لما رأيتكِ تحت المطر بقلم : رمضان زيدان
يوم الجمال النديّ المطير
على وجنتيكِ أخت القمر
توالى هطولاً نزول المطر
فانصبَّ يعبق في ناظريكِ فواح الندى
على متن وجْد النسيم تأدى إليكِ اهتدى
حبات لؤلؤ فوق الغصون بروض الزهور
لما تبدّى من نرجسٍ أضاء الربوع بوجهٍ نضِر
عزمتُ أغالب دقات قلبي لكن حبي
أدّى طقوس الجوَى وانتصر
لمّا رأيتكِ تحت المطر
رأيتكِ روحاً جديدة مجيدة
تدرين غوثاً غزيراً نميراً
تصدّين عنا نفيرَ الخطر
رأيتكِ رُقيا جمالٍ تمس القلوبَ
كـلمس الشغاف مُحيّا الزّهَرْ
تنهدتُ نبضي لما أسرْتِ
عيوناً تراءت جموعاً غفيرة بأرض الحدث
بوقدٍ بعثتِ روح التفاني
فكنتِ الأذان وكنتِ الجرس
وكنتِ جبين الحياة المضيء
وكنتِ لديها انبلاج ظَهَرْ
عروج الأعالي على بالتسامي
لنجم الثريا سما وازدهر
وكنتِ وميضاً لفجرٍ وليدٍ بأرض الفداء
لمّا شداك بلحنٍ شجيٍ مدى الكبرياء
فصارت عيونك وطن الأماني
وسُكنى المعاني وبيت الدرر
مداكِ هناكَ برحبٍ دعاني
بصوتٍ يعاني طوال السهر
وأذّن للصبح نوراً جليّاً وحُباً ملياً
بقلبٍ وفيٍّ إليكِ وثوباً سمياً عَبَرْ
ها أنتِ كنتِ وصرتِ
ما زلتِ شموس السناءِ
قصائد حبي قد توّجتكِ
أيقون دربي بروح انتماءِ
لهام الإباءِ في ساحها
وأزهارها بوجن الربيع ملاكاً وديعاً
رآكِ على رأس تاج القلائد
حقاً مناراً عليًّا بهياً لكل الشواهد
فوق المعالي على مجدها بين الروابى
غيث السحابِ لها مُدّخر
في يوم النزوع البديع النضير
رأيتكِ روحا عُليا تطير
فوق البوادي والطير حادي
نجوماً أعالي تزفُّ القمر
على وجنتيك زخ المطر
فلم تعبئي ولم تتعبي ولم تأهبي
ويمضي مضاكِ شعاعاً تبارى حيث صباكِ
وفوق خُطاكِ عبير الأثر
أبصرتُ بين العيون حبوراً قد صار نورا
لنبض القلوب وطرح الشجر
تبارك سبحان من صورك فردوس أعلى
بروض الجمال فصرتِ جمالاً لكل الصور
…..