أدبيات

“حياة واحدة لا تكفيني” بقلم : بشرى هلال الغيلانية

القراءة والكتابة والمغامرة والسفر وغيرها الكثير الكثير من المتع التي يجب أن يجربها المرء ولا يتركها للتأجيل هي متعٌ أحلها الله لنا فلماذا نحرم أنفسنا منها بحجة أنه لا يوجد وقت !

أنا أؤمن أن الشخص يجب أن يجرب كل ما يريد ويغامر حيثما يريد لكي يكتسب الدين والدنيا .. فيتطور. كلما خرج الشخص من محيطه الضيق انتقل إلى أفق أكبر وبالتالي تغيرت نظرته للحياة والأشخاص بثقل تجاربه فتجد الشخص المتطور هو الشخص الذي يجرب ويخالط أناساً كُثر بمختلف معتقداتهم وأفكارهم وأصولهم العرقية والدينية..

يقول عبدالوهاب المسيري:” كنت أخبر الطلبة بأن ما أقوله اليوم قد يختلف عما قلته بالأمس، فأنا أتغير وعقلي يوّلد من الأفكار ما قد يكون متنوعًا بسبب تنوع تجاربي.” وهذا تأكيد واضحٌ على ما تم ذكره سالفًا بأن التنوع والتغيير مطلب لكل البشر لنتجدد ونصبح أشخاصًا أفضل عما كنا عليه سابقًا.

مخالطة الآخرين وممارسة ما تحب يجعلك تتطور وتتغير وهذا أصل البشر وما جُبلنا عليه .. فإن لم تتغير شخصيتك على الأقل كل خمس سنوات فأنت لا تتطور كإنسان ميزه الله بالعقل لأن البشر يجب أن تتغير قناعاتهم وأفكارهم فلذلك تجد أن العقل المتطور والعارف أن الأصل في البشر هو التطور لا يحاسب الآخرين على ما قالوه قبل سنوات بل يشجعهم على هذا التطور المُحبّب.

عموماً الشخصية المتجددة شخصية متميزة وفارقة تستطيع التعامل مع جميع الشخصيات ومختلف الأفكار برويّة وحنكة دون تحيز أو هجوم!
فالجميع يجذبهم الشخص الغير المتمسك بآرائه وكأنها ثوابت سماوية ، الشخص القادر على تقبل الرأي الآخر وإن كان ليس من مؤيديه ولكنه يبحث ويستقصي عنه ليحدد وجهة نظر سليمة اتجاه الفكرة وليس رفضها لمجرد أنها جديدة عليه أو خارج أُطر أفكاره ! التمهل في قبول الفكرة أو رفضها هي ما يميز الشخص المتجدد لأنه لا يعطي أحكامًا مسبقة على ما لا يعلم لمجرد أنه لا يعلمه.

عنونت مقالي بعبارة شهيرة للعقاد ولكنني اقتصصتها بما يتناسب مع ما أردت التحدث عنه هنا .. فمن يريد التطور يجب أن يبحث ويجرب ويفشل إلى أن يصل فحياة واحدة بالفعل ليست كافية لذلك يجب أن نستغلها أيما استغلال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى