محليات

حارب بن ثويني يرعى الاحتفاء باليوم اللوجستي الأول وانطلاق الدورة الثانية من “مؤتمر عُمان للموانئ”

مسقط- العربي

رعى صاحب السمو السيد حارب بن ثويني بن شهاب آل سعيد مساعد أمين عام مجلس الوزراء للمؤتمرات، صباح اليوم الثلاثاء، احتفاء وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات باليوم اللوجستي الأول، وحفل افتتاح أعمال الدورة الثانية من مؤتمر عُمان للموانئ “عُمان على مؤشر أداء الخدمات اللوجستية”، والذي تنظِّمه جريدة “الرؤية” بالتعاون مع الجمعية العُمانية اللوجستية.
وانطلق الاحتفال بمادة فيلمية بعنوان “رحلة سلطنة عُمان في بناء المنظومة اللوجستية”، استعرضت ملامح التطور بالقطاع اللوجستي الوطني، ومُحددات الانطلاق نحو المستقبل وفق أولويات وأهداف الرؤية المستقبلية “عُمان 2040”.
تلى ذلك الكلمة الافتتاحية التي قدمها معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، أكد خلالها أن رحلة المنظومة اللوجستية في سلطنة عُمان على امتداد سنوات النهضة، أدّت دورها التنموي الشامل، كما إنها تواصل مسيرتها بكل ثبات في عهد نهضة عمان المتجددة، مُستلهمةً خطاها الثابتة من الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه؛ حيث مكّنت من تكامل هذه المنظومة بشكل مُتناغم عبر مُكوّنات المجتمع اللوجستي، لنراها اليوم شاهداً اقتصادياً تنموياً من شواهد النهضة. وأضاف معاليه أنه في ظل رؤية “عُمان 2040” تتكامل هذه المنظومة لجلب الاستثمارات وتحفيز الأداء والتكامل عبر سلاسل الإمداد والتوريد لهدف شمولية القطاع اللوجستي وتناغم هذه القطاعات، وصولاً لجعل القطاع اللوجستي ثاني مَصدر للناتج المحلي الإجمالي بحلول 2040.
وأوضح المعولي أن تخصيص اليوم اللوجستي يعكس أهميته ضمن مسارات العمل التنموي الذي تشهده سلطنة عُمان في شتى القطاعات ذات الصله، وكأحد المُرتكزات لتعزيز مُمكنات الاقتصاد برؤية شاملة تعي واقع الحاضر وتُدرك مُتطلبات المستقبل، مثمنًا مُباركة مجلس الوزراء إشهار هذا اليوم، الذي يأتي الاحتفاء به اليوم تجسيداً لوصول السفينة “سُلطانة” إلى الولايات المتحدة في 30 أبريل من عام 1840، وكدلالة رمزية للعمل اللوجستي في سلطنة عُمان.
وأكد معالي الوزير أن الاحتفاء بهذه المناسبة هذا العام يحمل شعار “نمو.. تكامل.. استدامة”؛ ليعّبر عن أهمية النمو المستمر والتكامل المتواصل عبر استدامة دور القطاع اللوجستي، وحث جميع القطاعات العامة والخاصة وشركاؤنا اللوجستيين على التكامل فيما بينهم للوصول إلى مُستهدفات القطاع اللوجستي في رؤية “عُمان 2040″، وليُسهم في ربط القطاعات ومد جسور الترابط فيما بينها ليتحقق بذلك التكامل والتوازن الذي سيزيد من الفعالية والنمو المنشود ويرفع بالتالي مُعدل النمو.
وأبزر المعولي أهمية القطاع اللوجستي وضرورة تضافر الجهود وتكامل الأدوار لتعزيز دور اللوجستيات في العمل التنموي، ورفده بكافة ممكنات النمو والازدهار، مؤكدًا حرص واهتمام وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على النهوض بالقطاع اللوجستي وتطويره لمواكبة المتغيرات المتسارعة في كافة مجالاته وبما يعود بالنفع على الاقتصاد العماني.
أعقب ذلك، تدشين صاحب السمو السيد راعي المناسبة لليوم اللوجستي الأول 2024، ومن ثمَّ الإعلان عن مجموعة من المبادرات في القطاع اللوجستي للعام الجاري.
وجاءت المبادرة الأولى باسم شركة النقل الوطنية العُمانية “مواصلات”؛ لتوفير نقل مجاني لطلبة الكليات والجامعات عبر شبكة النقل العام داخل المدينة في مسقط وصلالة لمدة عامين. ومبادرة “مواصلات” لهذا العام تستهدف طلبة الجامعات والكليات في مسقط وصلالة، من خلال توفير نقل مجاني عبر شبكة النقل العام داخل المدينة، ولمدة عامين من تاريخ إطلاق المبادرة.
وثاني مبادرات القطاع لهذا العام، مقدَّمة أيضًا من شركة النقل الوطنية العُمانية “مواصلات” بعنوان: “اليوم المفتوح للنقل العام”، وهي مبادرة تستهدف المواطنين من أجل توفير نقل مجاني لهم للتنقل في شبكة النقل العامة بمدينتي مسقط وصلالة لمدة ثلاثة أيام وتبدأ من يوم الخميس 2 مايو 2024م، وهذه المبادرة للعُمانيين فقط.
أما المبادرة الثالثة في القطاع اللوجستي لهذا العام، فهي مُقدَّمة من “شركة قافلة” بعنوان “برنامج تعزيز الكفاءة لدى الخريجين للتوظيف”، ومبادرة قافلة، عبارة عن برنامج لتعزيز كفاءة الخريجين للتوظيف، من خلال خطة شاملة تهدف لتعزيز وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في سلطنة عمان، وتستهدف المبادرة تدريب وتوظيف 100 خريج بشهادات “المستوى 3” من معهد اللوجستيات المعتمد في سلسلة التوريد. وتصل مدة هذه المبادرة إلى ما بين عامين إلى خمسة أعوام.
وجاءت رابع المبادرات لهذا العام، من مركز التوجية المهني والإرشاد الطلابي بوزارة التربية والتعليم، وبالتعاون مع مركز عمان للوجستيات تحت عنوان “مبادرة برنامج خبرات العمل لتدريب طلبة المدارس في الشركات اللوجستية”. وهذه المبادرة تستهدف استثمار فترة الإجازة الصيفية لطلبة المدارس بالصف العاشر والحادي عشر، من خلال توفير فرصة تدريب عبر الشركات اللوجستية العاملة بالبلاد.
وكانت خامس مبادرات هذا العام التي تقدِّمها وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الموانئ العمانية “موانئ أسياد”، بعنوان البرنامج التعريفي عن القطاع اللوجستي بموانئ المحافظات. وتستهدف هذه المبادرة استقبال طلبة المدارس بالصفوف العاشر والحادي عشر، ضمن البرنامج التعريفي عن القطاع اللوجستي والذي سيقام في موانئ المحافظات؛ حيث يوفر البرنامج الفرصةَ أمام الطلبة للتعرف على أهمية القطاع اللوجستي في هذه المرحلة العمرية المهمة من سنوات الدراسة.
بينما كانت المبادرة السادسة ضمن مبادرات هذا العام، مقدَّمة من المجموعة العُمانية العالمية للوجستيات “أسياد” (أسياد إكسبرس). وتهدف المبادرة إلى تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القطاع اللوجستي، من خلال تقديم حلول مبتكرة، حيث يُمكن لرواد الأعمال الاستفادة من خصم 25% لكل متر مكعب خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وتشمل الخدمة ميزات عدَّة؛ منها: تخزين المنتجات وتغليفها وشحنها مع ضمان تنفيذ الطلبات بكفاءة في الوقت المناسب. ويُمكن للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الاستفادة من الخدمة عن طريق زيارة موقع أسياد إكسبريس.
فيما جاءت المبادرة السابعة من شركة “أوتاكسي”، وتشمل مبادرة “أوتاكسي” مشاركة أجواء الاحتفاء باليوم اللوجستي الأول، من خلال تقديم خدمات تنقلات ضيوف سلطنة عُمان على هذا الاحتفال، خصوصا من خارج البلد، بالسيارات الفخمة من المطار، مع إعطاء جميع الحضور تخفيضا خاصًّا يصل لـ30% عبر قسائم خاصة، إضافة لتوفير سيارات بريميوم لخدمة ضيوف الاحتفالية وضيوف مؤتمر عُمان للموانئ تحت الطلب، طوال يوم 30 أبريل 2024م. كما تقدم أو تاكسي قسائم خصم بقيمة ريال واحد صالحة لمدة ثلاثين يوما.
إضافة لذلك، تدشن أوتاكسي البرنامج التدريبي في الأجرة النسائية للباحثات عن عمل، ويستهدف البرنامج خريجات العام 2022-2023 على أن تكون الأولوية لذوات الدخل المحدود والضمان الاجتماعي.. ومدة الاتفاقية 3 أشهر.
في حين جاءت آخر مبادرات القطاع لهذا العام مقدَّمة من معهد بهوان الدول للتكنولوجيا بعنوان “دبلوم الإدارة اللوجستية”، ويبدأ البرنامج في شهر يوليو المقبل، ويستمر لمدة تمتد من ثلاثة أِشهر إلى عامين، والدبلوم معتمد من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، واعتماد البرنامج والشهادة الدولية من المعهد الملكي للنقل واللوجستيات في المملكة المتحدة. ويستهدف الدبلوم الطلاب الذين اجتازوا الصف الثاني عشر أو حصلوا على شهادة الدبلوم العام وما يعادلها.
تلي ذلك، إطلاق المرحلة الثالثة من ورش وعيادات جلب الاستثمار في القطاع اللوجستي؛ حيث أطلق مهنا موسى باقر مدير عام المديرية العامة للموانئ رئيس الفريق المركزي للعيادات والورش بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، المرحلة الثالثة من ورش وعيادات جلب الاستثمار في القطاع اللوجستي.
وبعدها جرى إعلان الفائزين بجائزة أفضل الممارسات في القطاع اللوجستي، بهدف مكافأة التميُّز وتحفيز الفاعلين بالقطاع.
وفي الفئة الأولى: فئة التعمين، فاز بهذه الفئة عن أفضل الممارسات في القطاع اللوجستي للعام 2024، الشركة العُمانية لإدارة المطارات. وفي نفس الفئة، فاز بالمركز الثاني: شركة مزون للألبان.
وفي الفئة الثانية من جائزة أفضل الممارسات في القطاع اللوجستي للعام 2024، فئة الصحة والسلامة، وذهب المركز الأول من هذه الجائزة إلى شركة ميناء صحار الصناعي، أما المركز الثاني من هذه الفئة فذهب إلى الميناء الجاف “خزائن”.
وفي ثالث فئات الجائزة لهذا العام التي خُصصت للحياد الصفري، فاز بالمركز الأول عن هذه الفئة شركة النقل الوطنية العُمانية “مواصلات”، وفي المركز الثاني عن هذه الفئة فازت الشركة العمانية للخدمات اللوجستية المتكاملة.
وفي الفئة الرابعة من جائزة أفضل الممارسات في القطاع اللوجستي 2024، فئة التحسين المستمر والابتكار، ذهب المركز الأول إلى “نافذ للخدمات اللوجستية”، أما المركز الثاني فذهب إلى شركة النقل الوطنية العُمانية “مواصلات”.
وفي الفئة الخامسة من جائزة أفضل الممارسات في القطاع اللوجستي “فئة الخدمات والمنتجات العُمانية”، فاز بالمركز الأول مؤسسة علي الغزالي التجارية، وذهب المركز الثاني في هذه الفئة إلى المؤسسة العامة للمناطق الصناعية “مدائن”.
إلى ذلك، انطلقت أعمال الدورة الثانية من “مؤتمر عُمان للموانئ” تحت مظلة الاحتفال باليوم اللوجستي 2024، بكلمة ترحيبية قدمها حاتم بن حمد الطائي الأمين العام للمؤتمر رئيس تحرير جريدة “الرؤية”؛ حيث قال إن الدورة الثانية من مؤتمر عُمان للموانئ، تنعقد هذا العام تحت عنوان “عُمان على مؤشر أداء الخدمات اللوجستية”، وهو القطاع الذي يندرج ضمن القطاعات الواعدة للرؤية المستقبلية “عُمان عشرين أربعين”، والخطط الوطنية الرامية إلى تعزيز التنويع الاقتصادي، والتوسع في المشاريع المرتبطة بالقطاعات غير النفطية، لما لها من دور رائد في تنمية اقتصادنا الوطني ورفده باستثمارات كبيرة، علاوة على دوره في توفير فرص العمل للمواطنين.
وأضاف الطائي أن سلطنة عُمان قطعت شوطًا كبيرًا في مسارات التنويع الاقتصادي، خلال السنوات الأربعة الماضية، أي منذ انطلاق مسيرة النهضة المُتجددة التي يقودها بحكمة واقتدار حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وفق رؤية سديدة تستهدف الاستفادة من المقومات الهائلة التي تزخر بها بلادنا، وتعمل على تطويرها وحُسن استغلالها عبر خطط وبرامج تنفيذية تضمن نمو القطاع وزيادة إسهاماته في الناتج المحلي الإجمالي لعُمان، لا سيما وأن الحكومة الرشيدة تواصل الجهود الحثيثة من أجل تحويل سلطنة عُمان إلى مركز لوجستي عالمي، وفق أعلى معايير الجودة وأحدث الأنظمة؛ بما يضمن ترسيخ مكانة عُمان على خارطة التجارة العالمية، بفضل الموقع الاستراتيجي المميز، الذي يتوسط مسارات الملاحة الدولية ويواكب التطورات الكبيرة التي يشهدها قطاع الموانئ البحرية في عُمان، والنمو المُطرَد في أنشطة النقل البري في ظل ما تتمتع به طرقنا من جودة عالية، وتمثل شريانًا لوجستيًا يسهم في تعزيز الربط بين الوجهات اللوجستية من موانئ ومطارات ومناطق اقتصادية وخاصة وحرة وصناعية، وكذلك الربط بين الأسواق.
وأوضح الطائي أن حكومتنا الرشيدة، ممثلة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، تَعكُفُ على تطوير القطاع اللوجستي، وذلك من خلال إطلاق العديد من الحوافز الاستثمارية في القطاع؛ سواء أمام الاستثمار المحلي أو الأجنبي، إلى جانب التوسع في خطط تطوير مرافق القطاع، من موانئ بحرية، ومطارات، ومناطق حرة واقتصادية، ومدن صناعية، بالشراكة مع جهات حكومية أخرى فاعلة في هذا الجانب.
وذكر أنه في صدارة الجهود الحكومية للنهوض بالقطاع اللوجستي، إطلاق “الاستراتيجية اللوجستية عشرين أربعين”، والتي تسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف؛ منها زيادة مساهمة القطاع اللوجستي في نمو الناتج المحلي، ورفع حصة السوق العماني من السلع التي تتدفّق إلى المنطقة، وتوسيع حجم فرص العمل التي سيخلقها القطاع اللوجستي، وتحسين ترتيب عُمان في تصنيف المؤشرات اللوجستية والصناعيّة العالمية، إلى جانب رفع سمعة عُمان عالميًا فيما يتعلّق بالخدمات اللوجستية.
وشدد الطائي على أن من شأن هذه الاستراتيجية أن تساهم كذلك في تحسين الخدمات المُقدمة في القطاع، ولذلك وضعت هدفًا رئيسيًا يتمثل في السعي لوضع سلطنة عُمان ضمن دول العالم المتقدمة في مجال الخدمات اللوجستية، مشيرًا إلى أن الحكومة حرصت على سَنِّ التشريعات والقوانين المُيسِّرة لنمو القطاع اللوجستي، علاوة على التوسع في إنشاء المناطق اللوجستية.
وتحدث الطائي عن عدد من الركائز الأساسية التي تسهم في زيادة إسهامات القطاع اللوجستي في الناتج المحلي، ومنها العمل على الاستفادة من مشروع القطار، وقد شهدنا الأسبوع الماضي تطورًا لافتًا في هذا المسار؛ حيث أُبرم عدد من الاتفاقيات بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، إيذانًا بالبدء في تنفيذ مشروع السكك الحديدية بين مدينتي أبوظبي وصحار، وهو المشروع الواعد الذي سيخلق شريانًا حيويًا يساعد على سرعة وسهولة نقل البضائع بين البلدين، وتعزيز مكانة عُمان كمركز لوجستي رائد، يقدم أفضل الخدمات من خلال منظومة الموانئ والمطارات والنقل البري بوسائله المختلفة.
وقال: “دعونا نُسلِّط الضوء على نقطة بالغة الأهمية، وهي أن تحويل سلطنة عُمان إلى مركز لوجستي إقليمي يربط بين مختلف طرق الملاحة العالمية، يرتكز في الأساس على الاستفادة من ميزة حصرية لسلطنة عُمان لا تتوافر لأي دولة في المنطقة، ألا وهي بُعدها عن التوترات الجيوسياسية، وتحديدًا ما تشهده الممرات البحرية من تحديات؛ إذ تقع جميع الموانئ العُمانية الرئيسية على بحر عُمان وبحر العرب، ويمثلان وجهةً سهلةَ الوصول لجميع خطوط الملاحة البحرية، ومع تنفيذ خطط الربط اللوجستي بين المطارات الجوية والموانئ البحرية والنقل البري (وخاصة السكك الحديدية) تكون عُمان قد امتلكت ميزة تنافسية لا مثيل لها في المنطقة والعالم، وسيتيح ذلك فرصة غير مسبوقة لأن يكون القطاع اللوجستي الرافعة الأكثر فاعلية لزيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز نمو الإيرادات العامة غير النفطية، خاصةً وأن الخطة الخمسية العاشرة تسعى إلى رفع إسهام القطاع اللوجستي في الناتج المحلي إلى 7.5 بالمائة بنهاية الخطة، بمتوسط معدل نمو سنوى يصل إلى 9 بالمائة”.
وأكد الطائي أنَّ القطاع اللوجستي بات واحدًا من القطاعات الرائدة القادرة على قيادة النمو الاقتصادي، وتوسيع أنشطة القطاع الخاص، وتعزيز جهود التنويع الاقتصادي، ولذلك تنعقد الدورة الثانية من مؤتمر عُمان للموانئ ليكون بمثابة المنصة السنوية لخبراء القطاع والمسؤولين من أجل تكثيف الجهود لتحقيق المُستهدفات وإعادة النظر في الخطط والاستراتيجيات في ضوء المتغيرات من حولنا.
فيما ألقى بيان الافتتاح سعادة المهندس خميس بن محمد الشماخي وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للنقل، أكد خلاله أن هذا الحدثِ اللوجستيِّ الواعد، الذي ينعقدُ ضِمْنَ أجواءِ الاحتفاءِ باليومِ اللوجستيِّ الأول لِهَذا العَام، 2040، في توقيتٍ تنمويٍّ اكتملتْ فيه منظومتُنا اللوجستيَّة لتقودَ إحدَى قاطراتِ النموِّ بالبلاد، بتطلعاتٍ طمُوحَة، رَسَمت مساراتِهَا الإستراتيجيةُ اللوجستيةُ للسلطنة 2040، و التي تهدف إلى زيادةُ مساهمةِ القطاعِ اللوجستيِّ في نموِّ الناتجِ المحليِّ الإجمالي و الذي بلغ 5% في العام 2022 و ارتفع إلى 5.7% في العام 2023 ، ورفعِ حِصَّة السُّوقِ العُمانيَّةِ مِنَ السلعِ التي تتدفّق إلى المنطقة، وزيادة فرص العمل التي يُوفِّرها القطاع، وتحسين ترتيبِ عُمان على تصنيف المؤشرات اللوجستية والصناعية العالمية.
وقال سعادته إن اختيار عنوان النسخة الثانية من هذا المؤتمر”عمان على مؤشر أداء الخدمات اللوجستية” يُلبي التطلعاتِ الوطنيَّة، بأنْ تأخذَ عُمان تمَوضُعَهَا المُستَحق بين دول العالم على مُؤشرات أداءِ الخدماتِ اللوجستيَّة، و تركز وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على تمكينِ القطاعِ الخاصِّ وتعزيزِ الاستثمارِ والتعاونِ الدوليِّ، و لذلك سعت الوزارة بإن يكون هذا الحدث بالشراكة بينها و بين القطاع الخاص إيمانا من الوزارة بأهمية التكامل بين القطاعين الحكومي و الخاص و شركائنا اللوجستيين في سبيل تحقيق أهداف الإستراتيجيةُ اللوجستيةُ للسلطنة 2040.
وأضاف أن وزارة النقلِ والاتصالاتِ وتقنيةِ المعلومات، تضع نُصبَ أعينها مُستهدفَ التحوُّل إلى مركزٍ لوجستيٍّ عالميٍّ تتعزَّز معه مكانة سلطنة عُمان على خارطة التجارة العالمية، مُستفيدينَ في ذلك من الموقعِ الإستراتيجيِّ الذي يتوسَّطُ حركةَ التجارةِ العالمية، والنموِّ المتنامِي للقطاعِ اللوجستي في السلطنة.
وأوضح سعادته أنه في سبيلِ ذلك، تم إشهارُ البرنامجِ التنفيذيِّ لمركز عُمان للوجستيات 2023-2025، وإطلاق المرحلتين الأولى والثانية من حلقاتِ وعياداتِ جلبِ الاستثمار في قطاع النقلِ واللوجستيات، لزيادةِ قيمةِ الاستثماراتِ والتنويعِ الاقتصاديِّ بقطاع النقل واللوجستيات؛ مُستهدفًا عِدَّة مجالاتٍ يَضْمَنُ تحقيقُ التكامُلِ بينها تعزيزَ تنافسيةِ سلطنة عُمان لوجستيًّا.
وأشاد سعادته بما تمَّ الإعلانُ عنه خلالَ اليوم من مُبادراتٍ واعدةٍ بالقطاعِ اللوجستيِّ، وإطلاقِ المرحلةِ الثالثةِ من حلقاتِ وعياداتِ جلبِ الاستثمار في قطاع النقلِ واللوجستيات، والتي نَثِق بأنها ستُسهم في تعزيزِ فرصِ الاستثمار، وزيادةِ جاذبيةِ العملِ لدى كوادِرنَا الوطنيَّة، وتحسينِ تصنيفِ السَّلطنة على مؤشرِ الأداءِ اللوجستيِّ العالميِّ، بما يتَّفِقُ ورؤيةِ الوزارة، لتحقيقِ أقصَى استفادةٍ من تكامُل منظومتِنَا اللوجستيَّة الوطنية.. نمو، تكامل، واستدامَة.
تلى ذلك كلمة الشريك الإستراتيجي وقدمها الدكتور عبدالسلام أمبوسعيدي مدير عام الجمعية، يُلقي بعدها المهندس عبدالرحمن بن سالم الحاتمي الرئيس التنفيذي لمجموعة “أسياد” كلمة الشريك اللوجستي.
وانتظمت أعمال المؤتمر هذا العام وِفْقَ محورين رئيسيين؛ الأول: “الربط اللوجستي في ضوء أولويات 2040.. الإطار التشريعي والبُنى الأساسية”؛ حيث قدّم مجموعة من الخبراء والمعنيين والمختصين بالقطاع مجموعة واسعة من أوراق العمل وعروض التجارب، استهلها عزام بن محمد الشيدي من مركز عُمان للوجستيات (وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات) بورقة عمل حول “الربط والتكامل اللوجستي”، بينما قدمت سمية بنت حمد النبهانية مديرة مكتب رؤية عمان 2040 (هيئة الطيران المدني) ورقة العمل الثانية بعنوان “الربط اللوجستي بين الموانئ والمطارات: الشحن البحري – الجوي”، تلتها ورقة عمل من تقديم محمود بن سخي البلوشي الرئيس التنفيذي لشركة المدينة للخدمات اللوجستية، ومن ثمَّ قدّمت شركة تنمية نفط عُمان العرض التقديمي الأول ضمن هذا المحور.
بعد ذلك، قدّم توماس ويجلي شريك تراورز آند هاملنز (فرع عمان) ورقة عمل حول دور الشركة في تعزيز تنافسية القطاع اللوجستي العُماني، أعقبها العرض التقديمي الثاني من تقديم ناصر بن محمد التوبي مدير تطوير أعمال الشحن الجوي (مطارات عمان) بعنوان “دور المطارات في تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز تكامل المنظومة اللوجستية”. وقدم بعدها جمال الوهيبي مشرف قطاع النقل واللوجستيات بالبرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي ورقة عمل، تلاه الدكتور ناصر زبير المحاضر في الخدمات اللوجستية وإدارة سلسلة التوريد بجامعة مسقط، فيما اختتم منصور بن محفوظ القاسمي مدير العقود والمشتريات بشركة آرا للبترول مجموعة شركات الزبير، المحور بورقة عمل حول “تحديات عُمان على التصنيف العالمي للأداء اللوجستي والحلول المقترحة”.
أمَّا المحور الثاني من المؤتمر، فانطلق تحت عنوان “تنافسية عُمان على مؤشر أداء الخدمات اللوجستية”، في صورة جلسة نقاشية، شارك فيها كلٌّ من: المقدِّم محمد بن سيف الراجحي مدير الشؤون الجمركية، وأنفال بنت زاهر العفانية رئيسة قسم الأسواق بمركز عُمان للوجستيات، وممثل عن لجنة النقل والقطاع اللوجستي بغرفة تجارة وصناعة عُمان، وآخر عن تطوير أعمال الشحن الجوي بمطارات عمان، وأدار الجلسة منصور بن محفوظ القاسمي مدير العقود والمشتريات بشركة آرا للبترول – مجموعة شركات الزبير.
ويأتي الاحتفال باليوم اللوجستي الأول 2024، والدورة الثانية من مؤتمر عُمان للموانئ، في توقيتٍ تنموي حافل، يُقدِّم فيه القطاع اللوجستي نفسه كرقم واعدٍ في معادلة الاستثمارات المُستدامة، والمؤهَّلة للعب دور بارز في مُختلف المراحل؛ حيث تشهد سلطنة عُمان اكتمال منظومة البُنى التحتيَّة والفوقيَّة اللازمة للموانئ البرية والبحرية والجوية والأعمال المرتبطة بها سواءً على مستوى مجتمع الميناء من مناطق صناعية وخدمات لوجستية، أو فيما يتعلق بآليات الإدارة والتشغيل، وكذلك الموقع الإستراتيجي لسلطنة عُمان تتطلع لتكون مركزًا لوجستيًّا على خارطة الموانئ العالمية كما تستهدف ذلك أولويات وأهداف رؤية عُمان 2040، والخطط الإستراتيجية المنفِّذة لها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى