أدبيات
“عودةٌ ثانيةٌ لوضّاحِ اليمن ” إلى روح الشاعر عبدالعزيز المقالح بقلم : عبدالرزّاق الربيعي
لمّا وارتْ صنعاءُ
بجيبِ الغيمةِ
مهجتَها البيضاء
أسدلتِ الأنجُمُ
في اللّيلِ ستائرَها
والمدنُ المنكوبةُ
سدّت أبوابَ منازلِها
وقبابُ اللهِ أعارتْ للصمتِ
منائرَها
واتّشحتْ
بالدمعِ المنسابِ
قرى الفقراء
وانكسرتْ
في الأفقِ الأضواء
لمّا وارتْ….
في جيبِ الغيمةِ (صنعاء)
توارتْ
لكنّ الكلمات
بصورتِها الأولى
خرجتْ من قلبِ المأساة
لتُعلنَ أنّ
الشاعرَ
لمّا يُغمضُ عينيهِ
قليلا
نتوهّمُ ماتْ
فنقيمُ على الحبّ الصلواتْ
وحين يهيلُ الحفّارُ
على الصلصالِ
ترابَ الأبدِ
المبتلّ بماءِ الدعوات
ويمضي
يفتتحُ الشاعرُ مكتبَه
الأرضي
يزيلُ غبارَ الحزنِ
العالقَ في جلدِ الوقت
ويدخلُ عزلته الكبرى
يتصفّح “أوراقَ الجسدِ العائدِ من موتِه”
يحفرُ في الريحِ طريقاً
لحصانٍ آتٍ
من أفلاكِ الجهة الأخرى
يصعدُ
نحو سماء الصبوات
وينثرُ في الأرضِ
صهيلَ الأفراحْ
وأمامَ الأبوابِ السبعةِ
يبركُ منتظراً
عودةَ (وضّاحْ)
- إشارة إلى حكاية غيبة الشاعر وضّاح اليمن بعد افتضاح قصّة حبّه لزوجة الخليفة الوليد بن عبد الملك، وللمقالح ديوان عنوانه( عودة وضّاح اليمن)
** أوراق الجسد العائد من الموت، عنوان ديوان للمقالح صدر عام ١٩٨٦ - إشارة لأبواب صنعاء السبعة: باب السبح، وباب عامر، وباب البلقة، وباب شعوب، وباب القاع، وباب السلام، وباب اليمن وهو الوحيد الذي بقي بعد تهدّم الأبواب الستة.