قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان: قبول مبادرات وقف الحرب مرهون بإنهاء احتلال الدعم السريع
أكد قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، استعداده للانخراط في أي مبادرة تنهي الحرب الدائرة في البلاد، مشترطا إنهاء ما وصفه بـ”احتلال” قوات الدعم السريع للأراضي السودانية.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اتهم البرهان دولا إقليمية – دون تسميتها – بتقديم التمويل والأسلحة والمرتزقة لقوات الدعم السريع.
وقال البرهان: “إننا في حكومة السودان مستعدون للانخراط في أي مبادرة تنهي هذه الحرب متى ما كانت هذه المبادرة تدعم الملكية الوطنية للحل وتنهي احتلال المليشيا المتمردة للمناطق المختلفة”، في إشارة واضحة إلى قوات الدعم السريع.
وأضاف أن الحكومة المدعومة من الجيش لن تقبل مشاركة أي دولة تدعم قوات الدعم السريع في عملية السلام، مشددا على ضرورة أن تتضمن أي عملية سلام إلقاء قوات الدعم السريع سلاحها والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة.
وأكد البرهان عزم الجيش على هزيمة من وصفهم بـ”المعتدين”، قائلا: “إننا ماضون في هزيمة ودحر هؤلاء المعتدين، مهما وجدوا من دعم ومساندة”.
تصعيد عسكري وتوتر دبلوماسي
جاءت تصريحات البرهان بالتزامن مع تصعيد عسكري في العاصمة الخرطوم، حيث شن الجيش هجوما باستخدام المدفعية الثقيلة والضربات الجوية لاستعادة مناطق من سيطرة قوات الدعم السريع.
وكان الجيش قد رفض المشاركة في محادثات تقودها الولايات المتحدة في سويسرا الشهر الماضي، والتي هدفت إلى تحسين وصول المساعدات الإنسانية ورسم مسار نحو وقف إطلاق النار. وأرجع الجيش رفضه إلى مشاركة دولة الإمارات في المحادثات، متهما إياها بتقديم دعم مادي لقوات الدعم السريع، وهو ما نفته أبوظبي.
وفي سياق متصل، أكد البرهان أن الحكومة المدعومة من الجيش تبذل قصارى جهدها لضمان وصول مواد الإغاثة إلى المحتاجين. غير أن موظفي الإغاثة يتهمون الحكومة والجيش بمنع وصول المساعدات الإنسانية، في حين يتهمون قوات الدعم السريع بنهب إمدادات المساعدات.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الصراع الدامي في السودان، الذي خلف آثارا إنسانية وخيمة على السكان المدنيين، وسط مناشدات دولية متكررة لوقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي للأزمة.