بتنظيم من السفارة التونسية انطلاق فعاليات الأيام الثقافية التونسية في بيت الزبير بمسقط
كتب : إسحاق الحارثي
انطلقت فعاليات الأيام الثقافية التونسية التي تنظمها السفارة التونسية في مسقط وتقام تلك الفعاليات في بيت الزبير بمسقط خلال الفترة من ٨ إلى ١٠ ديسمبر ٢٠٢٤م، رعى حفل الافتتاح معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة بحضور سعادة عز الدين التيس سفير الجمهورية التونسية المعتمد لدى سلطنة عُمان بحضور معالي محمد بن الزبير مستشار جلالة السلطان السابق لشؤون التخطيط الاقتصادي وعدد من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى سلطنة عمان وجانب من المدعوين من الجالية التونسية المقيمين في سلطنة عُمان إلى جانب حضور كبير من المدعوين المهتمين بالجانب الثقافي.
بعد عزف السلام السلطاني العماني والنشيد الوطني التونسي تقدمت المذيعة العمانية المتألقة مشاعل بنت سعيد القاسمية وهي تعكس وتؤكد مدى الارتباط الثقافي بين سلطنة عُمان والجمهورية التونسية بزيها التونسي التقليدي لتقديم فقرات الحفل مستعرضة في مستهل تقديمها للحفل عن عمق العلاقات الثنائية الوطيدة والقرب الثقافي والأدبي بين سلطنة عُمان والجمهورية التونسية من حيث تلاقي ثقافتين وحضارتين الأولى تأسست على ضفاف البحار الدافئة في جنوب شبه الجزيرة العربية، والثانية ترسخت أقدامها على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، في أعالي شمال أفريقيا، فالتقت مسقط مع تونس، وظفار مع القيروان، وصور مع سوسة، وصحار مع رادس، وعانقت مآذن جامع السلطان قابوس الأكبر، مآذن جامع الزيتونة بما يعكس عمق العلاقات الثقافية الممتدة والقائمة منذ عقود والتي برهنت على التقارب الثقافي والفكري والمعرفي، بين الشعبين العُماني والتونسي، لتنشأ بينهما أواصر متينة من المودة والتعارف، وتتجلى قوتها في أعداد الطلبة العُمانيين الذين يزورون تونس الخضراء لطلب العلم ونيل أعلى الشهادات، بينما يتوافد التونسيون على عُمان للإسهام في مسيرة التنمية وترك بصمة خالصة تؤكد عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين مستعرضة المنجز الثقافي البارز من خلال إدراج جزيرة جربة التونسية على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”.
يلي ذلك قدم فهد بن محمود الحسني كلمة مؤسسة بيت الزبير قدم فيها الشكر والتقدير للسفارة التونسية على اختيارهم بأن يكون بيت الزبير حاضنا لهذه الفعاليات ومؤكدا أن مؤسسة بيت الزبير تسعى دائما أن تسمو في إثراء الجانب الثقافي والأدبي والمعرفي والفني من خلال استضافة العديد من الفعاليات وتفتخر أن تكون قبلة للباحثين عن العلوم والمعرفة كما تتشرف برعاية شتى صنوف الفعاليات مؤكدا أن مؤسسة بيت الزبير تبذل الجهود الكبيرة من أجل أن تتلاقى جميع الثقافات والإبداعات لكل ما يخدم الفكر الإنساني.
يليها قدم سعادة عز الدين التيس سفير الجمهورية التونسية المعتمد لدى سلطنة عُمان كلمة ترحيبية بالحضور تقدم من خلالها بالشكر الجزيل والتقدير لجميع من ساهم في إقامة فعاليات الأيام الثقافية التونسية في بيت الزبير بمسقط كما تطرق إلى عمق العلاقات العُمانية التونسية التي تعكس التقدير الكبير لمسيرة الثقافة والحضارة بين البلدين.
ثم تم عرض فلم وثائقي تسجيلي عن جزيرة جربة التونسية هذا المنجز الثقافي البارز الذي يحتفل بالذكرى الأولى لإدراجه على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، وتعد جزيرة جربة المعروفة بـجزيرة الأحلام هي الوجهة السياحية الأولى في تونس بفضل ما تتميز به من طبيعة خلابة وطقس معتدل مع إطلالتها الآسرة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتزخر بالعديد من المواقع الأثرية، من قلاع وأبراج تاريخية.
ثم قدمت عازفة آلة الكمان العمانية طاهرة جمال معزوفات موسيقية متنوعة من التراث الغنائي الطربي التونسي والعماني يليها قدمت العازفة التونسية رانيا العيادي على آلة القانون منوعات غنائية من التراث الغنائي الطربي التونسي لاقى استحسان جميع الحضور.
يلي ذلك افتتح معالي راعي الحفل معرض الصور الفني المصاحب للفعاليات والذي يبرز لوحات الخصائص التي ساهمت في تسجيل جزيرة جربا التونسية على لائحة التراث العالمي.
وفي هذا الإطار قال سعادة عز الدين التيس سفير الجمهورية التونسية المعتمد لدى سلطنة عُمان عن فعاليات الأيام الثقافية التونسية المقامة في بيت الزبير بمسقط :
بداية يسعدني ويشرفني أن أتقدم بالشكر الجزيل لحكومة سلطنة عُمان لما لاقيناه من دعم كبير من جميع الجهات وأخص بالشكر وزارة الخارجية العمانية ووزارة التراث والسياحة وبيت الزبير من خلال إقامة فعاليات الأيام الثقافية التونسية في سلطنة عُمان وحقيقة حينما فكرنا في إقامة هذا الحدث كان تفكيرنا في إقامته في بيت الزبير بمسقط حيث بيت الزبير المكان الحاضن للثقافة والفنون والأدب جزء أساسي من هذه العلاقات الثقافية المشتركة بين سلطنة عُمان والجمهورية التونسية لما يحمله هذا الصرح الثقافي من أدب ولغة وتاريخ يعكس حضارة سلطنة عُمان، وأشار سعادته إلى أن هذه الفعاليات تحمل مجموعة من البرامج والأفكار وقد كانت بداية الانطلاقة من جزيرة جربة لما تتمتع به من مكانة سياحية بتونس وبحكم إدراجها في التراث العالمي وتعد هذه السنة الأولى بعد إدراجها في لائحة التراث العالمي السياحي إذ تعد أكبر جزيرة في شمال أفريقيا لما تحمله من تنوع ثقافي حضاري معماري وقد ارتأينا أن بيت الزبير مع بيوت جربة التي تحمل خصائص كثيرة حاضرة ومتناسقة وقريبة جداً، ولله الحمد وفقنا في هذا المجال كما لا ننسى أن نشير إلى بقية الفعاليات التي تحمل الكثير من الثقافة والمعروضات التي تعد جزءا من الثقافة التونسية ونحن سعداء بأن تقام الأيام الثقافية التونسية على أرض عمان العريقة.