“النظرة المستقبلية للنظرية التطبيقية في التعليم” اعداد الباحثة: سلمى إبراهيم الزهراني
يلعب التعليم التطبيقي دورًا كبيرًا في تحديد قدرات وخبرات الخريجين على مختلف تخصصاتهم وفق مناهج للعمل في الحاضر والمستقبل، وهو العامل الحاسم في تكوين الإنسان القادر على الإسهام في تنمية المجتمع والنهوض به وتطويره، ويجب ألا يقتصر “التعليم التطبيقي” على الفني والمهني فحسب بل وصل إلى أعقد المستويات وأسهلها كالطب والأقسام الأدبية.
لذا يجب اعتماد مناهج تنمي وتطور مهارات الطلبة، والانتقال من النمط التقليدي، الذي يعتمد بشكل موسع على بناء المعارف إلى التعلم التجريبي المطور لبناء مهارات خريجي المستقبل، والمتوافق مع احتياجات سوق العمل، وحاليا المدارس والجامعات على صلة وثيقة بالبيئة حولها، وتعمل على مواكبة للأفكار والاتجاهات المحلية والعالمية، ومتأثرة بها، وبذلك ستكون قادرة على بناء المهارات من أجل المستقبل، من خلال التركيز بشكل أكبر على الأساليب التجريبية متعددة الاختصاصات، والتي من خلالها يمكن تعزيز الوعي والفهم والتجريد، كأساس لعملية التعلم المستمر، بهدف تعزيز المهارات في المستقبل، أو تعلم مهارات جديدة.
في ضوء متطلبات العصر الحالي ودور المقررات الدراسية في تنمية مهارات العمل، يجب على القائمين على إعداد المناهج تحديد المهارات الحالية للمتعلمين وخصائصهم، وتحديد المتطلبات المعرفية والمهارية للعمل المطلوب في المستقبل، ودمج هذه المهارات في المناهج الدراسية بما يتناسب مع خصائص المرحلة والخصائص العمرية للطلاب، مع العمل على تجسيد ذلك في أنشطة ومواقف وخبرات تبرز تطبيق هذه المعارف والمهارات بشكل واضح، مع تصميم أدوات تقويم لقياس المهارات المتنوعة
وفي الصين تم اعتماد أسلوب للتعلم يطلق عليه “نظام التعليم الجديد” وهو تعليم ينظر للمستقبل، ويربط النظرية بالتطبيق، وينظر فيه إلى التعليم على أنه أسلوب للحياة وأسلوب للعمل، وهناك سمات مشتركة بين التعليم الجديد في الصين والتعليم الجديد في العالم، فهدف كل منهما هو إعادة النظر في التعليم الواقعي وإعادة نقده وتشكيله، وأقام كلاهما المدارس التجريبية التي تعتمد في مناهجها على العمل والإنتاج مقارنة بالمدرسة الأكاديمية في التعليم، التعليم الجديد هو تعليم عملي، يدعو إلى البناء والعمل، حيث يرفع هذا التعليم شعار “العمل يحقق النتيجة، المواظبة تصنع معجزة”، متخذا فلسفة العمل وروح الحقول سعيا مهما له. فالتعليم الجديد يتطلب سماع الأصوات خارج النوافذ، وتربية المقدرة الفائقة على التعبير الشفوي، وإنشاء صفوف تدريس مثالية، وبناء مناطق مجتمعية رقمية، ووفقا لـ” رالف تايلر”، فإنه يجب ربط الأهداف التعليمية بالتطبيق، وفي السعي نحو ذلك ويجب طرح الأسئلة التالية:
▪ ما هي الأغراض التعليمية التي يجب أن تسعى المدرسة لتحقيقها؟ (تحديد أهداف التعلم المناسبة.)
▪ كيف يمكن اختيار خبرات التعلم التي من المحتمل أن تكون مفيدة في تحقيق هذه الأهداف؟ (تقديم خبرات تعليمية مفيدة)
▪ كيف يمكن تنظيم خبرات التعلم لتعليم فعال؟ (تنظيم الخبرات لتعظيم تأثيرها).
▪ كيف يمكن تقييم فعالية خبرات التعلم؟ (تقييم العملية ومراجعة المجالات التي لم تكن فعالة).
كما يرى “رالف تايلر” بأن تحديد الأهداف التربوية يتطلب جمع مجموعة من الحقائق، تتمثل في: حقائق تتعلق بالطلبة وتتضمن حقائق تتعلق بحاجاتهم وقدراتهم واستعداداتهم واهتماماتهم ومهاراتهم والخصائص النمائية ومطالبها في كل مرحلة عمرية. حقائق تتعلق بالمجتمع وتتضمن حقائق تتعلق بأنظمة المجتمع والقوى المؤثرة فيه والمسيطرة عليه والمستويات الاقتصادية والاجتماعية وثقافته وما يسوده من عناصر ثقافية مختلفة لها تأثيرات مختلفة وكثيرة على الطلبة، معلومات تتعلق بطبيعة الإعمال السائدة في المجتمع ومطالب هذه الإعمال وخصائصها وملامحها وتحديد الأدوار الحالية التي يمارسها الطلبة في مجتمعهم والأدوار التي يطمحون أن يلعبوها من خلال المهام التي يريدون التأهل للقيام بها، وبهذا نرى أن مبادئه في تصميم المنهج تتفق مع أهداف النظرية التطبيقية.