عمليات البحث عن مفقودين تتواصل بعد تدمير سد كاخوفكا
وكالات – العربي
قالت وزارة الداخلية الأوكرانية اليوم الأحد، إن عمليات البحث عن مفقودين مازالت مستمرة عقب تدمير سد كاخوفكا، حيث مازال هناك 29 شخصاً في عداد المفقودين.
وذكرت الوزارة حسب وكالة “د ب أ” الألمانية، أنه على الضفة اليمنى من نهر دنيبرو، الذي تسيطر عليه السلطات الأوكرانية مازالت المياه تغمر 32 بلدة وقرية و3784 منزلاً.
ويشارك نحو 1400 من رجال قطاع الطوارئ في عمليات الإنقاذ والتطهير بعد تدمير السد في الساعات الأولى من الثلاثاء الماضي، كما تم إجراء عمليات إجلاء في الضفة اليسرى للنهر الذي تسيطر عليه روسيا، وجرى إجلاء الآلاف من الذين يعيشون على ضفتي النهر.
وقالت السلطات الأوكرانية إن منسوب المياه يتراجع، حيث بلغ منسوب نهر دنيبرو في خيرسون 4.18 متراً صباح اليوم، وهو ما يعد أقل نصف متر مقارنة بأمس السبت.
كما قال مشغلو محطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية: “إن مستويات مياه السد تراجعت أيضاً، وقد سجلوا 9.35 متراً، أقل بواقع 7 مترات مقارنة بالثلاثاء الماضي”، وأضافوا أنه يصعب التكهن بمزيد من التطورات.
التأثير على القرم
ومن جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية في آخر تحديث استخباراتي لها، إن انهيار سد “كاخوفكا” في جنوب أوكرانيا يكاد يكون قد أضر بشدة بالمصدر الرئيسي للمياه العذبة، التي تصل إلى شبه جزيرة القرم المحتلة من جانب روسيا.
وتحصل القرم على معظم مياهها العذبة من قناة شمال القرم، وبحلول أول أمس الجمعة، وصل منسوب المياه في خزان كاخوفكا على الأرجح إلى ما دون النقطة التي تدخل بعدها المياه إلى القناة، وسيتوقف تدفق المياه إلى شبه جزيرة القرم قريباً، بحسب ما كتبته الوزارة على موقع تويتر.
ومن شأن ذلك أن يقلل من مدى توفر المياه العذبة في خيرسون جنوبي البلاد، وشبه جزيرة القرم شمالي البلاد، وذلك على الرغم من أن السلطات الروسية ستفي – على الأرجح – بالاحتياجات الفورية للسكان من خلال خزانات المياه، وتقنين استخدام المياه، وحفر آبار جديدة، وتوصيل مياه معبأة من روسيا، بحسب ما أشار إليه خبراء دفاع بريطانيون.
وكتبت الوزارة أن “المجتمعات على الجانبين الروسي والأوكراني من نهر دنيبرو الذي غمرته مياه فيضان السد، تواجه أزمة في الصرف الصحي، مع وصول محدود للمياه الصالحة للشرب، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض التي تنقلها المياه”.
معاناة الحرب
وذكرت وكالة رويترز، أنه بالنسبة إلى إيرينا راديتسكا التي تعيش في خيرسون الأوكرانية، فإن الفيضانات الكارثية التي أغرقت مدينتها بعد تدمير سد كاخوفكا العملاق هي أحدث فصل في معاناة الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
وقالت راديتسكا (52 عاماً) وهي نائبة مدير مدرسة في المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا: “يقولون إن الحب الجديد يمحي القديم. ربما هو الشيء نفسه مع المآسي”.
وكان عدد سكان المدينة قبل الحرب 280 ألفاً واحتلتها القوات الروسية في 2 مارس(آذار) 2022، وحررتها القوات الأوكرانية في أوائل نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، لكن منذ ذلك الحين تتعرض للقصف الروسي بشكل منتظم من الجانب الشرقي لنهر دنيبرو.
وفي أحدث انتكاسة، غمرت المياه مناطق واسعة من خيرسون والقرى المجاورة الأسبوع الماضي بعد تدمير سد كاخوفكا. وتبادلت كييف وموسكو الاتهامات حول تدمير السد، وأضافت راديتسكا أن مدرستها تعرضت للقصف عدة مرات، بما في ذلك اليوم السابق لتدمير السد.
وكغيرها من السكان الذي قرروا البقاء في خيرسون، تثق راديتسكا تماماً في أن المدينة ستتعافى وتزدهر، لكنها قالت إنها تتوقع أن يستغرق الأمر فترة طويلة وجهوداً شاقة.