قادة غرب أفريقيا يقررون عقد قمة يوم الخميس لبحث انقلاب النيجر
رويترز – العربي
قرر زعماء دول غرب أفريقيا عقد قمة يوم الخميس المقبل لمناقشة تجاهل المجلس العسكري في النيجر للمهلة المحددة لإعادة الرئيس المعزول محمد بازوم إلى منصبه، مما ينعش الآمال الدولية في التوصل إلى حل دون استخدام القوة.
وطلبت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) من قادة انقلاب 26 يوليو أن يتنحوا عن السلطة بحلول أمس الأحد وإلا سيواجهون تدخلا عسكريا محتملا لكن المجلس العسكري رد بإغلاق المجال الجوي للنيجر وتعهد بالدفاع عن البلاد.
ولم تصدر المجموعة ردا حاسما لكنها قالت الاثنين إنها ستعقد قمة يوم الخميس المقبل لبحث الموقف، وهو قرار قال الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إنه يتيح مجالا للوساطة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في إفادة يومية “الفرصة لا تزال متاحة بالتأكيد. نعتقد أن المجلس العسكري يجب أن يتنحى”.
وبالنظر لثروات النيجر من اليورانيوم والنفط تحظى الدولة بأهمية اقتصادية واستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا.
ورد قادة الانقلاب في نيامي بنبرة تحد، مؤكدين عزمهم على الوقوف بقوة أمام التهديدات.
وقال أحد ممثلي المجلس العسكري في بيان بثه التلفزيون الوطني “القوات المسلحة في النيجر وجميع قوات الدفاع والأمن، مدعومة بتأييد شعبنا الذي لا يتزعزع، مستعدة للدفاع عن وحدة أراضينا”.
كما طلبوا من الشباب في النيجر التأهب لخدمة بلدهم في وقت الحاجة، وهي دعوة للحشد قال عدد من الطلاب في جامعة عبدو موموني في نيامي اليوم الاثنين إنهم سيستجيبون لها.
وقال صومايلا حمادو الذي يدرس في مرحلة الماجستير من داخل الحرم الجامعي الذي غمرته الأمطار “سنضحي بالنفيس والغالي من أجل بلدنا نحن مستعدون للتضحية بأرواحنا”.
وساد الهدوء نيامي عاصمة النيجر الاثنين مع ممارسة الأفراد عملهم المعتاد لكن إغلاق المجال الجوي للبلاد تسبب بالفعل في توقف حركة الطائرات.
والنيجر دولة حبيسة ومساحتها تزيد عن مثلي حجم فرنسا وتمر في مجالها الجوي مسارات كثيرة للرحلات الجوية من أفريقيا وإليها. وعلقت شركة إير فرانس رحلاتها من واجادوجو في بوركينا فاسو وإليها ومن باماكو في مالي وإليها حتى 11 أغسطس وحذرتا من أن
وقت بعض الرحلات الجوية سيزيد. وتشترك بوركينا فاسو ومالي في حدود مع النيجر.
واتخذت إيكواس المؤلفة من 15 دولة موقفا أشد حيال الانقلاب الذي وقع في النيجر مقارنة بالانقلابات السابقة، وهو السابع الذي تشهده المنطقة خلال ثلاث سنوات. وأصبحت مصداقيتها على المحك لأنها قالت إنها لن تتسامح مع أي انقلابات عسكرية أخرى.
واتفق مسؤولو دفاع من إيكواس يوم الجمعة على خطة لعمل عسكري محتمل، في حالة عدم الإفراج عن بازوم وإعادته إلى منصبه، على الرغم من إشارتهم إلى أن القرارات المتعلقة بالعمليات العسكرية يحددها رؤساء الدول.
لكن تعهد المجلسين العسكريين الحاكمين في مالي وبوركينا فاسو بالدفاع عن النيجر إذا لزم الأمر فرّق وحدة صف إيكواس.
وقال جيش مالي الاثنين على وسائل التواصل الاجتماعي إن البلدين أرسلا وفدين إلى نيامي لإبداء الدعم. وفي وقت لاحق، أكد أحد ممثلي الوفد المالي مجددا دعم بلاده للمجلس العسكري.
ومن شأن تصعيد المواجهة مع إكواس ووجود انقسام داخل صفوفها أن يزيد من الاضطرابات في واحدة من أفقر مناطق العالم، والتي تعاني من أزمة جوع وتكافح لإنهاء أعمال عنف أودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على النزوح.
ودفعت المخاوف من تدهور الوضع الأمني فرنسا إلى تحذير رعاياها من السفر إلى النيجر، بينما قالت السفارة الصينية في نيامي إنه يتعين على رعاياها في النيجر المغادرة إلى دولة أخرى أو العودة إلى الصين إن لم يكن لديهم ما يدعو إلى البقاء.
* آمال معلقة على الدبلوماسية
فرض الحلفاء الأفارقة والغربيون عقوبات على النيجر وأوقفوا إرسال مساعداتهم إليها في محاولات لدفع المجلس العسكري إلى التنحي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الاثنين إن برامج المساعدات لحكومة النيجر توقفت مؤقتا بسبب الانقلاب العسكري.
وقدّر ميلر قيمة المساعدات بأكثر من 100 مليون دولار وقال إنها تشمل مساعدات إنمائية وأمنية وأخرى تتعلق بإنفاذ القانون.
وأضاف ميلر في مؤتمر صحفي أن المساعدات الأمريكية التي تقدر قيمتها الإجمالية بنحو “مئات الملايين من الدولارات” قد تتوقف إذا لم يُعيد المجلس العسكري الحكومة المنتخبة إلى السلطة.
ورغم المصاعب التي تلوح في الأفق، يتمتع قادة الانقلاب على ما يبدو بدعم قطاع على الأقل من سكان البلاد.
وجذبت مسيرة مؤيدة للانقلاب آلاف المشاركين الذين توجهوا صوب أحد الملاعب في نيامي أمس الأحد، بينما تظاهر بعض السكان المحليين، من بينهم نساء، عند مفترق الطرق في العاصمة دعما للمجلس العسكري.
وقالت طالبة تدعى زينبو بوبكر زاكو “هذا يثبت التزام شابات النيجر وعزيمتهن على الوقوف بجانب المجلس العسكري ودعمه”.