كيف تتعامل مع ضغوطات الحياة؟ بقلم : خالد عمر حشوان
تحدثنا في مقالات سابقة عن ضغوطات العمل وتأثيرها وكيفية التعامل معها، ولكننا اليوم سوف نُركز على ضغوطات الحياة بشكل عام والتي تخلق حالة من التوتر الانفعالي مما يؤثر على وظائف الجسم والعقل، وتُعدُّ ضغوطات الحياة بأنها المحرك الرئيسي لحياة الإنسان والتي تُحدِّد مدى قدرته على التفاعل مع المتغيرات في الحياة وتؤثر على حياته الشخصية ومنها ضغوطات الدراسة والتعليم للطلبة وضغوطات العمل والالتزامات المالية والأسرية للموظفين والضغوطات الاجتماعية وموروثاتها وتقاليدها والضغوطات الجسدية الناتجة عن الإجهاد البدني سواء كان عضلي أو عقلي وهي تعتبر “ضغوطات عادية” أما ” الضغوطات غير العادية” فهي تتمثل في الكوارث والأزمات والتأثيرات سواء كانت قصيرة أو متوسطة أو طويلة المدى، والفارق فيها هو استجابة الإنسان لهذه الضغوط التي تختلف من شخص لآخر حسب السِنْ ونوع الجنس والحالة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية حيث تعتبر جميعها عوامل مؤثرة في الاستجابة للضغوط والتعامل والتكيف معها.
في رأيي الشخصي كي نتخلص من هذه الضغوطات لابد من إتباع أهم النصائح التالية والعمل بها للتخفيف أو القضاء على هذه الضغوطات وهي:
* الإيمان بالله والتوكل عليه: الذي يتمثل في قول الله تعالى {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (التوبة-51) لأن جميع ما يصيبنا من هموم وضغوط ومشاكل هي ما كتبه الله لنا ولابد من الرضا بالقضاء والقدر والتفكير فيه بإيجابية.
* النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا: هي من العادات الصحية التي تقوي المناعة وترفع من معدل الراحة النفسية والنشاط بسبب الإفراز السليم للهرمونات مما يعزز وظائف الدماغ وحسن التفكير وصحة القلب وتعديل المزاج ومقاومة الاكتئاب.
* الغذاء الصحي المتوازن: وهو الذي يحتوي على الكربوهيدرات والفيتامينات والألياف المتوفرة في الفواكه والخضروات الطازجة والبروتينات المتوفرة في اللحوم والدواجن والبيض، والتقليل من الدهون والسكريات مما يؤثر إيجابا على الصحة ويساعد في التعامل مع هذه الضغوطات.
* البعد عن العادات غير الصحية: التي قد يتبعها البعض للهروب من الضغوط كالأفراط في شرب الكافين أو الكحوليات أو التدخين أو الإفراط في الطعام أو تعاطي العقاقير غير المشروعة وجميعها تزيد من حِدَّة التوتر.
* التواصل مع المقربين: عند التعرض للضغوط لابد من البعد عن الانعزال والتواصل مع المقربين من العائلة والأصدقاء لتقوية الروابط الاجتماعية وتخفيف الضغط والتوتر وتلقي الدعم والمساعدة والنصائح منهم عند الحاجة أو الخروج معهم للترفيه وتغيير المزاج والاستراحة وقضاء وقت ممتع.
* ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد على تقوية العضلات وتعزيز قدرات التحمل وإيصال الأوكسجين والعناصر الغذائية لأنسجة الجسم وتحسين أداء أجهزة الجسم كافة لوظائفها المختلفة بكفاءة أكثر وطاقة أكبر وتخفيف الضغط والقلق.
* حسن إدارة الوقت: هي فن واستثمار يساهم في رفع معنويات الإنسان والتقليل من الضغوطات وتوزيع الأعباء والتحفيز للاستيعاب والإنتاج والابداع ويخلق أثراً إيجابياً للشعور بالفخر والاعتزاز بالإنجازات المحققة والرغبة في إنجاز المزيد مع تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والدراسية أو العملية.
* الهدوء في التعامل مع الضغوطات: البعد عن التوتر والعصبية الناتجة عن الضغوطات يساهم في التخفيف منها وينعكس على تعامل الآخرين واحترامهم ويساعد في التقليل من الأخطاء والقضاء عليها وحل المشكلات بالطرق المثالية والسريعة.
* ممارسة الهوايات المحببة: يساهم ذلك في الاسترخاء والشعور بالسعادة والتوازن وتجديد النشاط وكسر الروتين اليومي وزيادة الطاقة الذهنية والجسدية بحماس ورغبة، وقد أكد بعض المختصين أن أحد أركان الصحة النفسية هي ممارسة الإنسان لما يحب من هوايات.
* تجنب الضغوطات غير الضرورية: كالأخبار السيئة والمزعجة والتعليقات السلبية والأشخاص السلبيين وغير المرغوب فيهم والأماكن المزدحمة، وللرياضيين تجنب مشاهدة المباريات الحاسمة أو حضورها أو الدخول في جدال خاسر مع بعض الجهلة والمتعصبين.
* استشارة الأطباء والمختصين: وقد تعمدت وضع هذه النصيحة في آخر النقاط وذلك للأشخاص الذين لا يستطيعون التعامل مع الضغوطات أو التأثر السلبي بها، حيث يمكنهم زيارة المختصين لتحديد أساليب وطرق حديثة للتعامل مع أعراض ضغوطات الحياة وعدم تفاقمها.
وأختم بأن كل إنسان في هذه الحياة مُعرّض لضغوط مختلفة حسب عمره وظروفه ومعيشته ومستوى تعليمه كما قال الله تعالى في كتابه {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ فِي كَبَد} (البلد-4) والتي قال فيها الحسن “لم يخلق الله خلقاً يكابد ما يُكابد ابن آدم” ولكن الأهم من ذلك هو معرفة كيفية إدارة هذه الضغوط بشكل فعَّال والتعامل معها بطريقة مثالية للحَدّ منها والحفاظ على الاستقرار النفسي والأسري.