“المملكة تُلهم العالم” بقلم : د. طلال بن سليمان الحربي
منذ البداية، حدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اتجاه البوصلة لقادة أكبر اقتصاديات العالم في قمة العشرين، التي عقدت في الرياض برئاسة المملكة، وهي: تحقيق التعافي والوصول إلى اقتصاد قوي ومستدام ومتوازن في هذا العالم.
وعلى الرغم من أن جائحة كوفيد-19 حالت بين قادة هذه المجموعة وحضورهم الشخصي، إلا أن هذه القمة كانت ناجحة بكل المقاييس، وقد تجلى ذلك في البيان الختامي لهذه القمة.
لقد شدد الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، على المفاصل الحاسمة التي تواجه هذا العالم، التي أربكت الاقتصاد العالمي وانعكس هذا الإرباك والارتباك على الدول وعلى الإنسان وجودة الحياة.
وعندما خاطب الملك سلمان قادة هذه الدول حول ما يجب عمله، لم يكن يبيع أحلاما في الهواء، بل كان يقول إن المملكة تلهم العالم وكانت القدوة في تقديم المبادرات لإنقاذ الاقتصاد العالمي، ومنها مبادرة الرياض لإصلاح منظمة التجارة العالمية، وتعاونت مع منظمة الصحة العالمية وصندوق النقد الدولي لإبعاد شبح الموت والجوع والركود، خاصة عن الدول الفقيرة التي لا تستطيع مواردها مواجهة هذه الجائحة التي وقفت حتى الدول الكبرى عاجزة أمامها.
لقد كانت المملكة القدوة من خلال الحلول التي قدّمتها على المستوى المحلي للتخفيف من أثر هذه الجائحة وخصصت 200 مليار ريال لدعم الناس.
وكانت المملكة رائدة في تحقيق المحاور الرئيسة للقمة، وهي تمكين الإنسان والحفاظ على كوكب الأرض وتشكيل آفاق جديدة لفرص القرن الحادي والعشرين. وفي الوقت الذي تصر فيه بعض الدول الكبرى على تخريب هذا الكوكب، أظهرت المملكة حرصها على الحفاظ على الكرة الأرضية مكانا نظيفا وصالحا للحياة مثلما أراد لها الله سبحانه وتعالى باستخلاف الإنسان فيها، ولهذا بدأت المملكة تنفيذ مشاريع الطاقة البديلة والبرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون الذي ستطلقه السعودية، بهدف التصدي للتغير المناخي، مع الاستمرار في تنمية الاقتصاد.
كان من إنجازات قمة الرياض الكثيرة تعليق مدفوعات الديون للدول الفقيرة وقد دفعت المملكة بهذا الاتجاه بقوة من خلال اللقاءات الكثيرة، التي أجراها وزير المالية الدكتور محمد الجدعان مع وزراء الاقتصاد والمالية في العالم.
وكان الهم الإنساني والتعامل مع قضايا الموت والحياة حاضرين، حيث دعت قيادة المملكة إلى التوزيع العادل للقاحات حتى لا يحرم منها الفقراء، وقدمت 500 مليون دولار في الجهد العالمي للحد من أخطار هذا الوباء المتلاحقة.
لقد كانت قمة العشرين برئاسة المملكة “فرصتنا لنلهم العالم برؤيتنا” وقد فعلنا، لكن المهم أن لا نتوقف.