“الطلاق” الغريب قبول المرأة بهذا المنطق، وكأن قراره هذا قران منزل!!! المهم نرجعكم لحكايتي، تم الطلاق الثاني، لوالدتي، وهذه المرة طلاقًا أبديًا، كان عمري حينها ستة أعوام، ولم تملك تلك الصابرة، سوى كلماتها السحرية “الحمدلله على كل حال”، كانت تلك الكلمات هي سلاحها ضد الزمن وضد قوة الرجل وتسلطه بل ضد المجتمع بأكمله….
وفي مجتمع “الرجل ما يعيبه إلا جيبه” ، توقعوا كل شي من “سي السيد” كما يقول أهل مصر… بينما المرأة هي مجرد وعاء، يفرغ فيه إحتياجاته، ومن ثم يتركه إذا كبر الوعاء أو أصابه مرض، ليتزوج أخرى ، أكثر شبابًا ونضارة؟!
هذه فلسفة الرجل، فكل شي مُسير لخدمته، المهم رغباته وأوامره تُنفذ..
كانت والدتي تردد كثيرًا عبارة “الحمدلله على كل حال”…
وكنت أرددها معها، بلا وعي، لم أكن أعلم معناها، هل تتوقعون لطفلة تبلغ السادسة من العمر، أن تعي كل شي في الحياة، كلا طبعًا، وعندما كبرت، صرت أرددها وأنا موقنة بها، فالقدر جمع مصيري مع مصير والدتي، فحياتي كانت عبارة عن”الحمدلله على كل حال”…
المهم أخذنا والدي معه، بعد طلاقه من والدتي، ومنعها من رؤيتنا، الوالد بوقتها، كان يعمل بالمدينة، والمدينة تبعد عنا مسافة بعيدة فكان يخرج بعد صلاة الفجر ولا يرجع إلا بعد صلاة المغرب، وطبعًا احتار فينا، لا يريد أن يتركنا لحالنا، وهو رافضٌ أن ترانا أمنا، يا ترى ما هو عمل الوالد؟ وكيف استطاع حل هذه المسألة؟ هذا ما سأقوله لكم المساء إن شاء الله، تابعوني في الفصل الثالث….