رسميا.. اليمن يطلق خدمة ستارلينك للإنترنت الفضائي كأول دولة بالشرق الأوسط
قال مسؤولون حكوميون إن السلطات في مدينة عدن بجنوب اليمن بدأت رسمياً تشغيل خدمة “ستارلينك” لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية ليصبح اليمن أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بهذه الخدمة.
وتقول الحكومة: “إن الخطوة تهدف إلى تعزيز جودة الاتصال وتوسيع نطاق التغطية الرقمية وعزل خدمة الانترنت عن رقابة جماعة الحوثي التي تتحكم بها منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014”.
كما تهدف، بحسب الحكومة، إلى تأمين الاتصالات العسكرية على غرار التجربة الأوكرانية، فضلا عن فتح نوافذ إلكترونية للتعليم عن بعد وتمكين الطلاب في مناطق الحوثيين من الالتحاق بالدراسة النظامية.
من جهتها نددت وزارة الاتصالات الحوثية بإدخال خدمات ستارلينك لليمن وقالت إنه “يضر بالأمن القومي”. ونقلت وكالة الأنباء التي يديرها الحوثيون بصنعاء عن مصدر بالوزارة قوله إن “تقديم خدمات الإنترنت من قبل شركة أجنبية في أي منطقة في كافة أنحاء الجمهورية، يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي اليمني ويقوض القدرة على حماية خصوصية المواطنين وبياناتهم”.
وأعلنت شركة ستارلينك، وهي أكبر مزود لخدمة الإنترنت الفضائي في العالم، في وقت سابق من اليوم الأربعاء تفعيل خدماتها في اليمن، وأشار مالكها إيلون ماسك إلى أن الخدمة أصبحت متاحة رسميا عبر حسابه على منصة “إكس”.
وهنأت السفارة الأمريكية اليمن على هذه الخطوة ووصفتها بأنها “إنجاز”. وقالت في تغريدة على منصة “إكس” مساء الأربعاء “تهانينا لليمن لكونه أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الوصول الكامل إلى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من ستارلينك”، مضيفة “يوضح هذا الإنجاز كيف يمكن للتكنولوجيا أن تفتح فرصا جديدة وتدفع عجلة التقدم”.
وقال وائل طرموم المدير التنفيذي للمؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية الحكومية في عدن، إنه تم إدخال خدمة ستارلينك (الانترنت الفضائي) رسميا اليوم الأربعاء في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، في جنوب وشرق وشمال شرق البلاد.
وأضاف لرويترز “هذه الخطوة تأتي بعد قيام مؤسسة الاتصالات وشركة ستارلينك باستكمال كافة الإجراءات القانونية… والتوقيع على اتفاقية ترخيص الخدمة في مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، لتصبح مؤسسة الاتصالات وكيلا معتمدا لشركة ستارلينك بالأراضي اليمنية”.
ويهدف مشروع “ستارلينك” من شركة “سبيس إكس” المملوكة لماسك، إلى توفير خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للمناطق النائية أو التي تعاني من ضعف البنية التحتية التقليدية للاتصالات، مما يجعل اليمن من أبرز المستفيدين في ظل الأوضاع الحالية.
وقال مسؤول رفيع في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات اليمنية بعدن لرويترز، أن الخدمة ستقدم بأسعار مخفضة بنسبة 50%.
ويشتكي مستخدمو الإنترنت في اليمن من سوء مستوى خدمات الإنترنت التي تقدمها شركات الاتصالات الحكومية والخاصة للهاتف المحمول، سواء في مدينة عدن، المقر الحالي للحكومة، أو العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وتأثر قطاع الاتصالات في اليمن بالحرب الدائرة في البلاد منذ عشر سنوات. وتفقد الحكومة اليمنية المعترف بها السيطرة على مرافق الدولة في الكثير من المحافظات.