الإفراج عن البرغوثي وسعدات على قائمة مطالب «حماس» في محادثات شرم الشيخ

يستعد وفد «حماس» الموجود في مصر حالياً لمحادثات مع إسرائيل تأمل الولايات المتحدة أن تؤدي إلى وقف القتال، وإطلاق سراح الرهائن في غزة، تتضمن خلالها قائمة مطالب الحركة، الإفراج عن ستة من كبار الأسرى بينهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
ومن المقرر أيضاً أن يتوجه مفاوضون إسرائيليون إلى منتجع شرم الشيخ المصري المطل على البحر الأحمر في وقت لاحق من اليوم لإجراء محادثات حول إطلاق سراح الرهائن، كجزء من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.
ومع ذلك، توقع ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن ينضم كبير المفاوضين الإسرائيليين ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى المحادثات في وقت لاحق من هذا الأسبوع، إذ ينتظر تطورات المفاوضات.
الإفراج عن 6 من كبار الأسرى
ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولي فلسطيني قوله أن حركة «حماس» ستطالب خلال المحادثات، بالافراج عن 6 من كبار الأسرى بينهم القياديان الفلسطينيان مروان البرغوثي وأحمد سعدات. وتشمل قائمة مطالب الحركة، انسحاب الدبابات الإسرائيلية من عدد من مناطق القطاع لسرعة البحث عن المحتجزين الأموات، وعودة النازحين للتواصل مع الفصائل لتسليم الأسرى، وتسهيل تحرك سكان غزة، وإدخال المساعدات بشكل كبير.
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأحد لشبكة «إن.بي.سي نيوز»: «سنعرف في القريب العاجل ما إذا كانت حركة حماس جادة أم لا من خلال سير المحادثات الفنية، فيما يتعلق بالأمور اللوجستية».
وأبدى ترامب تفاؤلاً، وقال في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: «تم إبلاغي بأنه من المقرر إتمام المرحلة الأولى من الخطة هذا الأسبوع، وأدعو الجميع إلى التحرك بسرعة».
وتتعلق المرحلة الأولى بإطلاق سراح الرهائن، مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين. ولا يزال هناك 48 رهينة في غزة، 20 منهم على قيد الحياة.
خليل الحية في القاهرة
ووصل وفد «حماس» بقيادة خليل الحية، رئيس المكتب السياسي للحركة، إلى القاهرة الأحد، لينضم لممثلين عن الولايات المتحدة وقطر لعقد محادثات بشأن تطبيق الخطة. والزيارة هي الأولى بالنسبة للحية إلى مصر، منذ نجاته من غارة إسرائيلية في الدوحة الشهر الماضي.
وروج ترامب لخطة من عشرين نقطة تهدف إلى إنهاء القتال في غزة، وتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين، وتحديد مستقبل القطاع. ووافقت إسرائيل و«حماس» على أجزاء من الخطة.
وقالت «حماس» الجمعة إنها قبلت بعض البنود الرئيسية من خطة ترامب، ومنها إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل، والإفراج عن الرهائن.
لكن الحركة تركت بعض القضايا مرهونة بمزيد من المفاوضات، فضلاً عن أمور لم توضح موقفها منها مثل ما إذا كانت مستعدة للتخلي عن سلاحها، وهو أحد مطالب إسرائيل الرئيسية لإنهاء الحرب.
ورحب ترامب برد حماس، وطلب من إسرائيل وقف قصف غزة، لكن الهجمات استمرت.
تجنب نهج تدريجي
قال مسؤول مطّلع على المحادثات في مصر، إن المفاوضات ستركز على التوصل إلى اتفاق شامل، قبل تنفيذ وقف إطلاق النار.
وأضاف المسؤول لرويترز: «هذا يختلف عن الجولات السابقة من المفاوضات التي اتبعت نهجاً تدريجياً، حيث تم الاتفاق على المرحلة الأولى، ثم تطلب الأمر المزيد من المفاوضات للوصول إلى المراحل اللاحقة في وقف إطلاق النار».
وأضاف: «شهدت هذه الجولات اللاحقة من المفاوضات انهيار الأمور سابقاً، وهناك جهد واع بين الوسطاء لتجنب هذا النهج».
الهجمات مستمرة
جددت الخطة آمال وقف الحرب بين الفلسطينيين، لكن الهجمات الإسرائيلية تواصلت دون هوادة الأحد، ودكت طائرات ودبابات مناطق في أنحاء القطاع.
وقالت سلطات الصحة في غزة، إن القوات الإسرائيلية قتلت 19 في غزة الأحد، بينهم أربعة كانوا يسعون للحصول على مساعدات في جنوب القطاع، وخمسة سقطوا في غارة جوية على مدينة غزة.
وقال أحمد أسعد، وهو من النازحين في وسط القطاع، إنه شعر ببعض الأمل حينما انتشرت الأنباء عن خطة ترامب، لكن لم يتغير شيء.
وتابع قائلاً: «للأسف، لا ترجمة لهذا على أرض الواقع. ما فيه أي تغيير في الوضع، بل العكس، لا نعرف ما علينا فعله؟ هل نظل في الشوارع؟ هل نغادر؟».
البعض متفائل في إسرائيل
في مؤشر على التفاؤل في إسرائيل بخطة ترامب، بلغ الشيكل أعلى مستوى في ثلاث سنوات مقابل الدولار، ووصلت الأسهم في تل أبيب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وعبر سكان في تل أبيب عن شعورهم بالتفاؤل. وقالت جيل شيلي:«إنها المرة الأولى منذ شهور التي أشعر فيها بالأمل. بثّ ترامب الكثير من الأمل في نفوسنا، ونثق فيه وفي قيادته».
لكن على الصعيد السياسي داخلياً، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه محاصراً بين الضغوط المتزايدة، لإنهاء الحرب من أُسر الرهائن والإسرائيليين المنهكين من الحرب، وبين مطالب الأعضاء المتشددين في الائتلاف الحكومي الذين يصرون على المضي في الحملة العسكرية.
وقال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش عبر «إكس»، إن وقف الهجمات على غزة «خطأ فادح».
ويتمتع سموتريتش ووزير الأمن الوطني إيتمار بن جفير، بنفوذ كبير في حكومة نتنياهو وهددا بإسقاطها، إذا انتهت حرب غزة.
لكن زعيم المعارضة يائير لابيد من حزب «يش عتيد»، قال إنه سيتم توفير غطاء سياسي لإنجاح مبادرة ترامب، و«لن نسمح لهم بنسف الاتفاق».
وبدأت إسرائيل الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، وقتل حتى الآن أكثر من 67 ألفاً، معظمهم من المدنيين، وإلى دمار واسع النطاق. وتسببت الحملة العسكرية على القطاع في عزلة دولية لإسرائيل.