لا شك أن الإعلام الرياضي إعلام مهم جدًا وبنفس الوقت ليس محصورًا في الشأن الرياضي وحسب، فالإعلام الرياضي هو إعلام الجوكر الذي نستطيع أن نستخدمه في أكثر من شأن وأكثر من مجال يخدم الوطن ومصلحته ورؤيته، وإن كان لنا وما زال بعض الملحوظات على الإعلام الرياضي، إلا أن كل هذه الملحوظات تنصب في خانة خدمة منارة الإعلام الرياضي، والحديث أبدا ليس عن الحيادية التامة من حيث الميول، بل الحيادية التامة من حيث التحليل والبحث عن المعلومة وإيصالها بالشكل الذي يخدم المسيرة الرياضية في المملكة.
إن قرار الإتحاد السعودي للإعلام الرياضي إطلاق صندوق دعم الإعلاميين الرياضيين السعوديين قرار مهم وأكثر من رائع، وإن كانت كوفيد-19 (كورونا) كان هو المحرك الأساسي له، نظرا لما شهدته الحالة العامة من ركود، فأتى هذا الصندوق ليدعم هؤلاء الكوكبة من العاملين في الصالح العام من بوابة الرياضة، وكما كان الإعلان من الإتحاد الإعلامي الرياضي بأنه لمساعدة الإعلاميين الرياضيين في قضاء حوائجهم وأسرهم وسداد بعضًا من مديونياتهم، لكن الفكرة بحد ذاتها فكرة ممتازة ليس على المستوى الإنساني فقط، بل على المستوى المهني، كحالها من الأفكار الرائعة فلا بد من تطويرها واستثمارها الإستثمار الجيد، والإستثمار الجيد في مثل هكذا نوعية من الصناديق الخاصة دائمًا ما يكون في إيجاد دخل ثابت متزايد لهذا الصندوق، بعيدًا عن التبرعات والمساهمات الرسمية الحكومية.
الإتحاد السعودي للإعلاميين الرياضيين ليس ببعيد عن واقع الحال لأعضائه، وبالتالي فإنه يتلمس أحوالهم واحتياجاتهم، وكما قلنا فإن كورونا قد حركت الماء العكر وأنتجت هذا الصندوق، والآن لا بد من حملة شعلة الصندوق والمُضي قدمًا في الصعود نحو تطويره ومأسسته وتثبيته، خاصة ونحن نتحدث عن إعلام قابل للترويج والاستثمار، وإعلاميين لهم جمهورهم ومتابعيهم، سواء كانوا محسوبين على أندية أو مستقلين، ولو اطلعنا على حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي لوجدنا أنه لا ينافس الرياضيين والفنانين إلا هم، وهذا يعني تربة خصبة للاستثمار التسويقي، وما يحتاجه الأمر إلى تنظيم وترتيب لوائح داخلية تحدد كيفية استثمار هذه الحسابات أو الظهور التسويقي لهؤلاء الإعلاميين، وكيفية توزيع ما ينتج عنها من إيرادات وأرباح.
أستطيع كصاحب سلعة أن أستفيد من حساب أحد الإعلاميين الرياضيين بالترويج لسلعتي، ولكن إذا أتيحت الفرصة لي من خلال منظومة استثمارية تعمل داخل هذا الصندوق لأروج وأستفيد من أكثر من حساب، فبالتأكيد سيكون هذا الأمر ملفت جدًا، كذلك عملهم ككتلة ويد واحدة منظمة في الكثير من الحملات في الشأن الوطني والتوعي وما يخدم الصالح العام، على أن يكون الإطار العام أن كل أعضاء الإتحاد السعودي للإعلاميين الرياضيين مستفيدون من هذا الصندوق، ولكن من يشارك في أعمال الصندوق الاستثمارية بالتأكيد سيكون له نصيب أكبر وإستفادة أكثر.
وإذا كان موقع الإتحاد الدولي للصحافة الرياضية (International Sports Press Association) قد احتفى وبارك إنشاء واعتماد لائحة صندوق دعم الإعلاميين الرياضيين، كما أشاد الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية AIPS بإنشاء الصندوق كذلك، فإن عملية تحويل هذا الاحتفاء وهذه الإشادة نحو اهتمام القطاعين العام والخاص سيكون أمرًا مثاليًا وسابقة رائعة جدًا في العالم الرياضي الدولي، وإن كنت أعلم أن هنالك بعضا من الإعلاميين الرياضيين الذين يستفيدون ماديا من وضعهم كإعلاميين رياضيين، فإنه بالتأكيد حين تتضافر الجهود وتنظم ويتم إدارتها بشكل استثماري تخصصي فإن الكل سيستفيد، والأمان سيفتح أبواب واسعة للمزيد من شباب وشابات الوطن لتحقيق أحلامهم وخدمة وطنهم.