مقالات

“بين الأمل والواقع” بقلم : فاضل بن ربيع المزروعي

أثيرت ضجة غير طبيعية بعد خروج مدرب منتخبنا الوطني رشيد جابر في إحدى البرامج المحلية ، وكانت تلك الضجة منقسمة بين تقبل حديث المدرب ورفضه وتحفظ البعض الأخر .

كان الحديث واسعا إستمر إلى ساعة وسبع دقائق ، وكانت المحاور مختلفة.

لكن ربما بعض الأسئلة وعقبتها الأجوبة كانت نقاط مثار تلك الضجة ، ومن أهما التقييم الصفري لواقع رياضتنا خصوصا كرة القدم ، وآمال وفرص منتخبنا في تجاوز التصفيات الآسيوية والصعود إلى كأس العالم.

كان الرد الذي أثار تلك الضجة والذي ورد في حديث المدرب أنه لم يعد بالتأهل لكأس العالم القادمة بسبب واقعنا وظروفنا الحالية التي لا تسعف المنتخب لتجاوز التصفيات حتى وإن وصلت بطاقات التأهل إلى ٢٢ بطاقة كما ورد على لسانه .

كما أورد المدرب في حديثة تساؤلات عن إنجازات المنتخبات على مستوى آسيا وكأس العالم والأولمبياد والمراحل السنية في الخمسين السنة الماضيات والتي كانت إجابتها ،صفر وصفر وصفر ثم صفر!

المدرب رشيد جابر قال الصراحة من آخرها بأن الوضع الحالي لا يخدمنا في المنافسة على مختلف الأصعدة لأننا لم نعمل لذلك من قبل، وأن تلافي ذلك سيكون من خلال مشروع سيبدأ العمل عليه مستقبلا ووضع هدفا واضحا هو نهائيات كأس آسيا 2027 , وبيٌن بأن تقييم العمل من المفترض أن يكون من هناك مع منح مساحة كافية وواسعة للمدرب وجهازه .

فعلا هذا واقعنا ولم نكن جاهزين لتحقيق هذا الهدف الذي لم نعلن عنه صراحة في السابق،والآن وبعد أن ضاقت التصفيات على منتخبنا بما رحبت أصبح المطالبة بالمنافسة على التأهل صعبا، ومع ذلك قال المدرب بأنه يحاول الإستفادة من المرحلة المقبلة وفق منهجيته وفلسفته التدريبة التي لن يتخل عنها ، وأن فرصة الذهاب إلى المرحلة المقبلة في سباق التصفيات لا تزال قائمة وفقا لوضع المنتخب في ترتيب المجموعة وجلوسه على المركز الرابع .

لدينا كجماهير طموح المنافسة وحلم الصعود الذي طال إنتظاره، لكن هل نتمكن من تحقيق ذلك بالقفز على واقعنا المرير ،أم نرتضي به ونتقبل مرارة وحلاوة النتائج المقبلة .

بعض حديث المدرب رشيد جابر أو معظمه أنار النفق المظلم الذي كنا نسير عليه ، وعلينا أن نعمل بقوة نحو نهاية المغارة .

حديث المدرب تناول كما ذكرت في بداية المقال عدة محاور ،جميعها كانت مثيرة إلا أن ما أوردته في المقال كان الأكثر إثارة وحديث الوسط الرياضي خلال الأيام الماضية .

ختاما ..المعادلة بين الأمل والواقع معقدة جدا ، لكن علينا أن لا نفقد الأمل ونستسلم ،بل علينا البحث عن حلول لها ، فلكل مجتهد نصيب .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى