كثيرًا ما نسمع عن مُصطلح الغذاء الصحي والذي يُوصِي به كثيرٌ من الأطباء والمتخصصين لكي يُحافظ الإنسان به على صحته ويحقق له التوازن الغذائي، ويُعَرّفْ الغذاء الصحي بأنه النظام الغذائي المتوازن الذي يحتوي على جميع المتطلبات الغذائية اليومية التي يحتاجها الجسم ويضمن له سلامة الجسد والوقاية بفضل الله من الأمراض الناتجة عن الغذاء غير الصحي أو غير المنظم أو غير الآمن.
الفرق بين الغذاء غير الآمن والغذاء غير الصحي :-
الغذاء غير الآمن هو الذي يحتوي على مصادر الخطر الميكروبي ووجود الفيروسات والبكتيريا المُمْرضة فيه، أو مصادر الخطر الكيميائي كوجود بقايا مبيدات أو ملوثات كيميائية أو الخطر الفيزيائي كوجود مواد غريبة مثل بقايا البلاستيك أو حتى وجود حشرات في الغذاء.
أما الغذاء غير الصحي فهو الذي تكون قيمته الغذائية منخفضة مثل احتوائه على كميات عالية من السكر أو الملح أو الدهون، لذلك وعلى سبيل المثال تُعَدّ مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية والمُحَلاّة بالسكر، أغذية غير صحية ولكنها تعتبر آمنة لعدم احتوائها على مصادر الخطر الميكروبي أو الفيزيائي أو الكيميائي، والضرر الذي ينتج من الغذاء غير الصحي هو بسبب زيادة الاستهلاك.
ويتميز الغذاء الصحي باحتوائه على عناصر غذائية متعددة ومتنوعة مثل البروتينات والنشويات والسكريات والحبوب والدهون والفواكه والخضروات وِفْق نسب مُعيّنة تناسب جسم الإنسان دون إفراط أو تخمة، لذلك سُمّيَ بالتوازن الغذائي.
ويعتمد الغذاء الصحي على تنظيم وجبات الطعام خلال النهار وتحديد كمية الطعام المناسبة لكل وجبة، وللتحديد مثلا كوجبة الإفطار الأساسية والتي يجب أن تتضمن نصف كمية الطعام اليومي للإنسان عند الاستيقاظ ودون تأخير لأنها تَمُدّ الجسم بالطاقة اللازمة والحيوية خلال النهار، أما النصف الآخر من الطعام اليومي يتم توزيعه على وجبتي الغداء والعشاء ودون تأخير أيضا، خاصة لوقت متأخر من الليل لعدم الشعور بالقلق وعدم القدرة على النوم بشكل مريح وما يسببه التأخير من أضرار جسدية وصحية مثل السمنة وتصلب الشرايين، لذلك يفضل أن تكون وجبة العشاء خفيفة وتحتوي على الخضروات أو الفواكه والقليل من الدهون والنشويات والسكريات.
أهمية الغذاء الصحي للإنسان :- تكمن أهمية الغذاء الصحي في النقاط التالية:
- تقوية الجسم وإمداده بالطاقة والحيوية والنشاط للقيام بالأعمال اليومية دون تعب أو إرهاق.
- المحافظة على الوزن المثالي للجسم والوقاية من السُمنة وأمراضها والمحافظة على شكل ونظارة الجسم عامة.
- إمداد الدماغ بالغذاء الكافي من أجل التركيز والاستيعاب بشكل جيد وخاصة للطلاب في جميع المراحل.
- زيادة مناعة الجسم لمواجهة الأمراض وإنتاج الأجسام المُضادة في الدم لمقاومة الجراثيم والميكروبات.
- تقوية الجهاز الهضمي ووظيفته في الهضم السريع عن طريق الألياف الموجودة في الغذاء الصحي.
- بناء العضلات والخلايا بشكل جيد عن طريق الغذاء الصحي المتوازن والمُشَبّع بالبروتينات المطلوبة للجسم.
- يزود الغذاء الصحي المرأة الحامل بالعناصر المهمة لها وللجنين للحماية من تشوهات الأَجِنِّة خاصة حِمْض الفُوليك.
- يحمي الغذاء الصحي بفضل الله الأطفال من أمراض العظام كالهشاشة وتَقَوّسْ القدمين والكُسَاح ويزيد من نموهم.
- يساعد الغذاء الصحي الإنسان على الحركة والنشاط والعمل والإنجاز بعكس ما يحصل للأشخاص البُدَنَاء من صعوبة.
كيف نحافظ على نظام غذائي صحي ومتوازن؟ :- والإجابة على هذا السؤال تتلخص في النقاط التالية: - الحصول على معلومات الغذاء الصحي المرغوب من مصادر موثوقة ومعتمدة مثل الأطباء والمختصين.
- معرفة المجموعات الغذائية وهي منتجات الألبان والحبوب والدهون والزيوت واللحوم التي تسمى بالبروتين والسكريات والفواكه والخضار والمياه، وهي مجموعات غذائية أساسية للجسم تكون بِنسب متفاوتة لا متساوية.
- تقسيم المجموعات الغذائية حسب الأولوية والأهمية على فترات النهار مثل الحبوب التي تحتل المرتبة الأعلى في الوجبات للنهار ثم تليها الخضار والفواكه ثم بنسبة أقل منتجات الألبان واللحوم، وتأتي في المرحلة الأخيرة مجموعة الدهون والسكريات.
- أهم مجموعة غذائية هي الماء والذي لابد من شربه بكميات تناسب الجسم والوزن وعلى فترات متقاربة.
- الاعتدال في تناول ملح الطعام وحبذا أن يكون طبيعياً ويتم تقليله في وجبات الطعام خاصة المنزلي.
- الحرص على جدول القيم الغذائية للأطعمة الجاهزة ومُلاءمتها للصحة والجسم ونظامه الصحي لأن كثيراً منها تكون مُشَبّعَة بالدهون أو بنسب عالية من الأملاح التي قد تُسبب أضرارا للجسم والتوازن الغذائي.
- ليس شرطا للحفاظ على نظام غذائي الحرمان من بعض الأغذية التي تشمل السكريات والدهون والبروتينات، ولكن يُفَضّل التخفيف منها في الوجبات كي يتعود الجسم على النظام الغذائي ويحدث فرق في الحركة والنشاط.
وأختم بأن حاجة الإنسان إلى الغذاء الصحي ليست خياراً بل هي مكون أساسي لبناء الجسد بطريقة صحيحة والمحافظة على الصحة والحياة، لذلك كان البحث عن مصادر الغذاء منذ قديم الأزل بشتى الطرق سواءً الحيوانية أو النباتية من الطبيعة التي تضم جميع العناصر الغذائية الهامة للإنسان مثل الفيتامينات ومضادات الأكسدة والأملاح المعدنية والألياف الغذائية والبروتينات وأهمها الماء، هذا بالإضافة إلى البعد عن الغذاء الذي يسبب ضرراً للإنسان والذي حرمه المولى عَزّ وَجلّ مثل لحم الخنزير والميتة وشرب الدم (حيث كان العرب قبل الإسلام يشربون الدم) وما أهل به لغير الله (أي المذبوح لغير الله كالأصنام والجن والكواكب) كما قال الله تعالى في كتابه الكريم “إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ” (البقرة-173).
ماشاء الله موسوعة في مقال. بارك الله فيك أستاذ خالد