الألعاب الفردية مورد الضمان
تحرص السلطنة على التواجد في المحافل الرياضية الإقليمية والدولية بهدف مشاركة العالم وتحقيق المباديء والقيم الأولمبية التي تهدف إلى التقارب والتعارف بين شعوب العالم والتنافس الرياضي الشريف .
كما يعتبر وجود الشباب في تلك المحافل كسفراء لبلدهم ينقلون من خلال مشاركاتهم سمة وثقافة الشعب العماني.
المشاركات الدولية للسلطنة إنطقلت من بطولة الألعاب الآسيوية في دلهي بالهند عام ١٩٨٢ بينما أول مشاركة أولمبية كانت في دورة لوس انجليس بأمريكا عام ١٩٨٤ وتلتها مشاركات في دورات الألعاب العربية والألعاب الخليجية والشاطئية، ومع مرور تلك السنوات لم تحقق السلطنة أي ميدالية أولمبية أو عالمية ، بينما حصلت على ميداليات آسيوية ذهبية وفضية وبرونزية في ألعاب القوى خطفها العداءان محمد المالكي الذي حقق ذهبيتين آسيويتين في الصين والهند وبرونزية الآلعاب الآسيوية في جاكرتا عام ١٩٨٦ ، وبركات الحارثي في الألعاب الآسيوية بجوانزو عام ٢٠١٠ ، بينما رصيد السلطنة جيد في الألعاب العربية والخليجية والآسيوية الشاطئية.
مشاركات توالت وسنوات مضت ولازال البحث عن ميدالية أولمبية أو عالمية جار .
فبين عام ١٩٨٢ وعام ٢٠٢٣ تفاوتت المشاركات بين وفود كبيرة نسبيا ومتوسطة وصغيرة، لكن المؤسف أنه مع تقدم السنين وتطور الرياضة ودخول لعبات جديدة نشهد تراجعا في المشاركات وتقليصا في عدد الرياضيين والسبب هو نفس السبب -الجانب المادي- والدليل على ذلك المشاركة الأخيرة في دورة الألعاب العربية بالجزائر حيث شاركت السلطنة ببعثة قوامها ٧٢ فردا تقريبا يمثلون ألعاب كرة القدم وألعاب القوى ورفع الأثقال والشراع والقوى البارلمبية.
ونجح رياضيونا في حصد ١٤ ميدالية ملونة جمعت من خلال ألعاب القوى والشراع ورفع الأثقال بعد خروج منتخب كرة القدم من الباب الواسع ، الأمر الذي يقودنا إلى الحديث بأن الألعاب الفردية تعد مورد الضمآن للميداليات، وهي الطريق الأسرع لتحقيق الألقاب وحصد الميداليات والأقل كلفة عنها في الألعاب الجماعية فمصروف (٣٥) فردا في فريق كرة القدم من لاعبين وجهاز إداري وفني من الأفضل توفيرها لرياضيين في ألعاب فردية مثل الرماية والسباحة والألعاب القتالية فهي رياضات كما ذكرنا أقل كلفة وأوفر فرصة لمضاعفة غلة الميداليات، والكل يعلم بأن الفوز بمركز من المراكز الثلاثة في لعبة جماعية تحسب كميدالية واحدة .
من خلال مشاركاتنا السابقة أثبتت الألعاب الفردية تفوقها فكانت هي من تحفظ لنا ماء الوجه في تلك المشاركات ، بينما لم تسجل أي ميدالية في الألعاب الجماعية سوى في الألعاب الشاطئية آسيويا وخليجيا من خلال القدم واليد والطائرة الشاطئية .
لذلك التركيز على الألعاب الفردية مطلب إذا ما أردنا أن نحصد ميداليات عالمية وأولمبية.
أمثلة كثيرة لدول مغمورة نجحت من خلال رياضي واحد أن تسجل إسمها في السجل الذهبي للألعاب الأولمبية أو بطولة العالم .
قد يقول البعض أن السلطنة حققت ميداليات وألقاب في بطولة العالم وآسيا لبناء الأجسام ، وللرد عليهم تعتبر اللعبة خارج قائمة الألعاب الأولمبية ولا نية لإدراجها ضمن الألعاب الممارسة أولمبيا رغم أن لعبة بناء الأجسام عريقة ، لأن شروط التنافس الأولمبي لا تنطبق عليها.
نعود للألعاب الفردية خصوصا وأننا على مشارف أولمبياد باريس العام المقبل ٢٠٢٤ ، فبعد طوكيو ٢٠٢٠ لم نر ولم نسمع ولم نشاهد أي برامج خاصة لإعداد الرياضيين للمشاركة والظهور الإيجابي على أقل تقدير لأن الفوز بميداليات صعب ومحال .
فاللجنة الأولمبية المعنية والمشرفة على المشاركات في دورات الألعاب خليجيا وعربيا وقاريا وعالميا وأولمبيا لم تكشف في الفترة الماضية أي برنامج خاص بالمشاركة في أولمبياد باريس ٢٠٢٤ رغم أن البطولة تبقى عليها عام تقريبا وهي فترة زمنية قصيرة في عالم وعلم الرياضة ، وما نخشاه أن نشارك بصورة شرفية وتسجيل حضور من خلال البطاقات البيضاء التي تمنح كدعوة للجان التي لم يتأهل رياضييوها مباشرة للبطولة ، وبالتالي ستكون المستويات بعيدة عن المنافسة والخروج من التصفيات والجولات الأولى متوقع ، لتطوى صفحة باريس كما طويت صفحات طوكيو وريو ولندن وبكين دون أن نخطط لمستقبل قد يأتي بإسم يساهم في رفع علم السلطنة في أكبر المحافل الرياضية العالمية .
هنالك إنجازات رياضية دولية حققها بعض شبابنا كما هو الحال عند السائق العالمي أحمد الحارثي في رياضة السيارات وعمر الغيلاني في رياضة الغطس وقبلهم حاجي شعبان في رياضة كمال الأجسام ، لكن كما أسلفنا الذكر أن هذه الرياضات لا تندرج ضمن قائمة الألعاب الأولمبية.
وما يؤسف أن مشروع إعداد بطل أولمبي دائما ما يطرح لكنه لا ينفذ ويبقى حبيس الأدراج وتظل أحلامنا حبيسة معه .