مقتل 18 مهاجراً من فنزويلا وهايتي في مأساة جديدة بحادث سير مروع جنوب المكسيك
أ ف ب – العربي
قُتل 18 شخصا على الأقل جميعهم يتحدرون جميعا من فنزويلا وهايتي، جراء انقلاب حافلة في جنوب المكسيك الجمعة.
ووقع الحادث بعد خمسة أيام على مقتل 10 نساء كوبيات كن داخل شاحنة انقلبت على طريق في ولاية تشياباس (جنوب).
ويأتي ذلك في وقت يتواصل تدفق المهاجرين الساعين للوصول إلى الولايات المتحدة.
وقال المدعي العام لولاية أواكساكا في بيان إن هذه المأساة الجديدة أودت بحياة “امرأتين وثلاثة قصّر و13 رجلا جميعهم يتحدرون من فنزويلا وهايتي”، مشيرا أيضا إلى إصابة 27 شخصا.
وذكر المعهد الوطني للهجرات من جهته أن 55 أجنبيا كانوا على متن هذه الحافلة وأن ثمة مواطنين بيروفيين بين الضحايا، دون أن يخوض في تفاصيل.
وقال مكتب المدعي العام إن المأساة وقعت حوالى الساعة 05,00 بالتوقيت المحلي (11,00 بتوقيت غرينتش) عندما فقد سائق الحافلة السيطرة فانقلبت على طريق يربط مدينتي أواكساكا وكواكنوبالان في ولاية بويبلا المجاورة (وسط).
ونقل المصابون إلى مستشفيات في المنطقة، وفقا للمصدر نفسه.
الأسبوع الماضي أيضا، قتل مهاجران وأصيب 27 آخرون عندما انقلبت شاحنة كانت تقلهم في ولاية تشياباس المكسيكية.
في بداية أغسطس، لقي ما لا يقل عن 18 شخصا حتفهم وأصيب 23 آخرون في غرب البلاد، جراء سقوط حافلة في وادٍ وكانت تنقل خصوصا مهاجرين.
ووقع الحادث الأخطر في ديسمبر 2021 عندما لاقى 50 مهاجرا كانوا مكدسين في مقطورة شاحنة حتفهم في ولاية تشياباس. وكانت الشاحنة تقل في المجموع 160 مهاجرا. وكان معظم الضحايا يتحدرون من أميركا الوسطى.
ويعبر آلاف المهاجرين من جنسيات مختلفة المكسيك بشكل سري، مستخدمين حافلات وشاحنات وحتى قطارات مخصصة لنقل البضائع، في ظروف بمنتهى الصعوبة، في محاولة لبلوغ الولايات المتحدة.
ووصل أكثر من ألف مهاجر الثلاثاء إلى سيوداد خواريز، على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة، على متن قطار شحن بعد رحلة استمرت عشرة أيام.
– الطريق الأخطر –
وأحصت شرطة الحدود الأمريكية رسميا عبور 1,8 مليون مهاجر للحدود الجنوبية بين أكتوبر 2022 وأغسطس 2023. وعبَرَ عدد قياسي بلغ 233 ألف شخص الحدود الجنوبية للولايات المتحدة في أغسطس.
وكشف تقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرات نشر في 12 سبتمبر أن الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك شكّلت “أخطر طريق للهجرة البرية في العالم” عام 2022، حيث تم تسجيل 686 قتيلا أو مفقودا.
والفنزويليون هم من بين أكثر المهاجرين الذين يصلون بانتظام إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. ووفقا للأمم المتحدة، فر أكثر من سبعة ملايين شخص من فنزويلا منذ انهيار اقتصادها.
وفي مواجهة استمرار تدفق المهاجرين، قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يتهمه اليمين بالضعف في التعامل مع أزمة الهجرة، أن يستأنف عمليات الطرد المباشرة للمهاجرين غير الشرعيين إلى فنزويلا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان الخميس.
وتزامن هذا الإعلان مع قرار الإدارة الأميركية إضافة جزء جديد إلى الجدار الحدودي مع المكسيك الذي شكّل مشروعا رئيسا خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب بهدف وقف الهجرة غير القانونية.
ويتحدر معظم الأشخاص الذين يسعون لدخول الولايات المتحدة، من فنزويلا والإكوادور وكولومبيا وكوبا وغواتيمالا وهندوراس، وكذلك من هايتي، أفقر دولة في الأمريكيتين والغارقة منذ سنوات في أزمة اقتصادية وسياسية تفاقمت بسبب عنف العصابات.