العلمي.
فتح اعمال تجارية لها علاقة بما ظهر في مسلسلات “الخيال.
العلمي” مثل مبيعات ملابس والعاب شخصيات خيالية مثل بات مان وسوبر مان”.
دعاية للدولة على انها متطورة و لديها اختراعات غير متوقعه.
اعمال جديدة و جمهور اوسع
مسلسلات “الحداثة والخيال العلمي” تفتح المجال لصناعة تجهيزات جديدة وغريبة توظف الاف العاملين لدعم الانتاج الفني “مثل الازياء المستقبلية والتجهيزات الخيالية من ادوات و اجهزة والمكياج” فكل مسلسل له احتياجات مختلفة تتطلب صناعتها قدرات صناعية وفكرية جديدة وابداعية.
كما ان جمهور مسلسلات الحداثة والخيال العلمي “عالمي” خارج نطاق السوق المحلي والاقليمي، ففي كل العالم هناك من يتابع هذه المسلسلات ويهتم بالتقنيات وافكار الحداثة المطروحة ومع دبلجتها الى لغاتهم تصبح مادة عالمية تعود بارباح مالية اكبر من المسلسلات الدرامية التي تنحصر ببلد واحد او ضمن مستوى اقليمي.
مثال: ٩٠ دولة تابعت المسلسل الكوري “لعبة الحبار” وكان اكثرها مشاهدة على مستوى العالم بعدد ساعات “مليار و٦٤ مليون ساعة مشاهدة بقيمة ارباح بلغت ٩٠٠ مليون دولار.
زراعة افكار جديدة
دور اخر لمسلسلات الحداثة والخيال العلمي هو “زراعة افكار جديدة في الاجيال الصغيرة” تعتمد على حب التطوير و التحديث والاختراع لتقنيات جديدة، تُلهم بعض الشباب ليخترعوا او ينتجوا جهاز تقني يسهم بفتح افاق جديدة، وكثير من الاختراعات الحالية مبنية على مسلسلات وافلام الحداثة والخيال العلمي.
بناء ذوق فني جديد للجمهور
يتجه اصحاب شركات الإنتاج الخاصة الى “مايطلبه الجمهور والسوق” رغم توفر المعدات والقدرات الفنية لديهم، لكن لهم الحق بذلك فعليهم الحفاظ على بقاء اعمالهم وعدم المخاطرة بالخسارة المالية والخروج نهائيا من السوق.
اما المؤسسات الحكومية فلها القدرة على تحمل الخسارة المالية لبناء ذائقة فنية جديدة تعتمد الحداثة والخيال العلمي.
ان “بناء ذائقة فنية جديد للجمهور”يحتاج إلى تعاون بين المؤسسات الحكومية المختصة بالإنتاج الفني والشركات الخاصة، لانه كبناء سوق وتوجه جديد، يحتاج إلى استثمار كبير وقدرات فكرية فنية، لكن افاقه واسعة جدا في التحول إلى العالمية وفتح صناعات جديدة بالإضافة الارباح المالية الكبيرة وتوجيه الشباب نحو الحداثة وافاق الخيال العلمي”.
الخلاصة
الجمهور العربي يحتاج الى تحديث ذائقته في انتاج ومتابعة نوع جديد من المسلسلات تسهم في نشر جزء من ثقافته وفكره عالميا والترويج للدولة المنتجة بدل الدوران بدوامة المسلسلات الدرامية الكلاسيكية التي لم تتحول للعالمية ولم تدفع المجتمعات نحو الحداثة.