“مهنية العمل وسلوكيات الموظفين” بقلم : طارق مبروك السعيد
منظومة العمل ومهنيته حريصة على بث روح الفريق الواحد داخل العمل وتحثنا على الالتزام بقدسية أماكن العمل وعدم العبث بأي محتوياته .. والمهنة هي وظيفة مبنية على أساس من العلم والخبرة اختيرت اختياراً مناسباً حسب مجال العمل الخاص بها وهي تتطلب مهارات وتخصصات معينة ويحكمها قوانين وآداب منصوصة في مكاتب العمل ..
ولاشك أن جميع الأعمال لها قواعد وأساسيات على ضوئها يتم قبول الموظف بعد إخضاعه لأمورعديدة منها الاطلاع على سيرته الذاتية وإجتياز الاختبارات التحريرية والمقابلة الشخصية ،ومن ثم إخضاع الموظف أو الموظفة للكشف الطبي ومنها تعمل إجراءات عديدة ومن ضمنها الكشف الشامل للبدن ومعرفة إختبارات القوى العقلية للموظف الجديد.
ويجب على الموظفين الجدد وقبل مباشرتهم للعمل توقيع وثيقة يتعهدوا من خلالها بالالتزام بإحترام منظومة وشروط العمل وآلية العقد المبرمة، ويتم الاحتفاظ بنسخة من هذا التعهد في ملفهم الوظيفي . وأي مخالفة لأحكام هذه السياسة تستوجب اتخاذ الإجراءات التأديبية وفقاً لسياسات الموارد البشرية الخاصة بالعمل.
والواجب على الموظف الاخلاص في العمل والتقيد بالتعليمات وقراءة لائحة العمل جيدا، ومعرفة أدبيات السلوك داخل العمل وبها تكون “ميزة امتلاك أسلوب فكري معين مكتسب وله قواعد أخلاقية وسلوكية تحكم وتنظم العمل بين أفراد المهنيين وزملائهم، إضافة الى ذلك تنفيذ تعليمات وتوجيهات الرؤساء، والتصرف بأدب وكياسة، واحترام جميع الأنماط السلوكية التي ينتهجها الموظف في تعاملاته سواء مع الزملاء أو العملاء.
ويوجد مجموعة من المعايير الرسمية مأخوذة من الأخلاق التنظيمية لقواعد السلوك التي يستخدمها الموظفين لتوجيه سلوكهم في العمل، وتستند هذه المعايير جزئيا على القيم الأساسية مثل التميز والسلامة والنزاهة والمواطنة والمسؤولية، وهذه المعايير تختلف من شركة لأُخرى حسب القيم المعمول بها .
لكنها أيضا يمكن استخلاصها مباشرة من تصرفات الآخرين. والتي تخضع في أساسها لمحددات السلوك الإنساني الذي يواجهه ويسيطر عليه تركيب خاص يسمى”الاتجاه النفسي “بالإضافة إلى أن القيم والاهتمامات تؤثر بشكل واضح وفعال على السلوك المشين في العمل.
وبمعنى آخر فهي ذلك التنظيم الخاص للخبرة الناتجة عن مواقف الاختيار والمفاضلة والذي يدفع إلى أن يتصرف بصورة محددة في مواقف حياته اليومية.
وللأسف إبتلينا في بعض الأعمال ببعض الموظفين مثيري البلبلة بين الموظفين، ولاسيما بعد تمكنهم من العمل تجد أن هناك إختلافات في سلوكهم ضاربين أنظمة ولوائح العمل جانبا !! وبعضهم صعبي المراس لا تعرف جدهم من هزلهم .. تجدهم يحضرون للعمل للنزهة وليس لأداء أمانة العمل ، ظنا منهم أن الوظائف ستكون حكراً عليهم !!
ولذلك تحتاج لعمل جدي من المدراء يتم من خلالها معالجة بعض سفاسف الأمور والقضاء بشكل منتظم على بعض السلوكيات الغير مرغوبة، والتي تنشأ في العمل من بعض الموظفين السلبيين، والذين يضربون بكل التعليمات عرض الحائط ، واذا وُجد سوء سلوك من المستهترين بأنظمة ولوائح العمل يجب أن يخضعوا للمسائلة ومن ثم العقوبات المستحقة .
وكما للموظف حقوق يجب أن يرضخ أيضا لجميع أنظمة العمل بالانضباط وعدم المهاترات أثناء العمل ، وإحترام كل من يعمل في منظومة ومهنية العمل .. بالإضافة إلى ذلك، يتم تحديد مجالات الأخلاق إجراءات وقائية. سيكون من السذاجة القول بأن التركيز على الأخلاق وتحسين بيئته وغض النظر عن إنتاجية الموظف .
يا حبذا لو تقوم الشركات بالكشف الطبي على بعض الموظفين المثيرين للمشاكل والشغب في العمل والتي تكرر منهم المشاكل . والكشف يكون أيضاً على موظفي الشركات المتعاقدة لكي يتم التأكد من خلوهم من الأمراض النفسية التي قد تحصل للموظف خلال حياته الخاصة .. وقد تكون سببا في حدوث بعض الأمور السلوكية السلبية الغير حميدة داخل منظومة العمل .