أكرموهم أكرمكم الله بقلم إسحاق الحارثي
اتصف العرب بهذه الخصلة الإنسانية والأخلاقية الحميدة إلى جانب أنها ترتقي بالقيم الاجتماعية والثقافية وتزرع في روح المجتمع صفات الكرم وتعزز معاني الجود وتكرس خصال العطاء وكل هذا لم يأت من فراغ فديننا الحنيف السمح يوصي بذلك ويأتي تكريم المرء في حياته “إذا ما حظي بهذه اللفتة” نظير إخلاصه وتفانيه في أداء عمله بصدق وأمانة تحت مرأى ومسمع الجميع سيما حين تلتفت الأنظار إليه ويحقق نجاحات تسمو بالمكان الذي يعمل فيه ويُضحّي من أجله، هنا يكون التكريم حافزاً كبيراً له لبذل المزيد من العمل والعطاء لبلوغ وتحقيق الأهداف المرجوة التي يتطلع إليها أصحاب الشأن.
ولكن إذا ما اختاره الرفيق الأعلى وانتقل إلى جوار ربه هل يعني بذلك نسيانه ونسيان جهوده التي قام بها طيلة السنوات التي قضاها في حب وفي تضحية وفي عمل مضني استطاع به أن يرتقي كماً ونوعاً من خلال ما قدمه وأنجزه مع من ارتبط معهم سنين في خدمتهم مضحياً بصحته ووقته ووقت أسرته متنقلاً من مكان إلى آخر ومن فعالية إلى أخرى في سبيل تقديم الرسالة التي يحملها و آمن بها.
بتاريخ ١٩ يناير من مطلع العام الحالي ٢٠٢٣م غيب الموت المغفور له بإذن الله تعالى المعلق المتألق في حلبات سباقات المحركات الرياضية وسباقات طواف مسقط وعمان للدراجات الهوائية و سباقات الاتحاد العماني للدراجات الهوائية حبيب بن سيف الزواوي رحمة الله تعالى عليه أثر نوبة قلبية مفاجئة.
ألا يستحق هذا الرجل إكرامه من قبل الجهات التي خدمها في الرياضة التي تَولّع بها وعشقها وكرس جل وقته وجهده متفانياً في خدمتها، ماذا لو تكرمت الجمعية العمانية للسيارات في دراسة تسمية سباق من سباقاتها السنوية المثيرة الناجحة ذات الحضور والحشد الجماهيري المنقطع النظير باسم “سباق المغفور له حبيب الزواوي” ويذهب ريع تذاكر دخول السباق لأسرته ولأبنائه، كم سوف يثمن هذا العرفان من أسرة المغفور له وكم سوف يلاقي صداً واسعاً من محبي وعشاق هذه الرياضة من كان يطربهم صوت معلق تلك السباقات رحمة الله تعالى عليه، ماذا لو تكرمت الجمعية العمانية للسيارات بدراسة تسمية شارع من شوارعها الداخلية في الجمعية وزينتها بلائحة تحمل اسم “شارع حبيب الزواوي” هذا الشارع الذي سوف يمر ويعبر من خلاله الجميع وهو يتذكر حبيب الزواوي ويترحم عليه ويقرأ على روحه الفاتحة.
كذا بالنسبة لسباقات طواف عمان للدراجات الهوائية والتي بدأ معها منذ انطلاقاتها الأولى برعاية وتنظيم بلدية مسقط آنذاك ماذا لو يتم دراسة إطلاق اسم المغفور له على مرحلة من مراحل السباق أو دراسة تخصيص مرحلة خاصة كلفتة كريمة في تكريم المغفور له وتسمى “مرحلة سباق حبيب الزواوي”، بدون شك سوف يتساءل كل من يشارك في هذا السباق الذي ذاع سيطه ووصل لجميع دول العالم والذي يحضى ببث مباشر من خلال نقل وقائع السباق على مستوى جميع دول العالم، حتما سوف يعرف جميع المنظمين و المتسابقين عن هذه اللفتة الكريمة من قبل اللجنة المنظمة للسباق وفاءً وعرفاناً لهذا الرجل الذي لم يغب يوماً عن المشاركة في هذا السباق.
ماذا لو تبنى المسؤولون في الاتحاد العماني للدراجات الهوائية دراسة تخصيص مسابقة من المسابقات السنوية تضاف للمسابقات الحالية التي ينظمها الاتحاد أو إقامة يوم مفتوح لسباقات الدراجات الهوائية يحمل اسم” حبيب الزواوي” تخليداً لذكرى هذا الاسم الذي ارتبط بهذه الرياضة.
لاشك أن مثل هذه الأفكار والأطروحات ليست بغائبة عن المسؤولين في تلك الجهات ولعل لديهم المزيد والأفضل للخروج بتكريم يليق بما قدمه المغفور له بإذن الله تعالى حبيب بن سيف الزواوي وبأسرته الكريمة في هذا المضمار و الجدير بالإشارة أن هذه الأفكار التي طرحت هي مطلب أتى من أشخاص قريبين ومقربين من المغفور له بإذن الله تعالى وهم من متابعي ومحبي وعشاق تلك الرياضات.